قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأحد، إن القوات المسلحة تدعم التفاوض، وبحث سبل وقف الحرب المستمرة منذ 8 أشهر، لكنه اعتبر أن الطريق الوحيد لوقفها وهو خروج قوات الدعم السريع من مدن السودان.
وذكر البرهان في كلمة بمناسبة ذكرى استقلال السودان: "كثرت دعوات لا للحرب والتفاوض والبحث عن السبل والمسالك التي توقف الحرب"، مضيفاً أن "الطريق لإيقاف الحرب واحد، وهو خروج المليشيا المتمردة من ولاية الجزيرة، ومن بقية مدن السودان كما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وطالب البرهان بـ"إعادة كل المنهوبات من أموال وممتلكات المواطنين والمنقولات الحكومية، وإخلاء مساكن المواطنين والمقار الحكومية"، مشدداً على أن "أي وقف لإطلاق النار لا يضمن ما ذكر لن يكون ذا قيمة".
ووجه قائد الجيش رسالة إلى الدول التي أشار إلى أنها تقدم "تسهيلات" لقيادة الدعم السريع قائلاً: "كفوا أيديكم عن التدخل في شأننا"، مشيراً إلى أن "استقبال أي دولة لجهة معادية لا تعترف بالحكومة القائمة يعتبر عداءً صريحاً للسودان، ويحق له اتخاذ ما يحفظ سيادته وأمنه من إجراءات".
وأحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على ولاية الجزيرة قبل أيام، كما سيطرت على 4 ولايات في إقليم دارفور بغرب السودان من أصل 5، إلى جانب هيمنتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وإقليم كردفان.
لقاء حميدتي وحمدوك
جاء خطاب البرهان بعد ساعات من إعلان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، الأحد، أن وفداً يقوده رئيس الهيئة القيادية للتنسيقية ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، سيلتقي قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الاثنين، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لـ"بحث سبل وقف الحرب".
وقالت "تقدم" في بيان، إن اللقاء يأتي على إثر الخطابات التي أرسلتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لقائدي القوات المسلحة والدعم السريع، والتي دعتهما فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين، وتوصيل المساعدات الإنسانية، وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي".
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع "استجابت لطلب اللقاء"، لافتةً إلى أنه "لا زال التواصل مستمراً مع قيادة القوات المسلحة لتحديد مكان وزمان للقاء بين (تقدم) والقوات المسلحة السودانية".
وسبق أن طلب حمدوك، الاثنين الماضي، في رسالتين خطيتين قدمت إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، والفريق أول محمد حمدان دقلو، نيابة عن تنسيقية "تقدم"، اللقاء عاجلاً بغرض التشاور بشأن السبل الكفيلة لـ"وقف الحرب".
كما كانت الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا "إيقاد" دعت كذلك البرهان وحميدتي للاجتماع من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وبحث سبل تيسير وصول مواد الإغاثة.
وكان من المقرر عقد اجتماع بين طرفي النزاع برعاية "إيقاد"، الخميس الماضي، في جيبوتي، إلا أنه "أُرجئ إلى مطلع يناير لأسباب فنية"، بحسب وزارة الخارجية الجيبوتية. في حين لم تفض محاولات وساطة سابقة حتى الآن سوى إلى هدنات وجيزة لم تُحتَرم.
ولم يلتق القائدان العسكريان منذ اندلاع حرب أدّت إلى سقوط 12 ألف ضحية، وفق تقدير منظمة "أكليد"، ويعتقد أن هذا الرقم أدنى من الحصيلة الفعلية. كما تسببت المعارك بنزوح أكثر من 7 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.