سلط تحييد روسيا لدبابات أميركية الصنع في ساحة المعركة بأوكرانيا، الضوء على ما تعانيه هذه الأسلحة الأميركية، إذ فشل عدد صغير منها في تغيير قواعد اللعبة، وفق ما أوردته مجلة "ميلتري ووتش".
وأظهرت صور التقطت بواسطة مسيرات نُشرت مؤخراً، فقدان الجيش الأوكراني دبابة أخرى من طراز M1A1 Abrams أميركية الصنع في القتال مع القوات الروسية، إذ ترك طاقمها المركبة بعد وقت قصير من تعرضها للضربة.
وتمكنت روسيا من تحييد الدبابة بطلقة واحدة من قذائف مدفعية دقيقة التوجيه 2K25 Krasnopol، والتي يتم إطلاقها من مدافع عيار 152 ميليمتراً وتستخدم تثبيت الزعانف، وتوجيه ليزر نصف آلي للحصول على دقة عالية، وذلك بحسب ما ذكرته المجلة.
وجرى نشر هذه القذائف من مدافع ذاتية الدفع مثل 2S3 Akatsiya و2S19 Msta-S، والتي تم تطويرها منذ الثمانينات لتسهيل الاشتباكات ضد أهداف مثل المدافع والدبابات، إذ شهدت قدراتها تحسناً كبيراً منذ دخولها الخدمة في عام 1986.
وعملت روسيا على تحييد دبابات Abrams الأميركية الصنع باستخدام مجموعة من الأصول، بينها دبابة تابعة للجيش الروسي T-72B3، وهي دبابة قتال رئيسية سوفيتية مطورة بشكل كبير. وتم دمج المدفع الأملس الجديد 2A46M-5 عيار 125 ميليمتراً في الدبابة T-72B3، وأنواع الذخائر الحديثة وأدوات التحكم في الحرائق.
وكانت دبابات "أبرامز" من أهم المطالب التي تقدمت بها أوكرانيا، فيما كانت دول أوروبية قد أرسلت بالفعل عشرات من دبابات "ليوبارد" ألمانية الصنع، وبعض الدبابات البريطانية من طراز "تشالنجر".
سحب دبابات "أبرامز"
وسحب الجيش الأوكراني في أواخر أبريل الماضي، دبابات Abrams من مواقع الخطوط الأمامية، لمخاوف تتعلق بتعرضها للضربات الروسية.
وجرى التأكد لأول مرة من نشر دبابات Abrams للقتال من خلال لقطات بطائرة بدون طيار تم إصدارها في 23 فبراير الماضي، والتي أعقبها بعد 3 أيام تدمير الدبابة الأولى إلى جانب الخسائر الفادحة.
وأشار مصدر عسكري أميركي، إلى أنه بسبب التقدم في قدرات الاستهداف الروسية "لا توجد أرض مفتوحة يمكن القيادة عبرها دون خوف من الاكتشاف والرصد".
وأكد مصدر آخر أن "حرب الطائرات بدون طيار الروسية جعلت من الصعب للغاية على دبابات Abrams أن تعمل دون أن يتم اكتشافها أو التعرض للهجوم".
وقدم نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، كريستوفر جرادي، مزيداً من التفاصيل بشأن قرار الجيش الأوكراني، إذ أكد في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس"، أن تطور المعركة في أوكرانيا يجعل حشد الدروع في بيئة تتواجد فيها الأنظمة الجوية بدون طيار في كل مكان بمثابة تهديد، ومخاطرة.
"لا تُغير مسار الحرب"
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلت عن مسؤولين أوكرانيين قولهم، إنه من غير المرجح أن تغير المركبات شكل الحرب بشكل كبير، في وقت قال مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية إنه "لا يوجد نظام أسلحة واحد قادر على تغيير مسار الحرب بسبب تعقيدها".
وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، اللواء كيريلو بودانوف في سبتمبر الماضي، إن "حقول الألغام أثبتت أنها عقبات رئيسية أمام المركبات التي يتم تعقبها مثل الدبابات".
وأضاف أنه حتى الأضرار البسيطة يمكن أن تؤدي إلى تعطيل العجلات والمسارات، ما يؤدي إلى تقطع السبل بالمركبات ويعرقل المسار للأمام.
وتابع: "يجب أن يتم استخدام دبابات أبرامز بطريقة مصممة خصيصاً لعمليات محددة للغاية ومصممة جيداً، لأنه إذا تم استخدامها على الخطوط الأمامية وفي قتال مشترك بالأسلحة فقط، فلن تصمد طويلاً في ساحة المعركة. المركبات المدرعة تستخدم الآن بشكل أساسي لنقل الجنود، لكنها لا تشارك إلا بشكل ضئيل في القتال".
وتعهدت الولايات المتحدة في يناير العام الماضي، بإرسال 31 دبابة من طراز "أبرامز"، بعد أشهر من الرفض، وفي الوقت نفسه، تعهد الحلفاء الأوروبيون بإرسال دبابات "ليوبارد 2" الألمانية.