أظهرت مقاطع فيديو مصورة قبل أيام، مقاتلة روسية من الجيل الخامس من طراز Su-57 تحمل ما يبدو صاروخين "كروز" من طراز Kh-59 مثبتان خارجياً، ما أثار تساؤلات عدة بشأن استمرار قدرتها على التخفي، خاصة خلال العمليات ضد القوات الأوكرانية.
وصممت المقاتلة الروسية بمقاطع عرضية رادارية مخفضة RCS، لتحسين القدرة على المناورة والنجاة، في حين أن الحمل الخارجي للصواريخ، يزيد من هذه المقاطع العرضية إلى مستويات مماثلة لتلك الموجودة في طائرات الجيل الرابع غير الشبحية، وهو ما قد يؤثر أبز المميزات الأساسية لـSu-57 وهي القدرة على التخفي، وفقاً لمجلة Military Watch.
ويمكن تفسير الحمل الخارجي لصواريخ Kh-59 هو أن القوات الجوية الروسية تسعى إلى تكثيف العمليات القتالية باستخدام المقاتلات الجديدة، ما يسمح لمجموعة أكبر من الأفراد باكتساب الخبرة في الطيران وصيانة الطائرات بشكل أسرع، وهو أمر مهم بشكل خاص مع زيادة عمليات التسليم السنوية بوتيرة أسرع.
ووصلت عمليات التسليم إلى 12 مقاتلة في عام 2023. ويتوقع أن تصل إلى 20 مقاتلة هذا العام.
وتعتبر الصواريخ المناسبة للنقل الداخلي بواسطة Su-57 مثل Kh-59MK2 أكثر كلفة من صواريخ "كروز" القديمة ذات القطر الأكبر، بينما تقدم فوائد قليلة نسبياً في المسرح الأوكراني، حيث يكون التهديد للطائرات محدوداً، بحسب Military Watch.
حرب أوكرانيا
ومع تقلص القوة الجوية الأوكرانية، وتآكل دفاعاتها الجوية، فإن نشر صواريخ Kh-59 القديمة الأقل كلفة يسمح لوحدات Su-57 بالحفاظ على وتيرة عالية من العمليات بكلفة أقل بكثير للقوات الجوية الروسية.
واستفادت Su-57 بشكل كبير من عملياتها ضد الجيش الأوكراني في بداية الحرب، إذ كان يتمتع بدفاعات جوية متقدمة، وأسطول طيران يتمتع بقدرة نسبية، ما يسمح لموسكو بتحسين تصميم وتكتيكات استخدامها بشكل أكبر.
ومع ذلك، لم تُستخدم هذه الطائرات في عمليات عالية المخاطر، مثل توفير الدعم الجوي القريب بسبب ارتفاع كلفتها، إذ تقدر كلفة المقاتلات الهجومية Su-34 بنحو ربع قيمة تكلفة إنتاج Su-57، ويُعتمد على الأولى في مثل تلك العمليات.
ويُتوقع أن تشكل هذه المقاتلات التي تنتمي إلى الجيل التالي، أساس أسطول الطيران القتالي التكتيكي للقوات الجوية الروسية في ثلاثينيات القرن الحالي، إذ ستحل محل مقاتلات MiG-29 والنسخ المختلفة من مقاتلة Su-27، ومن المتوقع أيضاً أن تحل طائرة الجيل الخامس محل طائرات MiG-31 الاعتراضية وقاذفات Tu-22M نتيجة عدم وجود نسخ محدثة منها.
كان دمج صواريخ جو-جو وصواريخ كروز طويلة المدى الجديدة، التي عادة ما تحملها الطائرات الاعتراضية أو القاذفات، أمراً أساسياً كي تتمكن Su-57 من القيام بأدوار تتجاوز بشكل كبير أدوار المقاتلات الاعتيادية.
وتسمح فئات الصواريخ الجديدة للمقاتلة بالاشتباك مع الطائرات والأهداف الأرضية، على نطاقات تتجاوز بشكل كبير قدرات نظيراتها في الدول الأخرى.