ستولتنبرج في الذكرى الثانية للحرب: انضمام أوكرانيا للناتو أمر حتمي

time reading iconدقائق القراءة - 6
العلم الأوكراني بجانب شعار حلف الناتو في وسط كييف. 11 يوليو 2023 - REUTERS
العلم الأوكراني بجانب شعار حلف الناتو في وسط كييف. 11 يوليو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، السبت، على التزام أعضاء الحلف بدعم أوكرانيا التي لا يزال الوضع فيها "خطيراً للغاية" بحلول الذكرى الثانية للغزو الروسي، مشدداً على "عدم وجود شك" في انضمام كييف إلى الحلف لكن السؤال يبقى متى؟، وهو الأمر الذي ترفضه روسيا منذ سنوات.

وبينما يزور عدة قادة غربيين العاصمة كييف للتعهد بتقديم الدعم وإحياء الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي، قال ستولتنبرج إن بوتين "بدأ هذه الحرب لأنه أراد إغلاق باب (الناتو) في وجه أوكرانيا، لكن ما حصل هو العكس تماماً، فكييف باتت الآن أقرب للحلف من أي وقت مضى".

وذكر أن الحلف يساعد القوات الأوكرانية على أن تكون "أكثر قابلية للعمل المشترك" مع الحلف الدفاعي، لافتاً إلى أنه "سيتم افتتاح مركز مشترك للتدريب والتحليل في بولندا".

وأضاف: "أوكرانيا ستنضم إلى (الناتو). والمسألة لا تتعلق بذلك بل متى".

ووقعت أوكرانيا مؤخراً اتفاقيات أمنية ثنائية مع عدة دول غربية منها بريطانيا وفرنسا إيطاليا وكندا، بحسب وكالة "فرانس برس" التي أشارت إلى أن الهدف من هذه الاتفاقات هو منح ضمانات لكييف بدعم طويل الأمد، في انتظار احتمال انضمام البلاد إلى الحلف الأطلسي.

مسار بطئ

وتسعى أوكرانيا منذ عقود إلى الانضمام لحلف "الناتو" الذي يضم الولايات المتحدة و30 دولة أوروبية، لكن هذه المساعي تواجه دائماً غضب موسكو، إذ تعتبره روسيا "تهديداً أمنياً لها"، إذ تنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف على أن "أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم".

وانقسمت الدول الأعضاء في "الناتو" بشأن عضوية أوكرانيا لأسباب عدة منها أن العواصم الغربية لا تسعى إلى استفزاز الكرملين، فضلاً عن أن العضوية تتطلب التزاماً من الحلفاء يقدمون بموجبه مساعدات لكييف حال الهجوم عليها، وهو ما لن يؤيده الكثيرون، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وانضمت أوكرانيا بعد استقلالها في نهاية 1991 إلى "الشراكة من أجل السلام" التي اقترحها حلف شمال الأطلسي في 8 فبراير 1994 وهو عرض تعاون عسكري للجمهوريات السابقة في الاتحاد السوفياتي في الكتلة الشرقية.

وفي ديسمبر 1994، تخلّت أوكرانيا عن وضعها النووي عبر توقيعها على معاهدة حظر الأسلحة النووية، ولكن في المقابل منحتها الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا ضمانات أمنية بينها احترام وحدة أراضيها.

وعزّزت أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي علاقاتهما في 9 يوليو 1997 عبر "ميثاق شراكة محددة" ينصّ على تعاون تقني وعسكري أكبر.

وأعلنت أوكرانيا في 23 مايو 2002، بدء العملية "التاريخية" للانضمام إلى الأطلسي والتي تتطلب قدراً كبيراً من الصبر وقدراً أكبر من الإصلاحات، لكن بوتين أعرب حينها عن معارضته لتوسيع الحلف شرقاً، لكن بدون إبداء معارضة بشكل مباشر.

واعتباراً من العام 1999، انضمت 3 جمهوريات سوفياتية سابقة، هي بولندا والمجر والجمهورية التشيكية، إلى حلف "الناتو" وتبعتها 7 دول أخرى في 2004.

وخلال قمة بوخارست في أبريل 2008، رفض قادة دول حلف "الناتو" منح أوكرانيا وجورجيا وضع مرشح رسمي رغم "دعم حازم" من الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش، لكن الحلف تعهّد ضمهما على المدى الطويل.

واستهجن أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن، في 18 مارس 2014، الضم الذي اعتبره "غير شرعي وغير قانوني" لشبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا، محذراً من أن "الحلفاء في حلف شمال الأطلسي لا يعترفون بذلك".

وعزز "الناتو" تعاونه مع أوكرانيا في مواجهة ما وصفه بأنه "أخطر تهديد للأمن والاستقرار في أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة"، ففي صيف 2014، استأنفت كييف عملية الانضمام التي أوقفتها عام 2010 الحكومة الموالية لروسيا آنذاك، في خطوة اعتبرتها موسكو "غير مقبولة"، فيما ترك راسموسن الباب مفتوحاً لكن بدون تحديد جدول زمني واضح، بحسب وكالة "فرانس برس".

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، طالبت كييف "بمساعدة عسكرية بدون قيود" من دول الحلف التي ترسل إليها مذاك أسلحة وذخائر.

وفي 30 سبتمبر 2022، وبعد إعلان موسكو عن ضم 4 مناطق أوكرانية، طالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بانضمام "مسرّع" إلى حلف الأطلسي، كما أقرّ في مايو 2023 بأن هذه الخطوة "غير ممكنة" قبل انتهاء النزاع لكنه طلب "إشارة واضحة" للانضمام إلى الحلف بعد ذلك.

وخلال قمة الأطلسي في فيلنيوس خلال يوليو 2023، خيّبت الدول الأعضاء ولا سيما الولايات المتحدة وألمانيا، توقعات كييف والكثير من دول أوروبا الشرقية بعدم تحديد جدول زمني لانضمام أوكرانيا.

وأعلنت كييف حينها عن استيائها، تحديداً من الإشارة المبهمة المرتبطة بـ"شروط" انضمامها للحلف، والتي ارتأت أنها تشكل "عائقاً تعسفياً محتملاً أمام عضويتها"، وفق تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأميركية.

تصنيفات

قصص قد تهمك