"سكالبيل".. مُسيّرات روسية جديدة تدخل جبهة أوكرانيا

طائرات بدون طيار صُممت لتكون نسخة أقل كلفة من "لانسيت"

time reading iconدقائق القراءة - 5
مسيرة 'سكالبيل' Scalpel في صورة غير مؤرخة نشرها صاموئيل بنيدنيت الخبير في الأسلحة العسكرية الروسية - @sambendett
مسيرة 'سكالبيل' Scalpel في صورة غير مؤرخة نشرها صاموئيل بنيدنيت الخبير في الأسلحة العسكرية الروسية - @sambendett
دبي-الشرق

أطلقت روسيا العنان لمسيرة جديدة من طراز "كاميكازي" تسمى "سكالبيل" (Scalpel)، بعدما أشارت تقارير إلى نفاد مخزونها من مسيرات "لانسيت" (Lancet)، إذ لعبت المسيرات دوراً حيوياً في غزو أوكرانيا، وأصبحت من أكثر الأسلحة اعتماداً لدى الطرفين في تنفيذ مهام قتالية واسعة.

وبعد أيام من إعلان روسيا وقف تصدير طائرتها المسيرة "لانسيت"، التي قدمت أداءً استثنائياً في أوكرانيا، شرعت القوات الروسية على الخطوط الأمامية في استخدام المسيرة الجديدة "سكالبيل"، الأقل كلفة من "لانسيت". 

وعلى الرغم من تداول وسائل الإعلام الأوكرانية تقارير تفيد بأن روسيا تستنفد مخزونها من المسيرة الانتحارية "كاميكازي" بسرعة، لا تزال أوكرانيا تتعرض لهجمات كثيفة بهذا النوع من الطائرات، وإن كانت بعض المؤشرات توحي بأن موسكو بالفعل على "شفا عجز" في إنتاج المسيرات.

ونقل موقع Eurasian Times المختص في الشؤون العسكرية، عن مكتب فوستوك للتصميم "SVO" المصنّع للطائرة "سكالبيل"، قوله: "بدأنا إنتاج الطائرة سكالبيل على نطاق صغير، ويجري حالياً إنتاج 20 طائرة شهرياً، وحتى الآن جرى تسليم دفعة واحدة من طائرات سكالبيل إلى مكتب فوستوك للتصميم".

مميزات "سكالبيل"

وأضاف المكتب أن المشغلين الأوائل للمسيرة "سكالبيل" في الجيش الروسي أبدوا رضاهم عن أدائها وقيّموه بـ"الإيجابي"، لا سيما من حيث جودة التحكم بها وثباتها على مسارها في أثناء التحليق ودقة إصابتها الأهداف، وكذلك سهولة إعدادها للطيران.

وأوضح الموقع أن "سكالبيل" صُممت لتكون نسخة أقل كلفة من "لانسيت"، وإن اعترف مكتب "فوستوك" للتصميم أن طائرته تفتقر إلى بعض ما تتمتع به "لانسيت" من قدرات، بالنظر إلى كلفتها، حيث تبلغ كلفة تصنيع الطائرة الواحدة 300 ألف روبل (نحو 3300 دولار) بخلاف كلفة حمولتها، لكنها تتميز عن "لانسيت" بتزويدها بالكاميرات وآلية متقدمة لرصد الأهداف.

وتستطيع "سكالبيل" حمل أنواع عدة من الصواريخ لتنفيذ مهام مختلفة، ولا تحتاج إلى أكثر من مشغّل واحد لتشغيلها، وتضم حجيرة للحمولة بقطر 125 ميليمتراً وبطول 650 ميليمتراً، ويبلغ وزن حمولتها 5 كيلوجرامات، أما وزن الطائرة نفسها عند الإقلاع فيبلغ 10.5 كيلوجرام، وسرعة تحليقها 120 كيلومتراً في الساعة، ومدى طيرانها 40 كيلومتراً.

وقال مكتب "فوستوك" للتصميم إنها منتج محلي روسي بالأساس، وإن كانت تضم بعض المكونات الأجنبية، وهي صغيرة الحجم بشكل لافت مقارنة بوزن حمولتها، وموفرة للطاقة.

ويشار إلى أن نشر "لانسيت" جاء بعد شهرين من إجراء مكتب "فوستوك" اختبارات الطائرة في سبتمبر، وأعلن آنذاك أنها مخصصة للاستخدام في أوكرانيا، وتقرر بدء إنتاجها على نطاق واسع في أكتوبر.

عجز في إنتاج "لانسيت" 

في الإطار، كشف مدير مؤسسة Rosoboronexport الروسية لتصدير الأسلحة ألكسندر ميخيف أن طلبات العملاء الأجانب على شراء المسيرة الروسية "لانسيت" تتزايد، لكن روسيا تعلق تصديرها حالياً.

وأوضح Eurasian Times أن هناك طرازين من المسيرات الأكثر استخداماً في الضربات الجوية الروسية ضد أوكرانيا، وهما "شاهد" الإيرانية و"لانسيت" الروسية، والأخيرة عبارة عن "ذخيرة متسكعة" من إنتاج شركة ZALA التابعة لشركة Kalashnikov الروسية الشهيرة.

والذخيرة المتسكعة لقب يطلق على نوع من الطائرات الانتحارية بدون طيار، وهي نوع من أنظمة الأسلحة الجوية تحوم فيها الطائرة المحملة بالذخيرة حول المنطقة المُستهدفة لبعض الوقت، وتهاجم بمجرد تحديد موقع الهدف.

وجذبت "لانسيت" اهتمام المتابعين منذ ظهورها في مسرح عمليات الحرب الروسية الأوكرانية، لقدرتها على تدمير الدبابات والآليات العسكرية الأوكرانية، وبرز دورها بشكل خاص منذ بداية الهجوم المضاد الأوكراني في يونيو، حيث أوقعت خسائر كبيرة في المركبات والمعدات العسكرية التي أمد بها الغرب كييف. 

وسُميت "لانسيت" بهذا الاسم، ويعني "مشرط الجراحة"، للتدليل على مدى دقة إصابتها لأهدافها، وتميز أدائها والخطورة التي تشكلها على القوات الأوكرانية، حيث فرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر عقوبات على نحو 10 شركات روسية تمد القوات المسلحة الروسية بالمسيرات.

وعلاوة على ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 120 كياناً في الصين وتركيا ودول أخرى بتهمة توريد مكونات تدخل في صناعة المسيرات الروسية، في محاولة للتغلب على العقوبات الغربية على سلاسل الإمداد.

وتُعد تلك المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات تستهدف إنتاج المسيرة "لانسيت"، ومن ناحية أخرى تنبئ القيود التي فرضتها موسكو على تصديرها بأن روسيا تستنفد مخزونها بالفعل.

وفي يوليو، زعم الجيش الأوكراني أنه لم يبق لدى روسيا سوى أكثر قليلاً من 50 طائرة "لانسيت"، ويُعتقد أنه بحلول أغسطس كانت روسيا قد استخدمت 850 من هذا الطراز في غزوها لأوكرانيا.

ورغم أنها لم تختف تماماً من مسرح العمليات، إلا أن قيود التصدير توحي بأن روسيا لم تعد قادرة على إنتاج ما يكفي منها. 

ومع العقوبات الأميركية التي قد تعقّد عملية إنتاج "لانسيت"، يُتوقع أن تولي موسكو اهتماماً أكبر لإنتاج المسيرة "سكالبيل" البديلة الأقل كلفة، وإن كانت لا ترقى إلى مستوى أداء "لانسيت". 

تصنيفات

قصص قد تهمك