تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.. "مسودة أميركية" لاتفاق محتمل ومباحثات في باريس

رغم "خلافات جوهرية".. المفاوضات تبحث صفقة على مرحلتين ووقف إطلاق النار لشهرين

time reading iconدقائق القراءة - 7
نازحون فلسطينيون يغادرون خان يونس باتجاه رفح جنوبي قطاع غزة وسط غارات إسرائيلية وقصف مدفعي مكثف. 27 يناير 2024 - Reuters
نازحون فلسطينيون يغادرون خان يونس باتجاه رفح جنوبي قطاع غزة وسط غارات إسرائيلية وقصف مدفعي مكثف. 27 يناير 2024 - Reuters
دبي/ واشنطن -الشرقوكالات

تقترب جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة، إلى اتفاق محتمل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لتبادل الأسرى، تقوم بموجبه إسرائيل بإيقاف حربها على غزة لمدة شهرين، مقابل إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة عبر مرحلتين، فيما ترجّح مصادر أميركية أن تتوصل الأطراف المعنية إلى هذا الاتفاق في غضون الأسبوعين المقبلين، في ظلّ تحركات أميركية ومصرية وقطرية مكثّفة لإقناع إسرائيل وحركة "حماس" بقبول العرض الجديد دون اعتراض.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الولايات المتحدة، وضعت "مسودة اتفاق" مكتوبة، تدمج المقترحات التي قدمتها إسرائيل و"حماس" في الأيام العشرة الماضية في إطار عمل أساسي سيكون موضوع محادثات في باريس، الأحد، بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

ومن المتوقع أن تعطي عودة بيرنز إلى مسلسل التفاوض زخماً جديداً في المحادثات. ولعب بيرنز دوراً مركزياً في الجهود الدبلوماسية الأميركية بشأن غزة، وكان مفاوضاً رئيسياً في الهدنة التي استمرت أسبوعاً في نوفمبر الماضي.

وفيما نقلت الصحيفة، أنه لا تزال هناك "خلافات مهمة" يتعيّن حلها، فإن المفاوضين "متفائلون بحذر" بأن الاتفاق النهائي، بات وشيكاً، وفقاً لمسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم.

ومن بين النقاط الشائكة التي تعيق جهود المفاوضين، إصرار إسرائيل على مواصلة حربها على غزة، فيما تشدد "حماس" على ضرورة وقف الحرب لتحقيق تقدم في التفاوض.

صفقة على مرحلتين

وقال مسؤولون أميركيون، إن جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة باتت قريبة من تحقيق "اختراقات للوصول إلى هدنة طويلة"، مشددة على أن شروط الصفقة ستتم على مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، ستتوقف الحرب للسماح بإطلاق سراح ما تبقى من النساء والمسنين والجرحى من المحتجزين لدى "حماس".

وستهدف إسرائيل و"حماس" بعد ذلك، إلى التوصل إلى التفاصيل خلال الأيام الثلاثين الأولى من الهدنة، نحو المرحلة الثانية، التي سيتم فيها إطلاق الجنود والمدنيين الإسرائيليين. ويدعو الاتفاق الوشيك أيضاً إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق "وول ستريت جورنال".

في المقابل، نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين، أن الاتفاق الوشيك سيكون أكثر اتساعاً في نطاقه من الاتفاق السابق؛ إذ ستتوقف الحرب لمدة 30 يوماً تقريباً، بينما تطلق "حماس" سراح النساء والمسنين والجرحى من المحتجزين.

وفي حديثه من البيت الأبيض، الجمعة، وصف منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، المحادثات الجارية بأنها "مثمرة"، ولكنها لم تصل بعد إلى التوافق الكلي. وقال كيربي: "نحن متفائلون بشأن التقدم، لكنني لا أتوقع أي تطورات وشيكة".

وقال كيربي إن الرئيس الأميركي جو بايدن، تحدث بشكل منفصل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكذلك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة المحادثات الجارية.

وقال كيربي: "نواصل بذل كل ما في وسعنا لتسهيل صفقة أخرى مثلما فعلنا في نوفمبر".

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض، الجمعة أن بايدن، وأمير قطر "أكدا أن صفقة المحتجزين أمر أساسي لتحقيق هدنة إنسانية طويلة الأمد، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في جميع أنحاء غزة".

إنهاء الحرب

وقال مسؤولون مصريون، إن الخطة التي عُرضت على إسرائيل و"حماس"، ستؤدي إلى إنهاء الحرب على غزة، مضيفين أن الاقتراح الجديد يدعو إلى وقف مبدئي للقتال لمدة ستة أسابيع للسماح بالإفراج عن الأطفال والنساء وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. 

وفي المقابل، ستحصل "حماس" على ضمانات دولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة، بأنه سيتم التوصل خلال فترة توقف القتال إلى اتفاق شامل من شأنه أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب.

وقال المسؤولون المصريون، إن إسرائيل و"حماس" لم تردا رسمياً بعد على الاقتراح، الذي تم تقديمه في الأيام الأخيرة، ويحاول سد الفجوة بين الجانبين حول القضايا الرئيسية. وأضافوا أن هذا "لا يعني أن الاتفاق وشيك"، حسبما نقلت "وول ستريت جورنال".

وشدد المسؤولون، على أن الجانبين رفضا العديد من المقترحات المقدمة عبر مصر وقطر، بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأخير في 30 نوفمبر، لكنهما يتفقان الآن إلى حد كبير على إطار عمل يتضمن عدة مراحل ووقف محتمل لإطلاق النار على المدى الطويل.

وقال مسؤول إسرائيلي، إن تل أبيب "ملتزمة تماماً بالإفراج عن جميع أسراها، وتدمير حماس، وستواصل بذل كل ما في وسعها لضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين".

وقال المسؤولون، إن إسرائيل و"حماس"، ما زالتا متباعدتين بشأن القضايا الرئيسية، مثل متى ستغادر القوات الإسرائيلية غزة، ومتى سيسمح للفلسطينيين، الذين أجبروا على ترك منازلهم بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، بالعودة.

ضغوط أميركية على نتنياهو

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، إن الحرب قد تستمر لبقية العام، إن لم يكن حتى عام 2025. وكان نتنياهو صريحاً بشكل متزايد في رفضه لإقامة دولة فلسطينية، وهي بند ذو أولوية بالنسبة لبايدن، والولايات المتحدة، وفق CNN.

وتضغط إدارة بايدن علانية، على إسرائيل، للانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من العمليات العسكرية، بما في ذلك من خلال المكالمات الهاتفية بين بايدن ونتنياهو.

ويرى المسؤولون الأميركيون، أن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، هو المفتاح للتوصل إلى وقف كلي للحرب، من شأنه أن يساعد في تدفق المساعدات الإنسانية، ويسمح للفلسطينيين للعودة إلى منازلهم التي دمر الكثير منها.

وأكد نتنياهو، السبت، مجدداً، التزامه بتأمين إطلاق سراح المحتجزين، الذين لم يتم إطلاق سراحهم كجزء من اتفاق محدود في نوفمبر. وأضاف: "حتى اليوم، أعدنا 110 من المحتجزين، ونحن ملتزمون بإعادة البقية إلى ديارهم".

وقال نتنياهو، إنه يتعين على قطر ممارسة المزيد من الضغوط على "حماس" لإطلاق سراح المحتجزين، وذلك وسط تصاعد التوترات بين البلدين بعد أسابيع من المفاوضات المتوترة.

وفي حين أن الاتفاق لن يكون بمثابة وقف دائم لإطلاق النار، والذي طالبت به "حماس" لإطلاق سراح جميع المحتجزين، إلا أن المسؤولين المقربين من المحادثات يعتقدون أنه إذا أوقفت إسرائيل الحرب لمدة شهرين، فمن المرجح ألا تستأنفها بنفس الطريقة التي اتبعتها.

وستوفر الهدنة، نافذة لمزيد من التحركات الدبلوماسية التي يمكن أن تؤدي إلى حل أوسع للصراع.

تصنيفات

قصص قد تهمك