أثارت الاشتباكات المحدودة بين جماعة "حزب الله" اللبنانية وإسرائيل، وسط الحرب على غزة مخاوف إقليمية وغربية من اتساع النزاع إلى حرب إقليمية مع تهديد إيران التي تدعم الجماعة، بأن فتح جبهة جديدة في الحرب "يعتمد على تصرفات إسرائيل في غزة"، وتحذيرها بأن استمرار الجرائم بحق الفلسطينيين سيلقى رداً من "بقية المحاور"، في إشارة مبطنة إلى حزب الله.
وتخشى إسرائيل والولايات المتحدة ودولاً غربية من اتساع جبهة المواجهة مع جماعة حزب الله تحديداً، نظراً إلى أنه أفضل تسليح من حركة "حماس" التي شنت هجوماً غير مسبوق في السابع من أكتوبر داخل إسرائيل.
وبعد نحو 10 أيام على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، عقب هجوم "حماس"، حذّر "حزب الله" من أنه أصبح "أقوى بآلاف المرات" من ذي قبل، فيما يتبادل مقاتلوه إطلاق النار على الحدود مع إسرائيل.
وحذرت الولايات المتحدة إيران، من التدخل في الأزمة، ونشرت حاملتي طائرات تقول إن الهدف منهما ردع أي دولة أو جهة تسعى إلى تصعيد الحرب.
فما هي ترسانة حزب الله الصاروخية؟ ومن أين حصلت الجماعة على تسليحها؟
"100 ألف مقاتل"
يسيطر حزب الله على جزء كبير من المناطق ذات الأغلبية الشيعية في لبنان، بينها أجزاء من بيروت وجنوب لبنان ومنطقة وادي البقاع الشرقي.
وأظهر "حزب الله" تقدمه العسكري في عام 2006 خلال حرب استمرت خمسة أسابيع مع إسرائيل، انطلقت شرارتها بعد اختطاف الجماعة اللبنانية جنديين إسرائيليين وقتل اثنين آخرين.
وأطلق "حزب الله" حينها، آلاف الصواريخ على إسرائيل خلال الصراع الذي سقط فيه 1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين، و158 إسرائيلياً معظمهم جنود.
وتنامت القوة العسكرية لحزب الله بعد انتشاره في سوريا، وهي حليف آخر لإيران في المنطقة، لمساعدة الرئيس بشار الأسد. ويفتخر "حزب الله" بأسلحته التي تشمل الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار التي لديها القدرة على "ضرب كل أنحاء إسرائيل"، حسبما يعلن الحزب دوماً.
وفي العام 2021، قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إن الجماعة لديها 100 ألف مقاتل.
ولكن الخبير في شؤون حزب الله بالمجلس الأطلسي، نيكولاس بلانفورد، قال إن ادّعاء "نصر الله" بامتلاك "حزب الله" أكثر من 100 ألف مقاتل، ربما يكون مبالغاً فيه، ولكنه لا يزال "مؤشراً على قوة الحركة في التعبئة".
ترسانة صاروخية
ويتباهى حزب الله، بامتلاك ترسانة حديثة وغنية من الصواريخ التي يمكنها أن "تمطر إسرائيل"، وأشار جو ماكرون، محلل شؤون الشرق الأوسط، في مركز ويلسون، إن حزب الله تطور بشكل هائل في العقود الأربعة الماضية في هيكله التنظيمي وانتشاره العالمي ومشاركاته الإقليمية.
وقال هاشم صفي الدين، رئيس الهيئة التنفيذية في حزب الله في كلمة ألقاها أمام الآلاف من أنصار الجماعة الأربعاء: "نحن اليوم أقوى بآلاف المرات.. نقول لكم، للرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللأوروبيين الخبثاء... عليكم أن تحذروا".
ويرتبط "حزب الله" بعلاقات عميقة مع حماس التي تسيطر على غزة، وكذلك مع حركة الجهاد الإسلامي.
وقال حزب الله إنه كان على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر التي شنت فيه حركة حماس هجومها المباغت على إسرائيل.
وأدّى التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان عقب هجوم حماس، إلى إطلاق حزب الله لصواريخ على نقاط عسكرية إسرائيلية.
وحذّر تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، قبل أيام، من القيام بأي عمل قد يؤدي إلى "تدمير لبنان".
2000 طائرة بدون طيار
واكتسب "حزب الله" مهارات جديدة في "حرب المدن" بعد تدخله في سوريا، ويمكن لحزب الله الاستفادة من "حرب المدن" في أي صراع محتمل مع إسرائيل، خاصة من خلال التسلل إلى المستوطنات في الجليل.
وذكرت تقارير نشرتها مراكز إعلامية عدّة وأبحاث إسرائيلية وأميركية، امتلاك حزب الله أكثر من 2000 طائرة بدون طيار، قادرة على القيام بمهام استطلاع أو نقل مواد متفجرة.
ونظراً لمخزون حزب الله من الطائرات بدون طيار، فيمكنه، إرسال عدد كبير من المسيرات في الوقت ذاته إلى هدف واحد لإرباك آليات الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وحذرت مراكز أبحاث إسرائيلية، من قدرة حزب الله على اختراق نظام الدفاع الجوي الشهير "القبة الحديدية"، ووصفت ترسانة "حزب الله" بأنها أكبر بعدة مرات من ترسانة "حماس"، وقادرة على تدمير عشرات الأهداف يومياً.
ويمتلك "حزب الله" أيضاً أنظمة دفاع جوي روسية متطورة من طراز "SA-22"، ورغم أنها ليست بنفس قوة النماذج الأكثر تطوراً، مثل "S-400"، إلا أنها تشكل "رصيداً مهماً" في مواجهة الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد بشكل رئيسي على تفوقه الجوي.
ويمكن لـ"حزب الله" أيضاً الاعتماد على صواريخ عالية الدقة، قادرة على ضرب أهداف بعيدة بهامش خطأ لا يتجاوز عشرة أمتار، فضلاً عن الصواريخ المضادة للدبابات.
ويعد حزب الله اللبناني الجهة غير الحكومية، الأكثر تسليحاً في العالم، لامتلاكه مخزوناً كبيراً ومتنوعاً من صواريخ المدفعية غير الموجهة، فضلاً عن الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات والسفن.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS"، إنه ينظر إلى ترسانة "حزب الله" من الصواريخ والقذائف باعتبارها "الرادع الأساسي ضد العمل العسكري الإسرائيلي".
وأجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، حصراً لترسانة حزب الله الصاروخية والتي شملت صواريخ هجوم بري، وأخرى مضادة للسفن والدبابات.
صواريخ "كاتيوشا"
استخدم الاتحاد السوفيتي صواريخ كاتيوشا خلال الحرب العالمية الثانية، وهي صواريخ من عياري 82 ملم و132 ملم.
ويستخدم المراسلون والمحللون مسمّى كاتيوشا، للإشارة إلى معظم صواريخ "حزب الله" غير الموجهة التي يتم إطلاقها من قاذفات الصواريخ المتعددة MRL.
ويستخدم حزب الله العديد من نماذج الكاتيوشا والتي تتميز عادة بمدى من 4 إلى 40 كم، ورأس حربي زنة 10 إلى 20 كجم، شديدة الانفجار.
ويعد النوع "9M22 Grad" عيار 122 ملم أحد أكثر أنواع الكاتيوشا شيوعاً اليوم.
وجرى تركيبه في الأصل على الصاروخ السوفيتي "BM-21 MRL"، ويبلغ مداه حوالي 20 كيلومتراً، بينما يحمل 6 كجم شحنة تفجيرية شديدة الانفجار أو الذخائر الصغيرة، وكلاهما ينثر شظايا مضادة للأفراد.
ويمكن إطلاق الصاروخ من خلال قاذفات بسيطة ثلاثية القوائم، أو من قاذفات "MRL"، مثبتة على الشاحنات، ويكون عادة دقيقاً.
وتشكل صواريخ الكاتيوشا غالبية القوة الصاروخية لحزب الله. وتشير التقديرات إلى أن حزب الله امتلك ما بين 7000 إلى 8000 صاروخ كاتيوشا من عيار 107 ملم و122 ملم، في العام 2006، وهو رقم تشير الترجيحات إلى ارتفاعه حالياً.
وتعتبر إيران المزود الرئيسي لصواريخ كاتيوشا لحزب الله. وتسبب قصر وقت طيران الصواريخ ومسار طيرانها المنخفض إلى جعل استخدامها صعباً، إضافة إلى عدم فعاليتها أمام الدفاعات الصاروخية ذات المستوى الأعلى مثل باتريوت.
صواريخ "فجر-1"
طورت الصين صواريخ مدفعية عيار 107 ملم في ستينيات القرن الماضي لقاذفة الصواريخ المتعددة من طراز 63، وباعت الصين الصواريخ عيار 107 ملم إلى سوريا، ومنها وصلت إلى إيران.
وعملت إيران بعدها على تطوير نسخ محلية من الصاروخ، لتعيد تسميته إلى "فجر-1". وذكرت تقارير أن إيران زودت حزب الله بحوالي 144 قاذفة لصواريخ "فجر-1"، وعدد غير معروف من الصواريخ.
ويتراوح مدى هذه الصواريخ من 8 إلى 10 كيلومترات، وتستخدم رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 8 كجم، ويمكن إطلاق الصواريخ يدوياً من الأرض أو إطلاقها من خلال القاذفات المخصصة لها التي تم الحصول عليها من إيران.
وتحمل القاذفة 12 طلقة على هيئة 3 صفوف من أربع خلايا.
صواريخ "فلق"
يعتبر صاروخ "فلق" من عائلة صواريخ المدفعية "أرض-أرض" غير الموجهة والتي طورتها إيران في التسعينيات. ويتراوح مدى صاروخ "فلق-1" بين 10 و11 كيلومتراً، ويحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يزن 50 كيلوجراماً. ويبلغ طول الصاروخ 1.32 متراً، وقطر جسمه 240 ملم، ويبلغ وزن الإطلاق الإجمالي 111 كجم.
ويتراوح مدى صاروخ "فلق-2" أيضاً بين 10 و11 كيلومتراً، لكنه يحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 120 كجم. ويبلغ طول الصاروخ 1.82 متراً، وقطر جسمه 333 ملم، ووزن إطلاقه 255 كجم.
ويعمل الصاروخان فلق-1 وفلق-2 بالوقود الصلب، ويمكن إطلاقهما من الشاحنات أو القوارب.
وفي 25 أغسطس 2005، أطلق "حزب الله" بالخطأ صاروخ "فلق-1" على إسرائيل، وتوالت من بعدها رشقات صاروخ "فلق" خلال حرب لبنان الثانية عام 2006.
صواريخ "شاهين"
"شاهين-1"، هو صاروخ مدفعي ثقيل غير موجه طورته إيران، ويبلغ مداه 13 كيلومتراً، ويحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 190 كيلوجراماً.
ويبلغ طول الصاروخ 2.9 متر، وقطر جسمه 333 ملم، ووزن إطلاقه 384 كجم.
صاروخ "81"
تندرج صواريخ الذخائر العنقودية في الأغلب تحت مظلة كاتيوشا.
ولا يعرف كيف حصل "حزب الله"، على صاروخ طراز 81 عياراً 122 ملم. وأطلق "حزب الله" ما يقرب من 118 صاروخاً من طراز 81 خلال حرب لبنان عام 2006.
ونسخة صاروخ 81 الذي يملكه حزب الله، معززة المدى ومن عيار 122 ملم، وبالتالي قد تندرج تحت تصنيف الكاتيوشا الأوسع.
ويبلغ مدى الصاروخ 20.5 كيلومتراً وهو مزود برأس حربي شديد الانفجار. ويحمل 39 ذخيرة صغيرة من طراز "إم زد دي 2" MZD-2 أو "تايب 90" Type-90. ويبلغ طول الصاروخ القياسي 122 ملم 1.927 متراً ويزن 45.3 كجم.
صواريخ "فجر- 3" و"فجر- 5"
قدّر تقرير للجيش الإسرائيلي في العام 2011، أن حزب الله يمتلك مخزوناً يبلغ عدة مئات من هذه مقذوفات "فجر 3" و"فجر 5"، وقام ضباط القوات الجوية الإيرانية بزيارات متكررة إلى لبنان لتدريب مقاتلي "حزب الله" على تصويب وإطلاق هذه الأنظمة الصاروخية الأكثر تطوراً.
ويبلغ مدى صاروخ "فجر 3"، 43 كيلومتراً ويحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 45 كيلوجراماً، ويبلغ طول الصاروخ 5.2 متر، وقطر جسمه 240 ملم، ووزن إطلاقه 407 كجم.
فيما يصل مدى صاروخ "فجر 5" إلى 75 كيلومتراً، ويحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يزن 90 كيلوجراماً. ويبلغ طول الصاروخ 6.485 م، وقطر جسمه 333 ملم، ووزن إطلاقه 915 كجم. وكانت قاذفات "فجر 5"، المتنقلة المستخدمة في عام 2006 تحمل ما يصل إلى أربعة صواريخ لكل منها.
صاروخ "رعد"
صمم الاتحاد السوفييتي هذه الصواريخ المدفعية في سبعينيات القرن الماضي لقاذفة الصواريخ المتعددة BM-27 "Uragan" MRL. وأعاد "حزب الله" تسميتها إلى "رعد-2" و"رعد-3".
ويبلغ مدى هذه الصواريخ 60-70 كيلومتراً وهي مزودة برأس حربي شديد الانفجار. ويبلغ وزنه 50 كجم، وهو مملوء بكرات فولاذية مضادة للأفراد عيار 6 ملم.
ويبلغ طول الصواريخ حوالي 4.8 متر ووزنها 280 كجم.
وباع الاتحاد السوفييتي صواريخ أوراجان وأنظمة إطلاقها إلى سوريا التي نقلت بعد ذلك عدداً من هذه الصواريخ إلى حزب الله في أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة.
وأطلق حزب الله بنجاح صاروخ رعد على إسرائيل للمرة الأولى في 16 يوليو 2006، أي بعد 4 أيام من حرب لبنان الثانية.
صاروخ "خيبر"
"خيبر-1"، هو صاروخ مدفعي غير موجه، جرى تطويره وتصنيعه في سوريا، وتشير التقارير إلى أن "خيبر-1" يعتمد بشكل كبير على نظام Wei Shi1 الصيني.
ويصل مدى صاروخ "خيبر-1" إلى 100 كيلومتر، ويحمل حمولة تصل إلى 150 كجم. وتعتبر صواريخ خيبر مجهزة عادة برؤوس حربية كبيرة مضادة للأفراد.
ويبلغ طول الصاروخ 6.3 م، وقطر جسمه 0.302 م، ووزن الإطلاق حوالي 750 كجم. ويتميز قاذف الصاروخ بطبقتين تتكون كل منهما من ثلاثة أنابيب إطلاق.
ويعتبر صاروخ "خيبر-1" غير موجه ولكنه أكثر دقة من معظم صواريخ حزب الله وحماس المحلية. ويمكن تخزينه بسهولة أكبر بسبب زيادة متانته.
وجرى إطلاق صاروخ "خيبر -1" لأول مرة من حزب الله في 28 يوليو 2006.
صاروخ "زلزال 1 و2"
يعتبر "زلزال" نسخة إيرانية من الصاروخ الباليستي السوفيتي FROG 7، ويتمتع بمدى وحمولة أعلى بكثير من صواريخ "كاتيوشا" و"فجر"، ما يوفر للجماعة القدرة على استهداف عمق إسرائيل.
ويتراوح مدى صاروخ "زلزال-1" بين 125 و160 كيلومتراً، ويحمل رأساً حربية شديدة الانفجار تبلغ زنتها 600 كجم.
يبلغ طول الصاروخ 8.325 متراً، وقطر جسمه 610 ملم، ووزن الإطلاق 2950 كجم.
فيما يصل مدى صاروخ "زلزال-2" إلى 210 كيلومترات، ويحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 600 كجم. ويشترك الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب في نفس الطول والقطر مع سابقه، لكن وزن إطلاقه يزيد بمقدار 3400 كجم.
وبدأت إيران في تسليم صواريخ "زلزال 1 و2" عبر سوريا إلى حزب الله في أوائل العقد الأول من القرن الحالي. وتعد صواريخ "زلزال" غير دقيقة إلى حد ما، وتتطلب مركبة قاذفة وناقلة كبيرة TEL، ذات توقيع هدف كبير.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحمولة الكبيرة للصاروخ تجعله يشكل تهديداً خطيراً.
ولم تُستخدم صواريخ "زلزال" التابعة لحزب الله خلال حرب عام 2006، بسبب النفوذ الإيراني الذي سعى إلى منع المزيد من التصعيد، أو القوة الجوية الإسرائيلية التي يمكنها بسهولة ضرب أهداف أكبر مثل زلزال.
صاروخ "فاتح 110"
أما "فاتح-110"، فهو صاروخ باليستي إيراني قصير المدى يمكن حمله على الطرق، وهو على الأرجح نسخة معدلة من صاروخ "زلزال-2" غير الموجه، مع إضافة أنظمة تحكم وتوجيه.
ويتراوح مدى صواريخ "فاتح 110" بين 250 و300 كيلومتر، ما يجعلها من بين الأسلحة الأطول مدى في مخزون "حزب الله".
يحمل الصاروخ رأساً حربياً شديد الانفجار يزن 450-500 كجم ويتم توجيهه عن طريق نظام تحديد المواقع العالمي GPS، ما يوفر له نطاقاً يصل إلى 500 كيلومتر.
وذكرت تقارير أن إيران زودت حزب الله بصواريخ "فاتح 110" في نوفمبر 2014 تقريباً. ويُعتقد أن حزب الله يمتلك المئات من هذه الصواريخ.
صواريخ "سكود"
أشارت تقارير إلى أن سوريا نقلت عدداً غير معروف من صواريخ سكود أنواع "بي" و"سي" و"دي" إلى حزب الله، واتهم الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، في العام 2010، سوريا بشكل مباشر بنقل صواريخ سكود إلى "حزب الله".
ولم تقدم إسرائيل ولا الولايات المتحدة أي دليل على أن حزب الله يمتلك أو كان يمتلك صواريخ سكود. وتتضارب التقارير أيضاً بشأن ما إذا كان حزب الله قادراً على إطلاق صواريخ سكود دون مساعدة أجنبية.
ويُنظر عادة إلى صواريخ سكود على أنها أسلحة غير عملية بالنسبة لحزب الله في عقيدته الحربية. وأكد محللون، أن صواريخ سكود ضخمة للغاية عند نقلها، ويصعب إخفاؤها والتلاعب بها، وتتطلب 45 دقيقة من الإعداد، وهي لا توفر لـ"حزب الله" أفضلية كبيرة مقارنة بصواريخ "فاتح 110".
ويتراوح مدى صواريخ سكود بين 300-550 كيلومتراً بينما تحمل حمولة تتراوح بين 600-985 كجم.
صواريخ مضادة للسفن
يمتلك حزب الله أيضاً، ترسانة لا بأس بها من الصواريخ المضادة للسفن البحرية والتي حصرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في نوعين.
صواريخ "نور"
ويعتبر "سي 802"، من طراز صواريخ كروز متوسطة المدى المضادة للسفن، وطورته الصين في السبعينيات والثمانينيات.
وبدأت إيران في شراء العشرات من الصواريخ الصينية خلال التسعينيات إلى أن ضغطت واشنطن على بكين لوقف مبيعاتها إلى طهران.
وطورت إيران نسختها الخاصة من الصاروخ تحت مسمى نور، ونقلتها إلى حزب الله. ويبلغ مدى الصاروخ 120 كيلومتراً، ويحمل رأساً حربياً يزن 165 كجم.
ويعمل الصاروخ بمحرك توربيني، وسرعة عالية دون سرعة الصوت.
وأطلق "حزب الله" في 14 يوليو 2006، صاروخين من طراز "نور" على السفينة الحربية الإسرائيلية "هانيت" من طراز سار التي كانت تفرض حصاراً على طول الساحل اللبناني، وأصاب أحد الصواريخ السفينة بنجاح، ما أسفر عن مقتل أربعة بحارة إسرائيليين.
ومن غير الواضح عدد صواريخ نور التي يمتلكها حزب الله حالياً.
صواريخ "ياخونت"
طورت روسيا صواريخ ياخونت في التسعينيات، وهي من نوع صواريخ كروز المضادة للسفن. ويمكن إطلاقها من الجو أو الأرض.
ويبلغ مدى "ياخونت" 300 كيلومتر، ويحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 200 كجم، أو رأس حربي خارق للدروع من طراز SAP، يبلغ وزنه 250 كجم.
ويعتبر ياخونت من الصواريخ الأسرع من الصوت، وقادر على الطيران في البحر، ويستخدم التوجيه القائم على الملاحة بالقصور الذاتي.
وسلمت روسيا 72 صاروخاً دفاعاً ساحلياً من طراز "ياخونت" إلى سوريا في ديسمبر 2011، إلى جانب 18 مركبة من طراز "TEL".
ونقلت سوريا عدداً من هذه الأنظمة إلى حزب الله.
واعتباراً من يناير 2016، قدرت الولايات المتحدة أن "حزب الله" يمتلك ما يصل إلى 12 صاروخاً من طراز ياخونت.
وتشير التقارير إلى أن حزب الله لا يملك الوسائل اللازمة لإطلاق الصاروخ دون دعم إيراني أو سوري.
وتعتبر إسرائيل صاروخ ياخونت أحد التهديدات الرئيسية التي تواجهها من حزب الله.
الصواريخ المضادة للدبابات
قال قادة الدبابات الإسرائيلية في مقدمة حرب عام 2006، إن صواريخ حزب الله المضادة للدبابات ألحقت أضراراً، أو دمرت المركبات الإسرائيلية بنسب كبيرة.
ونجح الحزب في ضرب ما يقرب من 50 دبابة ميركافا إسرائيلية خلال الصراع، واخترق درع 21 دبابة.
واستخدم "حزب الله" الصواريخ المضادة للدبابات ضد المباني ومخابئ القوات الإسرائيلية أيضاً.
قذيفة "آر بي جي 29"
تعتبر "آر بي جي 29"، قاذفة قنابل صاروخية غير موجهة، طورها الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات، وتم تصميمها لإعطاء وحدات المشاة المتنقلة القدرة على اختراق وتدمير دبابات العدو.
وتمتلك قاذفة "آر بي جي 29"، مدى فعال يتراوح بين 450 إلى 500 متر، وتحمل قنبلة يدوية مضادة للدبابات أو مضادة للأفراد بوزن 4.5 كجم.
وجرى تجهيز بعض الإصدارات من "آر بي جي"، بقدرة التصوير الحراري للحرب الليلية وتتبع التوقيعات الحرارية.
وباعت روسيا نظام "آر بي جي 29"، إلى سوريا بين عامي 1990 و1999، والتي بدورها قدمت النظام لحزب الله في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
واستخدم حزب الله لأول مرة قذيفة "آر بي جي" في نوفمبر 2005. وزعم المسؤولون الإسرائيليون أن قذيفة "آر بي جي 29"، كانت السبب الرئيسي لخسائر الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان عام 2006.
صاروخ "ساجر"
يعتبر صاروخ ساجر المضاد للدبابات، من الصواريخ الموجهة يدوياً، وطوره الاتحاد السوفيتي في أوائل الستينيات، ويصل مداه الفعال إلى 3 كيلومترات، ويحمل رأساً حربياً يزن 2.6 أو 3.5 كجم.
ويحمل البديل الإيراني، المعروف باسم "رعد"، رأساً حربياً مزدوجاً من النوع الترادفي، والذي تم تصميمه لمواجهة الدروع التفاعلية مثل تلك المستخدمة في العديد من المركبات الإسرائيلية، ويمكنه اختراق الدروع التي يصل سمكها إلى 400 ملم.
وتشير التقديرات إلى أن حزب الله يمتلك مئات من صواريخ ساجر المضادة للدبابات 3، التي زودت إيران وسوريا الحزب بها.
صاروخ "فاجوت 34"
يعتبر صاروخ "فاجوت 34"، نصف آلي موجه لخط البصر، وموجه سلكياً مضاد للدبابات، طوره الاتحاد السوفيتي في الستينيات. ويتمتع الجيل الثاني من "فاجوت" بمدى فعال يصل إلى 2.5 كيلومتر ويمكنه اختراق الدروع التي يصل سمكها إلى 480 ملم.
وتشير التقديرات إلى أن حزب الله يمتلك مئات من صواريخ "فاجوت AT-4"، وحصل عليها من سوريا.
صاروخ "سباندريل إيه تي 5"
يعتبر صاروخ "سباندريل إيه تي 5"، نصف آلي، وموجه سلكيًا مضاد للدبابات طوره الاتحاد السوفيتي في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. ويمتلك المقذوف مدى فعال يصل إلى 4 كيلومترات واختراق للدروع يزيد عن 750 ملم.
وأشار تقرير إسرائيلي إلى أن إيران زودت حزب الله بنسخ محلية من سباندريل.
صاروخ "ساكسهورن"
طورت روسيا صاروخ "ساكسهورن 2 إيه تي 13"، وهو موجه مضاد للدبابات، ويبلغ مداه الفعال 1.5 كيلومتر، ويمكنه إطلاق ما يصل إلى 4 جولات في الدقيقة.
وجرى تزويد الصاروخ برأس حربي ترادفي الشكل، مصمم لمواجهة الدروع التفاعلية مثل تلك المستخدمة في العديد من المركبات الإسرائيلية. ويمكنه اختراق الدروع التي يصل سمكها إلى 460 ملم.
وباعت روسيا الصاروخ لسوريا، التي قامت بعد ذلك بتزويد حزب الله بالأسلحة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
صاروخ "كورنيت إيه تي 14"
طورت روسيا صاروخ "كورنيت إيه تي 14" AT-14 Kornet الموجه المضاد للدبابات، ويحتمل أن يكون كورنيت هو الصاروخ المضاد للدبابات الأطول مدى لدى حزب الله.
ويبلغ مدى الصاروخ الفعال حوالي 5 كيلومترات، بينما يحمل رأساً حربياً حرارياً مضاداً للدروع أو خارقاً للتحصينات.
ويمكن للصاروخ اختراق الدروع التي يصل سمكها إلى 1200 ملم. ويتمتع نظام الجيل الثالث أيضا بقدرة التصوير الحراري للحرب الليلية وتتبع التوقيعات الحرارية.
وباعت روسيا تلك الصواريخ إلى سوريا بين عامي 1990 و1999، والتي بدورها قدمت المئات منها لحزب الله بعد ذلك بوقت قصير.
وأظهرت تلك الصواريخ فعالية كبيرة بشكل واضح ضد دبابات ميركافا الإسرائيلية خلال حرب 2006.
الصواريخ المضادة للطائرات
توفر معظم أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات التابعة لحزب الله، مساحة صغيرة نسبياً من الحماية، ولكنها تجبر الطائرات الإسرائيلية على التحليق على ارتفاعات أعلى، ما يقلل من قدرتها على ضرب أهداف أرضية بدقة.
وكرر صناع السياسة والضباط العسكريون الإسرائيليون باستمرار مخاوفهم بشأن حصول حزب الله على دفاعات جوية أكثر تطوراً من سوريا.
صاروخ "ميساج 1 و2"
طورت إيران في العام 1994، صاروخ "ميساج-1" المضاد للطائرات من الجيل الثاني، وعملت إيران على تطوير الجيل الرابع من صواريخ "ميساج-2" في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
ويعتبر البعض أن هذه الصواريخ هي نسخ من صواريخ "كيان وي" Qian Wei الصينية، ويستطيع صاروخ "ميساج 1" الاشتباك مع أهداف يتراوح مداها بين 0.5 إلى 5 كيلومترات، وعلى ارتفاعات تتراوح بين 0.3 و4 كيلومترات. ويحمل الصاروخ رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 1.42 كجم.
وتتراوح مدى فعالية صاروخ "ميساج 2" من 5 إلى 6 كيلومترات على ارتفاع أقصى يبلغ 2.5 للمقاتلات، أو 3.5 كيلومتر للطائرات المروحية.
ويزن الصاروخ عند الإطلاق 12.74 كجم. ويحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 1.42 كجم.
صاروخ "زو 23"
طور الاتحاد السوفيتي في الخمسينيات صواريخ زو 23، وهي منظومة ثابتة مزودة بمدفعين مضادين للطائرات عيار 23 ملم.
وجرى تصميم زو 23 للاشتباك مع أهداف تحلق على ارتفاع منخفض على مسافة 2.5 كم، وبأقصى ارتفاع يتراوح بين 1.5 إلى 2 كم.
ويمكنه أيضاً استهداف المركبات المدرعة التي يصل مداها إلى 2 كيلومتر.
صاروخ "SA-7"
هو صاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف، طوره الاتحاد السوفيتي في الستينيات.
ويمكن للصاروخ SA-7 الاشتباك مع أهداف على بعد يتراوح بين 0.8 إلى 3.4 كيلومتر، وعلى ارتفاع أقصى يتراوح بين 1.5 إلى 2.3 كيلومتر.
ويستخدم رأسًا حربيًا شديد الانفجار يبلغ وزنه 1.17 كجم وتوجيهًا بالأشعة تحت الحمراء.
صاروخ "SA-8"
طور الاتحاد السوفيتي في 1972، نظام SA-8 للدفاع الجوي التكتيكي. وجرى تعديله مرات عديدة.
وتحمل قاذفات تلك المنظومة أنواعا متعددة من الصواريخ، كل منها قادر على الاشتباك مع أهداف يتراوح مداها بين 1.5 و10 كيلومترات على ارتفاع أقصى يبلغ 5 كيلومترات.
وزودت روسيا سوريا بأكثر من 2000 صاروخ اعتراضي من طراز إس إيه 8 بين عامي 1979 و1988.
وحصل حزب الله لأول مرة على صاروخ إس إيه 8 في كانون الثاني/ يناير 2012.
صاروخ "SA-14"
طور الاتحاد السوفيتي صواريخ SA-14 المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، في الستينيات والسبعينيات، ويمكن لصاروخ SA-14 الاشتباك مع أهداف يتراوح مداها بين 0.5 و4.5 كيلومتر وعلى ارتفاع أقصى يتراوح بين 1.5 إلى 3 كيلومترات.
ويستخدم الصاروخ رأساً حربياً شديد الانفجار يبلغ وزنه 1.15 كجم، وتوجيهًا بالأشعة تحت الحمراء، وتشير تقارير إلى أن حزب الله لديه العشرات من صواريخ SA-14، التي من المحتمل أن تكون قد زودته بها إيران.
صواريخ "SA-16" و"SA-18"
تعتبر "SA-16" و"SA-18" صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف طورتها روسيا.
ويبلغ مدى الصواريخ حوالي 0.5 كيلومتر. ويبلغ سقف طيرانها 3.5 كيلومتر. وتستخدم جهاز توجيه بالأشعة تحت الحمراء بلونين للتوجيه.
صواريخ "SA-17"
تعتبر "بوك إم 2" أو "SA-17"، منظومة دفاع جوي متوسطة المدى طورتها روسيا في أوائل التسعينيات. وتحمل 4 صواريخ جاهزة للإطلاق، يمكنها الاشتباك مع أهداف على مسافة 50 كيلومتراً، وعلى ارتفاع يتراوح بين 10 إلى 24 كيلومتراً.
وجرى تصميم "بوك إم 2"، لحماية القوات البرية. ويمكن نقلها عن طريق مجموعة من المركبات والمقطورات، مما يجعل من الصعب استهدافها.
وباعت روسيا بطارية من صواريخ "بوك إم 2" إلى سوريا في عام 2007 بعد أن شنّت إسرائيل غارة جوية على مفاعل نووي سوري غير مكتمل.
وزودت موسكو دمشق مرة أخرى بصواريخ "بوك إم 2" في عام 2015، ما دفع المحللون إلى استنتاج أن سوريا كانت المصدر الأكثر ترجيحاً لمخزون حزب الله الحالي.
صواريخ "بانتسير"
تعتبر صواريخ "بانتسير" أو "SA-22"، منظومة دفاع جوي قصيرة إلى متوسطة المدى طورتها روسيا في التسعينيات لاستبدال منظومة "جريسون" أو "إس 19" الأقدم.
وجرى تصميم "SA-22" كسلاح دفاعي مزود بـ12 صاروخاً اعتراضياً من طراز "57 إي 6" أو "9 إم 335"، قادرة على الاشتباك مع أهداف على مسافة تتراوح بين 1.2 و20 كيلومترًا، وعلى ارتفاع أقصى يصل إلى 15 كيلومتراً.
ويرجح أن تكون إيران أو سوريا زودت "حزب الله" بالمنظومة الدفاعية، إذ باعت روسيا لسوريا 850 وحدة من طراز "بانتسير إس 1 إي" - Pantsir-S1E في العام 2008 و36 وحدة في العام 2009.
كما باعت روسيا لإيران 10 وحدات من "بانتسير" في وقت غير معروف. وفي اجتماع للأمم المتحدة عام 2015، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران بنقل صواريخ بانتسير إلى حزب الله.