"سيروتونين.. وبنزين" معرض فني عن أحوال اللبنانيين

time reading iconدقائق القراءة - 3
عمل فني من معرض أحمد غصين (2023) - marfaprojects.com
عمل فني من معرض أحمد غصين (2023) - marfaprojects.com
دبي-الشرق

يبدو الانشطار النفسي، من المظاهر السيكولوجية والاجتماعية التي يتخبّط بها اللبنانيون منذ سنوات، وخصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت، وتداعيات أسوأ انهيار اقتصادي يعيشه بلد في العصر الحديث، 

معرض أحمد غصين "سيروتونين، وبنزين، وجسد خائن "، الذي يقام في جاليري "المرفأ"، قرب مرفأ بيروت المدمّر حتى اليوم، يعكس تلك الظاهرة بوضوح، وحالة الفوضى التي لم تخرج منها البلاد منذ عام 2019، بل تحّولت إلى حالة من الجنون المطلق.

 يعبّر غصين عن أحوال اللبنانيين بوسائل فنية متنوّعة، منها التجهيز "installation" والفوتوغراف، والفيديو والنصوص، أو المرويات التي يخاطب بها نفسه والآخر، "أنا غريب عما كنت عليه قبل هذا الوقت".

الاستسلام للفراغ هو جوهر فكرة غصين، والسيروتونين والبنزين هو تعبير عن ذلك الفراغ، ويقول "ضربتني أمواج عاتية منذ عام 2019، جسدي تقاذفته أحداث بيروت، حملتني رجلاي إلى الكورنيش، تناوبت يديّ بين قلب مقطوع الأنفاس، وحمل جالون من البنزين؛ أنفاسي مشغولة بسحب الهواء الفاسد إلى رئتي المذعورتين". 

"عم قصّ مصاري قصّ"

مقولة شعبية يتداولها اللبنانيون في أيام البحبوحة، لكن الانهيار المالي "شكّل أوّل الصدمات بالنسبة للفنان، إذ أمضيت ساعات أنظر إلى دفتر حسابي البنكي بالليرة اللبنانية، أحسب قيمة الأموال الباقية، قبل أن أقرر تحويلها إلى عمل فني بعنوان "عم قصّ مصاري قص"، وأهديه إلى صديق فقد نصف عمره".

أضاف: "أتذكر صديقاً حاول مراراً أن يقنعني أن أفتح حساباً للتقاعد. كان مهووساً وخائفاً من فكرة أن لا أمان لشيخوختنا نحن العاملين في القطاع الحرّ، أخذ يوفّر من أمواله شهرياً، ويضعها في بنك أقنعه بأن شيخوخته بأمان معه".

وتابع: "لقد خسر الأموال التي وفّرها، رحت أراقبه وقد كبر فجأة عشرين سنة، لقد سرّعوا من شيخوخته".

تفتح نصوص غصين التي ضمّنها في لوحات فنية، حواراً بين العقل والجسد، أو الأنا والهو إذا صحّ التعبير، فجسده يخاطب عقله قائلاً: أنا حدودك. لا تستمع لعقلك لأني سأهزمه، عقلك غير قادر على استيعاب ما تمرّ به. عقلك الذي يغريك بالتفكير بأن الواقع أسوأ مما هو عليه في الواقع".

ويشرح الفنان فكرة معرضه التي تعبّر عما آلت إليه الحياة في بيروت، "الحقيقة الوحيدة في هذه القصة هي الانفجار، الانفجار هو الواقع الذي مزّق وتسبّب بقطع للسياق الزمني والفني في ومع هذه المدينة".

ويختم "أن تمشي في شوارع بيروت بعد 2019، لا يتراءى لك سوى الانحلال، التفكك، العصف، الاضمحلال".. 

يستمر المعرض حتى 7 ديسمبر 2023.

تصنيفات

قصص قد تهمك