أمراض القلب وراء وفاة 19.2 مليون حول العالم عام 2023

يعود هذا العبء المتزايد لعوامل عدة، كالنمو السكاني، وشيخوخة السكان

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجل يمسك صدره بسبب آلام حادة تنجم أغلب حالات ضيق التنفس عن مشكلات في القلب أو الرئتين - Getty Images
رجل يمسك صدره بسبب آلام حادة تنجم أغلب حالات ضيق التنفس عن مشكلات في القلب أو الرئتين - Getty Images
القاهرة -محمد منصور

أفادت دراسة حديثة بأن أمراض القلب والأوعية الدموية لا تزال السبب الأول للوفيات على مستوى العالم، إذ تسببت في وفاة 19.2 مليون شخص عام 2023، أي ما يعادل وفاة واحدة من بين كل 3 وفيات. 

وأظهرت الدراسة أن عدد سنوات العمر المعدلة بحسب الإعاقة المرتبطة بأمراض القلب ارتفع إلى 437 مليون سنة عام 2023 مقارنة بـ 320 مليون سنة عام 1990، أي بزيادة قدرها 1.4 ضعف، وتشير الأرقام إلى فروق شاسعة بين الدول، إذ تسجل بعض البلدان معدلات تفوق الأخرى بـ 16 ضعفاً.

وارتفع عدد الوفيات من 13.1 مليون في 1990 إلى 19.2 مليون في 2023، ومن أبرز الأسباب مرض الشريان التاجي الإقفاري، والنزيف الدماغي، والسكتة الدماغية الإقفارية، وأمراض القلب الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم.

أمراض القلب والأوعية الدموية

  • أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة في العالم.
  • تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية داء القلب الإقفاري، مرض الأوعية الدموية الدماغية، مرض الشرايين المحيطية، داء القلب الروماتيزمي، أمراض القلب الخلقية، وخثار الأوردة العميقة والانصمام الرئوي.
  • عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بلغ 19.8 مليون حالة عام 2022، بنسبة 32% من إجمالي الوفيات عالميًا.
  • أكثر من ثلاثة أرباع هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
  • شكلت أمراض القلب والأوعية الدموية 38% على الأقل من إجمالي 18 مليون وفاة مبكرة (قبل سن 70) بسبب الأمراض غير السارية عام 2021.
  • الاكتشاف المبكر لهذه الأمراض ضروري لتسهيل التدخل العلاجي بالأدوية والمشورة الطبية.
  • يمكن الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية عبر التحكم في عوامل الخطر مثل التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، والسمنة، والخمول البدني، وتعاطي الكحول، وتلوث الهواء.
  • الإقلاع عن التدخين، وتقليل الملح، وتناول الفواكه والخضروات، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن الكحول تُقلل خطر الإصابة.
  • علاج ضغط الدم المرتفع، والسكري، وارتفاع الدهون أمر بالغ الأهمية لتقليل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية بين المرضى.

أشارت الدراسة إلى أن 79.6% من عبء أمراض القلب عالميًا ناتجة عن عوامل خطر قابلة للتعديل، أي أن الوقاية أو تغيير نمط الحياة كان من شأنه أن يجنب ملايين الإصابات، إذ ارتفع هذا العبء بما يعادل 97.4 مليون حالة إضافية منذ عام 1990، مدفوعاً بتزايد السمنة وارتفاع سكر الدم الصائم كأبرز العوامل الأيضية، إلى جانب أنماط سلوكية غير صحية مثل التدخين، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني، والاستهلاك غير الآمن للكحول.

ولعبت العوامل البيئية والمهنية دوراً مهمًا، أبرزها تلوث الهواء، والتعرض للرصاص، والتقلبات الحرارية، ورغم التراجع في معدلات التدخين وتحسن نوعية الهواء المنزلي في إبطاء وتيرة الصعود، إلا أن عوامل أخرى على رأسها السمنة والسكري أخذت منحنى تصاعديًا سريعًا خاصة بين 2018 و2023، ما يجعلها التحدي الأكبر في مواجهة أمراض القلب خلال السنوات المقبلة.

تكشف الأرقام عن صورة مقلقة لحجم أزمة القلب عالمياً، إذ أصاب مرض الشريان التاجي وحده نحو 240 مليون شخص في عام 2023، فيما بلغ عدد المصابين بالمرض الشرياني المحيطي في الأطراف السفلية 122 مليوناً. 

ولا تزال السكتة الدماغية من أبرز مسببات الوفاة والإعاقة على مستوى العالم، بينما تظهر البيانات أن الرجال يسجلون معدلات وفاة أعلى من النساء في معظم المناطق، مع قفزة حادة بعد سن الخمسين. 

وعلى صعيد العوامل البيئية، تسبب تلوث الهواء الخارجي وحده في نحو 4 ملايين وفاة قلبية خلال 2023، مع تسجيل أوقيانوسيا (منطقة جغرافية واسعة في المحيط الهادئ تشمل قارة أستراليا، وميلانيزيا، وميكرونيزيا، وبولينيزيا) المعدلات الأعلى رغم التراجع العالمي في مستويات التعرض. 

ويظل التعرض للرصاص تحدياً صحياً بارزاً، خاصة في آسيا الوسطى وشمال إفريقيا، ما يعكس استمرار الفجوة بين التقدم العالمي والجيوب الجغرافية الأكثر هشاشة.

وقال كبير الباحثين في الدراسة، جريجوري روث، مدير برنامج مؤشرات صحة القلب في جامعة واشنطن، إن البحث الجديد يمنح الدول خريطة واضحة لمعرفة أين تحقق تقدماً وأين تحتاج إلى تحرك عاجل "ومن خلال استهداف المخاطر القابلة للتعديل بسياسات فعالة وعلاجات منخفضة التكلفة، يمكن تقليل الوفيات المبكرة الناتجة عن الأمراض غير السارية.. النتائج بمثابة وصفة سياساتية لكل بلد لتحسين صحة القلب".

وأوضحت الدراسة أن عبء أمراض القلب أعلى بكثير خارج الدول الأكثر تقدماً، حتى بعد أخذ الفروق العمرية في الاعتبار.

وأكد الباحثون أن مستوى الدخل لا يفسر وحده الفروقات الجغرافية، ما يفتح الباب أمام صياغة سياسات صحية تركّز على المخاطر الأكثر ارتباطًا بالسكان في كل بلد.

تصنيفات

قصص قد تهمك