أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الاثنين، أن بلاده لا تستطيع السير على خطى بريطانيا وفرنسا وإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، لأن الخطوة "لن تكون مسؤولة".
وكرر شولتز رفض طلب أوكرانيا بتسليمها صواريخ Taurus بعيدة المدى، على الرغم من إلحاح كييف ودعواتها العاجلة للموافقة على عمليات التسليم بينما تواجه الغزو الروسي.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية بثتها لاحقاً خدمتها الصحافية إلى كل وسائل الإعلام، قال شولتز: "إنه سلاح بعيد المدى للغاية، وما يفعله البريطانيون والفرنسيون من استهداف ودعم الاستهداف لا يمكننا القيام به في ألمانيا".
وأضاف: "من وجهة نظري، سيكون الأمر غير مسؤول إذا شاركنا بالطريقة نفسها في إدارة استهداف" هذه الصواريخ، محذراً من خطر أن تجد بلاده نفسها "متورطة بطريقة ما في الحرب" مباشرة.
وتابع: "لا يجب بأي حال ولا بأي مكان أن يرتبط الجنود الألمان بالأهداف التي تحققها هذه الأنظمة"، موضحاً أن ذلك يتعلق أيضاً بمشاركة جنود ألمان موجودين في أراضيهم الوطنية.
وأكد المستشار الألماني أن "ما تفعله دول أخرى لديها تقاليد ومؤسسات دستورية أخرى، هو أمر لا يمكننا القيام به بنفس القدر".
ويبلغ مدى صواريخ Taurus الألمانية أكثر من 500 كيلومتر، وبالتالي، إذا امتلكتها أوكرانيا، ستتمكن من أن تطال أهدافاً داخل الأراضي الروسية.
وهذا هو السبب وراء رفض برلين على مدى أشهر عدة تسليم هذه الصواريخ إلى كييف، إذ تخشى ألمانيا أن تُستخدم لاستهداف مواقع في العمق الروسي، ما قد يؤدي إلى تصعيد.
وحصلت كييف من بريطانيا وفرنسا على صواريخ بعيدة المدى من طراز STORM SHADOW/ SCALP (مدى 250 كيلومتراً) تسلّمتها اعتباراً من مايو 2023، ثم استخدمت أوكرانيا صواريخ ATACMS الأميركية (مدى 165 كيلومتراً) لأول مرة في أكتوبر من العام الماضي.
وقال شولتز: "ما تفتقر إليه أوكرانيا هو الذخيرة اللازمة لكل المسافات الممكنة لإطلاق النار، لكن ليس بشكل حاسم هذا الشيء القادم من ألمانيا"، في إشارة إلى صواريخ Taurus.
من جهته أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين، أن بلاده لم تتلق سوى 30% من مليون قذيفة مدفعية وعد بها الاتحاد الأوروبي العام الماضي، في وقت تُعاني القوات الأوكرانية من نقص الذخيرة، وتواجه صعوبات على خط الجبهة.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة كييف مع رئيس الوزراء البلغاري نيكولاي دينكوف: "من بين مليون قذيفة وعدنا بها الاتحاد الأوروبي، تم تسليم 30% للأسف، وليس 50%".
وأقر الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الماضي، بأنه لن يلتزم بتعهده في مارس الماضي بتزويد كييف بمليون قذيفة خلال عام واحد.
وستسلم الدول الأعضاء 524 ألف قذيفة، أي 52% من الدفعة الموعودة، بحلول مارس المقبل، وفقاً لمنسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
ووقعت دول عدة بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا اتفاقيات أمنية ثنائية مع كييف في الأسابيع الأخيرة، لكن الاتحاد الأوروبي الذي قدم مساعدات عسكرية بقيمة 28 مليار يورو منذ بداية الحرب يكافح للوفاء بالتزاماته، خصوصاً في ما يتعلق بتسليم القذائف.