اعتدنا كعرب أن نسمع ونتأثّر ونُسلطن على موسيقى وأغنيات من كل اللغات واللهجات، لكننا لا زلنا نفتقد أذن الآخر الأوروبي والغربي، كما نفتقد رأيه ونقده وإصغاءه لما ننتجه من فنون. نعم، نفتقد العالمية في مجال الموسيقى، لذلك جاءت "بيلبورد عربية"، ليكون لنا من الآن وصاعداً منصّة للفنون.
هذا الاسم الذي بدأ يعلو في فضاء الموسيقى، أنتجته شراكة بين عملاقين في الإعلام والفن، هما المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، و"بيلبورد" العالمية (Billboard)، اللذان يحملان هدفاً واحداً، هو إيصال الإيقاعات العربية إلى العالمية.
"الشرق" التقت المدير العام لـ"بيلبورد" عربية رامي زيدان وكان لنا معه هذا الحوار الذي استعرض فيه تفاصيل الشراكة بين الجهتين:
- ما الذي يجمع "بيلبورد" عربية بالمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (Srmg)؟
تحمل المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام رؤية تطويرية لقطاع الصحافة في المنطقة العربية، ولديها في هذا المجال تراث وتجربة عريقتين، انطلاقاً من هذه الرؤية، جاءت فكرة تطوير القطاع المسموع والموسيقي تحديداً، والتوسّع نحو جماهير جديدة، واستهداف جيل يتوق إلى منصّة موسيقية حديثة.
-كيف ستُظهِّر هذه الشراكة الثقافة العربية والفن العربي؟
"بيلبورد" عربية هي بذرة من بذور الرؤيا التي تحملها المجموعة السعودية، وفكرتها تقوم على التركيز على الموسيقى العربية أولاً، لأننا لا نملك منصّة للموسيقى العربية. وفي المنطقة العربية هناك عدد كبير من المستمعين للموسيقى الأجنبية أيضاً، لذلك ينبغي الاهتمام بكل الموسيقات، مع التركيز على العربية تحديداً.
عندما قررنا الدخول إلى عالم الموسيقى، بحثنا عما نفتقده في منطقتنا العربية، وعن الذي ينقصنا في هذا المجال، ومعلوم أن المنطقة العربية تعدّ الأسرع نمواً موسيقياً. وبحسب الدراسات، فإنها تنمو لجهة الإنتاج وعدد الأغنيات وعد الفنانين والمستمعين، وهذا يأتي من الخدمات التي تقدّمها منصّات عالمية عدّة مثل سبوتفاي وأبل وغيرها.
- كيف ستطوّر "بيلبورد" عربية القطاع الموسيقي في العالم العربي؟
بناء على دراستنا للواقع الموسيقي العربي، وما نملكه من مواهب وشركات وموزعين وغيره، أدركنا أن ما ينقصنا هو الإعلام الموسيقي، وتنقصنا المنصّة المناسبة لإيصال هذه المواهب إلى حيث يجب، فضلاً عن مواكبة التطورات التي يشهدها عالم الموسيقى في منطقتنا العربية، والداتا المبنية على البيانات. وهذا ما ستقدّمه "بيلبورد"، التي تأتي حاملة حزمةً كاملة، تضمّ القوائم الترتيبية Charts والجوائز الموسيقية، والمواد والأخبار المتعلقة بهذا المجال.
- ما المميّزات التي ستتيحها المنصّة للمستخدمين؟
قوّة هذه الشراكة تكمن في نقاط ثلاث هي:
أولاً: استراتيجية Srmg ضمن رؤية الرئيسة التنفيذية جمانا الراشد، المتعلقة بتوسيع نطاق الإعلام العربي.
ثانياً: "بيلبورد" نفسها آتية من تجربة واسعة في هذا المجال، من بينها القوائم والجوائز وغيرها، وهي شركة لديها خبرة عمرها 129 سنة في الإعلام الموسيقي، وفي التعامل مع الفنانين ومع الجوائز، والماركات العالمية، وأهميتها أنها تجمع وتربط كل هذه المنصّات مع بعضها.
ثالثاً: ستقدّم للعالم العربي منصّة عالمية، وسيكون لدينا أول منصّة بالعربي تتحدّث عن كل ما يتعلق بالموسيقى.
إذاً نحن ننتظر نسخة كاملة من بيلبورد عربية؟
صحيح، نحن نعمل على النسخة العربية، وقد أطلقنا لوغو "بيلبورد" بالخط العربي للمرّة الأولى، لأن خطنا مرتبط بثقافتنا وقصائدنا وأدبنا، وتركيزنا كبير على المحتوى العربي، كما سنطلق "ويبسايت" بيلبورد بالعربي أيضاً.
ماذا عن التصنيف هل سيكون محلياً أو عربياً؟
التصنيف الذي سنعتمده عالمي وليس محلي. لذلك سنطلق عشرة Charts، سنركّز فيها على المحلي أكثر من العالمي، لأنه لا يوجد في عصرنا لون موسيقي واحد، فمثلاً الطرب الأصيل لا يزال مرغوباً لدى شريحة كبيرة من الجيل الجديد في السعودية، والبوب والهيب هوب لدى بلدان أخرى، وهذا التنوّع يتطلب قوائم ترتيبية لها.
ماذا عن القيم الثقافية لجهة اختيار الفنانين والمحتوى؟
نحن نأخذ في الاعتبار كل الأذواق ومن بينها الكلاسيكي والجديد، سنكون مرآة لما يحبه الناس، والتركيز سيتم على الموسيقى وليس فقط على الكلام والأغنيات، وسنركّز على القيم الأساسية من دون شك، لأننا نريد أن نُبرز للعالم مواهبنا العربية بالدرجة الأولى.
كم مليون مستخدم يتوقّع أن تستقطب "بيلبورد" عربية؟
كل منصّة في العالم تتمنى أن تصل إلى أرقام عالية. ونحن لم نضع رقماً محدداً، الهدف الأساس هو إطلاق ماكينة إعلامية ناشطة تخطّط وتغطي، وأن نوطّد علاقتنا مع الشركاء والفنانين، وهذا ما يستقطب ويحدّد أرقام المستخدمين.
- من ستضم تلك القوائم؟
المشاهير لهم قوائم خاصة بهم، لكن أيضاً الفنانين الجدد والصاعدين منهم بشكل خاص، بإمكانهم الدخول إلى قوائم مخصّصة لهم، وهذا يجعلنا نصنّف الفنانين ونوصلهم إلى الجوائز الموسيقية.
-كيف تقرأ الواقع الموسيقي العربي؟
الموسيقى العربية تشكّل 2 بالمئة من حجم المكتبة الموسيقية العالمية، ونحن نبلغ نحو نصف مليار، أي أنه لدينا كثافة سكانية، لذلك يجب أن ترتفع الاثنان بالمئة إلى 10 بالمئة، وهذا يتم عبر إيصال المواهب وتسليط الضوء عليها، وهذا يتحقّق مع تغطية شاملة للمواهب العربية في الشرق الأوسط والعالم، إذ لدينا عرب يغنّون بلغات مختلفة أيضاً.
- ما المشروعات التي ستطلقونها في إطار هذه الشراكة؟
نحمل مشروعات عدّة للمستقبل، من بينها مبادرة "النساء في الموسيقى"، وغيرها من الأفكار. سنقوم بكل شيء لنرفع صوتنا العربي أعلى، وكي تصل ثقافتنا الموسيقية وإيقاعنا العربي إلى العالم. نحن موجودون الآن على وسائل التواصل، وقريبا سنطلق "تيك توك"، ثم الويبسايت، فما يهمّنا هو أن نقوم بتغطية كاملة للفنانين والموهوبين ونصل إلى الجمهور كله.
اقرأ أيضاً: