المخرجة هناء العمير: أتأمل ماضي السعودية بفيلم "الرقص على حافة السبيل"

time reading iconدقائق القراءة - 6
المخرجة السعودية هناء العمير في حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي - جدة - 1 ديسمبر 2022 - المكتب الإعلامي للمهرجان
المخرجة السعودية هناء العمير في حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي - جدة - 1 ديسمبر 2022 - المكتب الإعلامي للمهرجان
جدة-محمد عبد الجليل

كشفت المخرجة السعودية هناء العمير، تفاصيل مشروعها السينمائي الجديد "الرقص على حافة السيل" وذلك بعد فوزه بجائزة مالية مُقدمة من "mbc" بقيمة 70 ألف دولار، في حفل جوائز سوق البحر الأحمر، الذي أقيم على هامش الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

وأوضحت خلال حديثها لـ"الشرق"، أنّ فيلمها الجديد مأخوذ عن الرواية التاريخية "غواصو الأحقاف" للكاتبة السعودية أمل الفاران، قائلة: "أنا مُحبة للأدب منذ صغري، وأميل لتقديم أعمال فنية مُقتبسة من الروايات، كونها تُزيد من قيمة وثراء الحوار في النهاية".

وأضافت: "انجذبت لتلك الرواية منذ القراءة الأولى لها عام 2018، لأقرر بعدها بعامٍ واحد البدء في تحويلها إلى فيلم، وتواصلت مع الكاتبة وطرحت عليها الفكرة، ورحبت بالأمر على الفور، وظللت أعمل على الكتابة وإحداث تغييرات في السيناريو والحوار بما يتناسب مع الإطار السينمائي".

وتابعت أنّ "المنتجة سهى سمير تحمست هى الأخرى للفيلم وتبنت إنتاجه، قبل تقديمه لمعمل البحر الأحمر، ولم نكن نتعجل لتنفيذ الفكرة وكانت هناك حالة من التريث الشديد، لذلك السيناريو تطور كثيراً، وأعتقد أن هناك حالياً جاهزية وثقة لتنفيذ الفيلم بشكلٍ جيد، خاصة وأنه ينتمي إلى الأعمال الإنتاجية الضخمة".

التأمل في الماضي

وقالت المخرجة السعودية هناء العمير، إنّ فيلم "الرقص على حافة السيل" يدعو إلى التأمل في الماضي، متابعة "نحن بحاجة إلى فهم الماضي، والاطلاع على شكل الحياة قديماً داخل المملكة، إذ أنّ الأحداث تعود للوراء قبل أكثر من 100 عاماً".

وأضافت أنّ تفاصيل الفيلم بها حالة من الثراء، لاسيما على مستوى الموسيقى والرقص وقصة البطلة التي ستُلامس قطاع كبير من الجمهور، نافية تخوفها من عدم انجذاب الأجيال السعودية الجديدة لمُشاهدة فيلم تاريخي، قائلة: "لدينا حالة حنين للماضي، والغالبية تريد معرفة الماضي في ظل عدم إتاحة مواد مصورة كثيرة عن تلك الفترة التي يتناولها الفيلم". 

ولفتت إلى أنها لازالت في مرحلة ترشيح المُمثلين ولم تستقر على مُمثلة بعينها حتى الآن، إذ أن الفيلم يتطلب فريق عمل كبير، موضحة أنّ "الأحداث تتركز في وادي الدواسر، وهي منطقة ثرية بالتفاصيل، وكان لأهلها لهجة وعالم خاص، لذلك علينا بناء هذا الوادي من جديد، الأمر الذي يحتاج إلى دقة شديدة في اختيار وشكل وملامح الشخصيات التي ستُشارك في الفيلم".

المرأة في السينما

وأشادت المخرجة هناء العمير، باحتفاء مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بدور المرأة في السينما، موضحة أنّ "حجم النساء داخل عالم السينما صار في تزايد كبير مؤخراً، ولم يقتصر على فرعي السيناريو والإخراج فحسب، بينما يمتد إلى فروع أخرى في صناعة الفيلم، منها الإنتاج".

وأشارت إلى ترأسها جمعية السينما في السعودية، المعنية برفع وتنمية مستوى الثقافية السينمائية، فضلاً عن وجودها كعضو مجلس إدارة جمعية الأفلام بالمملكة، موضحة أنّ "خطوة إنشاء هذه الجمعية، بجانب وجود الهيئات والمؤسسات الفنية الأخرى، تأتي للإسهام في مواجهة المشاكل والتحديات التي تواجه صناعة السينما، التي لم تُعد موجودة لدينا من قبل".

وأكدت أنّ "جمعية السينما، غير ربحية، وحصلنا على موافقة من وزارة الثقافة وهيئة الأفلام أولاً، ووجودي على رأسها يُحملني مسؤولية ضخم في دعم الوسط الفني والمُضي قدماً للارتقاء بالقطاع، والمُشاركة في وضع تشريعات تضمن تطور الصناعة ورفع مستواها".

وتابعت أنّ الجمعية حالياً تبحث عن ممولين وداعمين جُدد من المؤسسات المختلفة، حيث يتعاون معهم مركز "إثراء" وهيئة الأفلام السعودية كشريكٍ أساسي، بجانب رعاة آخرين، منهم "نيون" ومؤسسة البحر الأحمر، لافتة إلى "البحث القائم حالياً عن سبل للتعاون مع مؤسسات أخرى سواء دولية أو محلية".

"لأنها أبدعت"

وتطرقت المخرجة السعودية هناء العمير، بالحديث إلى مُشاركتها في الإصدار الثاني من مبادرة "لأنها أبدعت" التي أطلقتها منصة "نتفليكس"، حيث تُشارك بمسلسلها "وساوس".

ورأت أنّ "اهتمام نتفليكس ومنحها مساحة خاصة لصانعات الأفلام العربية، مبادرة رائعة ومهمة وفي وقتٍ مناسب، خاصة بالتزامن مع الانفتاح الذي تشهده المملكة حالياً على مستوى الثقافة والفنون، كما أنّ تسليط الضوء على المُبدعات العربيات سيمنح المواهب الجديدة بالسعودية حالة من الحماس والإلهام، لذلك سعدت للغاية كوني جزءاً من هذه المبادرة".

ولفتت إلى تقارب عدد النساء والرجال داخل مواقع التصوير حالياً بالسعودية، واصفة ذلك بقولها: "توازن صحي ومطلوب، وكنا نفتقده حتى سنواتٍ قريبة"، مُشيرة إلى تجربتها في صناعة أحد الأفلام الوثائقية عام 2009، حيث كانت هي المرأة الوحيدة بين أكثر من 60 رجلاً داخل "اللوكيشن".

وتابعت "لم أكن أتخيل وجودي داخل موقع تصوير وسط هذا العدد من الرجال، ولولا شغفي وسيطرة الفن على تفكيري، لم أكن أنجز المشروع، وأعتقد أنّ هناك نماذج نسائية كثيرة كانت تأمل دخول الصناعة لكنها تفقد القدرة والصلابة على مواجهة هذه التحديات".

منصات البث الرقمي

وأكدت هناء العمير، أنها ليست متخوفة من مصير السينما أمام انتشار منصات البث الرقمي في الخليج والدول العربية، قائلة إنّ: "السينما باقية، ووجود المنصات لا يُمثل خطراً عليها، خاصة وأنّ تجربة المُشاهدة عبر هاتين الوسيلتين مُختلفة للغاية".

وأضافت أنّ "السينما حالياً صار بها وسائل حديثة تُزيد من حجم تعايش المُشاهد مع أحداث الفيلم المعروض، عكس المنصات"، لافتة إلى أنّ الجمهور السعودي لازال لديه حالة تعطش لدور العرض، لذلك تحظى بإقبال جماهيري كبير يومياً، وصارت جزءاً من روتين يومه الطبيعي. 

وأعتبرت أنّ "منصات البث الرقمي ساهمت في فتح الآفاق لأشكالٍ فنية أخرى، وتوفير مساحات للمسلسلات القصيرة متنوعة، دون تقديمها تحت قيود معينة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات