وسط تفوق روسي.. نقص الذخائر يعزز خسائر أوكرانيا الميدانية

time reading iconدقائق القراءة - 7
جندي أوكراني يطلق مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز 2S22 Bohdana تجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. 13 سبتمبر 2023 - REUTERS
جندي أوكراني يطلق مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز 2S22 Bohdana تجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. 13 سبتمبر 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

أكدت الولايات المتحدة أن سقوط مدينة أفدييفكا الأوكرانية في أيدي القوات الروسية قبل أيام، نتيجة مباشرة لنقص الذخيرة لدى كييف، وهو ما يلقي بظلاله على أزمة تسليح أوكرانيا، التي تحولت إلى المعضلة الأكبر بالنسبة للغرب.

وبينما تحث الإدارة الأميركية، الكونجرس، على تمرير مساعدات بقيمة 60 مليار دولار؛ لسد عجز كييف من الذخيرة وخاصة القذائف المدفعية، تستعد روسيا لحشد ما يقرب من 4 ملايين قذيفة مدفعية هذا العام فقط لاستخدامها في حربها ضد كييف، حسبما ذكر موقع Defense News.

وأشار الموقع المتخصص في الشؤون الدفاعية، إلى أن التساؤلات حالياً تدور حول مدى قدرة أوروبا والولايات المتحدة على مضاهاة روسيا في حجم الإنتاج الضخم للقذائف المدفعية.

وقال باحثون في المعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني RUSI، في تقرير حديث، إن الصناعة الروسية تتوقع زيادة إنتاج القذائف عيار 152 مليمتراً إلى 1.3 مليون طلقة هذا العام، وإنتاج 800 ألف طلقة عيار 122 مليمتراً خلال نفس الفترة.

وذكر التقرير أنه بإضافة مليوني قذيفة عيار 122 مليمتر قادمة من كوريا الشمالية، سيكون لدى موسكو ما يزيد قليلاً عن أربعة ملايين قذيفة، بالإضافة إلى ما يمكنها إنقاذه من المخزونات الحالية، والتي معظمها في حالة سيئة.

وقال نيك رينولدز، زميل أبحاث الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن مضاهاة هذا الرقم ستكون حاسمة بالنسبة لأوكرانيا.

وأضاف أن إنتاج المدفعية، عامل مهم للغاية، لأن كلاً من روسيا وأوكرانيا "جيشان يعتمدان بشكل كبير على القذائف المدفعية"، والتي تمثل "العمود الفقري لهما".

وعلى الرغم من الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة والصواريخ والدبابات في الصراع، تعتبر نيران المدفعية مسؤولة عن 70% من إجمالي الخسائر على كلا الجانبين، حسبما ذكرت مجلة Risk and Strategy Weekly.

اختناق سلسلة التوريد

وأقر الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الماضي، بأنه لن يلتزم بتعهده في مارس الماضي بتزويد كييف بمليون قذيفة خلال عام واحد.

وستسلم الدول الأعضاء 524 ألف قذيفة، أي 52% من الدفعة الموعودة، بحلول مارس المقبل، وفقاً لمنسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وتأتي هذه القذائف من المخزونات الحالية والمشتريات الفردية والمشتركة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي تشرف عليها خطة بروكسل المسماة ASAP؛ لاستخدام 2.2 مليار دولار لشراء المخزونات.

وقال بوريل إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بدأت الاستعداد لوصول 630 ألف قذيفة أخرى هذا العام.

وأكد متحدث رابطة صناعات الطيران والأمن والدفاع الأوروبية، أن طلب الذخيرة وشرائها وتصديرها هو قرار سياسي.

وأضاف أن صناعة الدفاع الأوروبية عملت على توسيع قدراتها الإنتاجية بشكل كبير في ظل "ظروف معاكسة"، لافتًا إلى أن القائمة الطويلة من العقبات تشمل "اختناقات سلسلة التوريد، وتضخم تكاليف المواد الخام، ونقص القوى العاملة المؤهلة، والتنظيم المرهق والعمليات الإدارية، وندرة الطلبات الفعلية، وسنوات من نقص الاستثمار"، تسببت في نقص الإنتاج.

وأوضح أن الاستثمارات طويلة الأجل لزيادة القدرات الإنتاجية يجب أن تتماشى مع عقود طويلة الأجل من العملاء الأوروبيين، لافتاً إلى ضرورة "تقاسم المخاطر" بين الصناعة والقطاع العام.

في المقابل، مكّن الاقتصاد الروسي المنسق من قبل الدولة والذي يركز بشكل متزايد على الحرب، موسكو العام الماضي من نقل العديد من مرافق الإنتاج إلى شركة "روستيخ" الحكومية؛ لتبسيط وتسريع إنتاج الذخيرة.

استراتيجية أوروبية جديدة

أجرت أوروبا جهوداً ملحوظة لزيادة الإنتاج خلال الشهر الجاري، إذ تحولت شركة Nammo النرويجية الفنلندية للذخيرة إلى الإنتاج على مدار 24 ساعة، وإعلان شركة Rheinmetall الألمانية عن مصنع ألماني جديد سينتج 200 ألف قذيفة سنوياً، بالإضافة إلى مصنع في أوكرانيا مع شريك محلي.

والتزمت المملكة المتحدة، التي زودت أوكرانيا حتى الآن بـ300 ألف طلقة من عيارات مختلفة، بزيادة ثمانية أضعاف في القدرة الإنتاجية لعيار 155 مليمتراً. ويتوقع أن يتم تشغيل خطوط الإنتاج الجديدة لشركة BAE Systems بحلول عام 2025.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لموقع Defense News إن الوزارة لا تكشف عن الطاقة الإنتاجية الكاملة أو أرقام المخزون، لأسباب أمنية تشغيلية.

وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت في عام 2020 أنها تعمل على زيادة مستويات إنتاج القذائف ذات العيار الكبير بحوالي 100 ألف طلقة سنوياً.

ويتوقع أن يطلق مفوض السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي، تييري بريتون، استراتيجية جديدة لتأمين استثمارات دفاعية إضافية في 27 فبرايرالجاري، بينما ستقوم بروكسل في 15 مارس بتسمية ما يصل إلى 30 شركة ذخيرة؛ تم اختيارها للاستفادة من تمويل بقيمة 500 مليون يورو لتعزيز الإنتاج.

وبينما تضاعف أوروبا من قدراتها الإنتاجية، أكد المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، نيك رينولدز، أن تلك الإجراءات "ليست الحل الأمثل" لأزمة الذخيرة في أوكرانيا.

وتدعم التشيك أن تتجاوز أوروبا حدودها الشرائية للحصول على مزيد من الذخيرة، وهو حل يتماشى وتؤيده رابطة الصناعات الأوروبية ASD.

وقال متحدث رابطة الصناعات الأوروبية إن تجاوز أوروبا حدودها الشرائية يمكن أن يكون بمثابة جسر يساعد الصناعة الأوروبية، للوصول إلى الطاقة الإنتاجية المطلوبة لتلبية الطلب.

وأكد رينولدز أنه مهما كانت الحلول المطروحة حالياً، فإن أوكرانيا لن تكون قادرة على مجاراة روسيا على خط المواجهة هذا العام.

وأضاف أن روسيا ستحصل على 4 ملايين قذيفة هذا العام، وهو أكثر مما تستطيع أوروبا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة توفيره، قبل أخذ عملية إعادة تخزينها في الاعتبار.

وأوضح رينولدز أن التفوق الروسي في المدفعية لا يعني أن أوكرانيا ستخسر الحرب، لكنه سيمنح موسكو الوقت لإعادة التسلح.

وفقدت القوات المسلحة الروسية قدراً كبيراً من قوتها القتالية. وأكد رينولدز أن قدرة روسيا على القيام بمناورات واسعة النطاق تقلصت بسبب الخسائر، لكنها لا تزال بإمكانها إحداث ضرر مع الاستنزاف، خاصة إذا كانت أوكرانيا تعاني من نقص الذخائر.

تصنيفات

قصص قد تهمك