"أصوات الأرض".. من الأعماق العربية إلى عالم الفن

"بيلبورد عربية" استخرجتها من تضاريس 5 مناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 11
مدير عام "بيلبورد" عربية رامي زيدان. 26 مارس 2024 - الشرق
مدير عام "بيلبورد" عربية رامي زيدان. 26 مارس 2024 - الشرق
دبي-ثناء عطوي

لكل شيء نبض، وهذا ليس استثناءاً، لكن أن يتحوّل النبض إلى صوت وموسيقى فهذا الاستثناء بعينه.

"أصوات الأرض" مشروع يمثّل سابقة في عالم الصوتيات، أعلنت عنه "بيلبورد" عربية، المنصّة الفنية المختصّة بالثقافة الموسيقية، التي استخرجت بمساعدة خبراء مختصّين، أصوات الأرض من أعماق 5 مناطق عربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي المغرب والسعودية ومصر ولبنان والأردن.

في مرحلة السبعينيات عرفنا ما يسمى بـ"فن الأرض"، بعد أن انجذب الفنانون إلى المساحات الشاسعة، والفراغ المهيب، ونفّذوا أعمالهم مباشرة على الأرض بمواد طبيعية، وكان الفنان الأميركي روبرت سميثسون، أحد أبرز مؤسسي حركة "فن الأرض"، الذين تركوا بصمتهم من خلال "الرصيف الحلزوني" (1970)، مستخدماً رواسب الكريستال في البحيرة الملحية الكبيرة. 

اليوم فتحت "بيلبورد" عربية أفقاً جديداً في مجال الفن والموسيقى عموماً، ومنحت المنتجين والفنانين الفرصة للإبداع والاندماج في هذا المشروع الضخم، وإنتاج أغانٍ كاملة على وقع الألحان المستنبطة من الأرض.

"الشرق" حاورت مدير عام "بيلبورد" عربية رامي زيدان حول المشروع.

نعرف عن "فن الأرض" الذي اشتهر في السبعينيات، لكن "أصوات الأرض" هي فكرة جديدة تماماً من أين جاءتكم؟

تركز "بيبلورد" عربية على الأفكار الموسيقية المميزة إلى جانب عالم الموسيقى، لذلك ونحن في خضم جلسات العصف الذهني، لإنتاج أفكار جديدة، وجدنا أن الأسطوانة أو "الفينيل" تشبه بالعين المكبّرة أو "الميكروسوكوب"، الأرض وتضاريسها، مثل الوديان والجبال والمنحدرات، فالموسيقى عادةً تكون محفورة في الأسطوانة، والإبرة تقرأ الحفر فيخرج الصوت.

هذه هي بذرة المشروع، فكرنا أننا لو وضعنا الإبرة على الأرض، بدل الأسطوانة، فهل سنقرأ الأرض، أو بالأحرى هل سيخرج صوت من الأرض، ونجحت الفكرة.

لكن لأي نوع من الخبراء تحتاج هذه المشروعات، أو تقنياً كيف تم استخراج أصوات الأرض من 5 بلدان عربية؟ 

بدأنا البحث عن خبراء مختصّين، فوجدنا أن المعنيين بهذا المشروع هم الطوبوغرافيين والجيولوجيين. تعرّفنا على مختصّ من البرازيل لديه التكنولوجيا التي تقرأ الملفات الجيولوجية والطوبوغرافية وتحوّلها إلى أصوات. نحت شكل الأرض وتضاريسها في المناطق الخمس، ووضع عليها الإبرة، مثلما نضعها على الأسطوانة، واستطاع أن يسمع صوت الأرض.

لإنتاج هذا المشروع الموسيقي الضخم، قامت بيلبورد عربية باستخراج أصوات من 5 مناطق عربية، عبر تقنيات تحليل الخرائط والبيانات الطوبوغرافية، ثم حفرها على أسطوانات موسيقية فونوغرافية، للإنصات إلى صوت الأرض للمرّة الأولى.

هل هناك مميزات محدّدة اخترتم على أساسها البلدان الخمس دون غيرها؟

بدأنا بالمناطق الأكثر إنتاجاً من الناحية الموسيقية، المغرب الأردن مصر لبنان السعودية. كنا نرغب في تعميم التجربة، لتشمل بلداناً أخرى مثل الجزائر مثلاً، التي تنشط فيها ألوان عدّة من الموسيقى وتزخر بالفنانين الكبار، كذلك الكويت، والعراق، والسودان وكلها بلدان لديها حضارات موسيقية عريقة، لكن بدأنا بهذه العيّنة على أمل توسيع المشروع لاحقاً.

كيف ستطوّرون الفكرة، هل ستتحوّل الإيقاعات أو الأصوات إلى أغنيات، أناشيد موسيقات..؟

استقطب المشروع حتى الآن 100 منتج وموزّع موسيقي (Beat Maker & Music Producer)، وهذا أمر لم نكن نتوقّعه، بدأنا العمل مع أسماء كبيرة وخصوصاً من الجيل الجديد من كل منطقة. لقد وضعوا الأساس الذي يلهم الآخرين على إمكانية العمل في هذا الموضوع وتطوير الفكرة، مثل saüd أو سعود من السعودية، وسليمان بنيان، وناصر في الأردن، و"تريبل 7" من المغرب، ووايلي من مصر.

الفكرة موزّعة على 3 أقسام: الأوّل يضم أصوات الأرض الموجودة لدينا التي يمكن تنزليها من موقعنا، وهي مصدر مفتوح للجميع، ولأي منتج أو موزّع الحق في الاستفادة منها. مثلاً المنتج السعودي Saud اشتغل على العلا وسمّاها "سعود فيتشرينغ العلا".

يضمّ المشروع مناطق: "العلا" في قلب السعودية، "الطفيلة" في الأردن، "تنغير" في المغرب، "وادي قاديشا" في لبنان، "الأقصر" في مصر .

القسم الثاني هو قسم الموزّعين الموسيقيين والمنتجين، نحن ندعوهم ليقوموا بتنزيل المقطوعة والاشتغال عليها، ثم إعادة إرسالها لنا كي نبثّها عبر موقعنا، فندرج اسمهم  وتوزيعم الموسيقي، لأن هناك مغنين سيبدأون البحث عن موزّعين ونماذج موسيقية.

القسم الثالث الذي نحن متحمّسون له جداً هو شراكتنا مع  (Gamma)، الشركة العالمية التي يملكها لاري جاكسن وآيك يوسف.اقترحوا أن ينتجوا ألبوماً كاملاً من 10 أغنيات، يتم إطلاقها بشكل منفصل تباعاً على مدار العام 2024، احتفاء بالثقافة المتنوّعة لموسيقى المنطقة، وبما يؤسّس للتعاون بين المنتجين العالميين والمواهب الموسيقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

أعتقد أننا إذا بدأنا بالعمل مع موزّع من أفريقيا ومغني من لبنان ومهندس صوت من أوروبا أو أميركا وغير ذلك، سنكون قد حقّقنا إنجازاً عبر استقطاب خبرات إلى عالمنا العربي.

لاحظنا عند سماعنا أصوات الأرض في الدول الخمس أنها متعددة علماً أن الأرض واحدة، كيف يشرح الخبراء ذلك؟

يضمّ الموقع 20 مقطوعة موسيقية تعكس خصوصية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعكس تنوّع الأرض العربية، بثقافاتها وطبائع ناسها. ويمكن للمستمعين والمنتجين تحميل النماذج الصوتية لمبادرة "أصوات الأرض" عبر الموقع الرسمي:

  www.soundsoftheland.com 

وعبر صفحة بيلبورد عربية على ساوند كلاود

 soundcloud.com/billboardarabia

هل اخترتم الفنانين لهذا المشروع؟

"Gamma" ستختار، وسيكون هناك دمج بين موزّع عربي ومغني أجنبي في كل أغنية. لكن هناك عنصر أساسي دائم من العالم العربي داخل كل أغنية.

وبالمناسبة الدعوة مفتوحة أمام الجميع، هدفنا هو تحريك الجيل الجديد كي يبدأ بالتواصل مع جمهور أوسع، لأن هذا الجيل هو الذي سيتولى قطاع الموسيقى في السنوات العشر المقبلة.

هل هناك تركيز على السعودية بشكل خاص؟

لكل منطقة دور معين، كل منطقة لديها خصائص تميّزها، ونحن نحاول بدورنا أن نفتح الشراكات على بعضها، ونلقي الضوء عليها.

سوق المغرب العربي مثلاً واسع جداً، هناك اندماج حضارات بين العربية والفرنسية، ومنذ إطلاق "بيلبورد" عربية ركزنا على المغرب العربي، وصار هناك انجذاب أكبر للموسيقى المغربية، وأصبح الفنانون المغاربة ضمن قوائمنا الرئيسة.

كذلك فإن السوق الخليجي أو السوق السعودي تحديداً، يعدّ الأكبر حجماً ( 30 مليون نسمة)، لكن الجيل الجديد لا يزال في مرحلة النموّ الموسيقي، هناك جيل سعودي لديه مواهب كبيرة، وهنا يأتي دورنا لإبراز ها وتشجيعها.

كذلك مصر هي سوق ناضج جداً، علماً أن اللون الطربي الذي يصل عمره إلى 50 سنة هو الطاغي في السوق العربي عموماً، فالناس تستمع إليه بحب، وتقدّر الكلام والشعر والقصائد التي يحملها هذا الطرب.

 السوق اللبناني أيضاً ينتج "سوبرستارز" دائماً، وهو من أكبر الأسواق كحجم موسيقي، كذلك الأردن، شهدنا خلال السنوات الثلاث الماضية حركة ناشطة لجهة الأصوات الجديدة.

نحن نقول للجميع زوروا قوائم "بيلبورد" عربية واطلعوا على الأسماء، وستفاجأون بأسماء لم تكونو تعرفونها من قبل. مثلاً تامر حسني أنجز أغنية مع الفنانة اللبنانية مهى فتوني الموجودة على قوائمنا، وهذا غير متوقع لأنها لا تزال جديدة في عالم الفن.

هل يوجد إقبال على زيارة قوائم "بيلبورد" عربية؟

كل يوم خميس ندرج القوائم المحدّثة حول أكثر الأغنيات التي تمّ الاستماع إليها في الأيام السبعة الأخيرة، هناك إقبال كبير عليها، لكن عادة لا تحصل تغييرات جذرية في المراتب الـ 20 الأولى، التغيير الأكبر يحصل بين المراتب الـ 20 و 30.

أما المراتب من 75 وحتى المئة فهي قديمة لكنها لا تزال مسموعة.

ما هو الجديد في هذا المجال؟

لدينا 8 قوائم جديدة سندرجها تركّز على أكبر عدد من الفنانين وإدخالهم إلى قوائم "بيلبورد" عربية، مثل الفنانين الجدد الذين لا يملكون فرصة للصعود إلى المسارح أيضاً، سنؤمّن لهم مسرح صغير وجمهور عبر اليوتيوب مع شركائنا من "أنغامي" و"سبوتيفاي" و"أبل ميوزيك".

 نريد إيصال الفن العربي إلى العالم، لذلك لدينا قسم خاص على موقع "بيلبورد" العالمي، ننشر فيه أحدث الفعاليات والمبادرات التي نطلقها في المنطقة العربية.

عن "بيلبورد" عربية

هي منصّة إعلامية تسلط الضوء على الفنانين العرب والموسيقى بمختلف أنماطها، وتعدد ثقافاتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أطلقت هذه المنصّة بالشراكة بين المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، أكبر مجموعة إعلامية متكاملة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و"بيلبورد" العالمية، العلامة الشهيرة في عالم الغناء والموسيقى.

تصنيفات

قصص قد تهمك