تيدروس أدهانوم جبرييسوس ينتخب لولاية ثانية على رأس "منظمة الصحة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس . - AFP
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس . - AFP
جنيف-أ ف ب

قال وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ على "تويتر" الثلاثاء، إن أعضاء منظمة الصحة العالمية
أعادوا انتخاب تيدروس أدهانوم جيبريسوس مديراً عاماً للمنظمة لفترة جديدة.
              
وأضاف: "أُعيد انتخاب الدكتور تديروس للتو مديراً عاماً لمنظمة الصحة العالمية... تهانينا، استحقها تماماً".


ويقدم أول مدير عام إفريقي لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جبرييسوس، الذي انتخب مجدداً لولاية ثانية، نفسه على أنه رجل سلام أمضى طفولته في الحرب.

سبق أن تولى تيدروس، الحاصل على درجة الماجستير في علوم المناعة من الأمراض المعدية، ودرجة الدكتوراة في مجال صحة المجتمع، منصبي وزير الصحة ووزير الخارجية في بلاده.

شهدت ولايته، كما أشار مؤخراً، النزاع في اليمن وفي أوكرانيا، وقد دأب على الذهاب إلى الخطوط الأمامية وزيارة المستشفيات الأوكرانية التي تعرضت للقصف.

قال تيدروس أخيراً إن "الحرب تهز وتدمر الأسس التي قامت عليها المجتمعات المستقرة سابقاً حتى أكثر من الأوبئة، وتخلّف النزاعات ندوباً نفسية قد يستغرق الشفاء منها سنوات أو عقوداً".

وأضاف أن "السلام ضروري للصحة"، مؤكداً أن هذه الندوب تسبب معاناة عايشها بنفسه خلال الحرب في بلده إثيوبيا.

وبشيء من التأثر، قال مدير منظمة الصحة العالمية في افتتاح الدورة الـ75 لجمعية الصحة العالمية التي تضم الدول الأعضاء في المنظمة: "أنا طفل حرب".

 خوف وألم

وأضاف: "أزيز الرصاص والقذائف، ورائحة الدخان بعد الانفجار، ومشهد الرصاص في السماء ليلاً، والخوف والألم والفقد، كلها أمور ستبقى في ذهني ما حييت، لأنني عايشت الحرب عندما كنت طفلاً".

وتابع أدهانوم أن والدته عندما كانت تسمع طلقات نارية ليلاً "كانت تجعلنا ننام تحت السرير على أمل حمايتنا في حال سقطت قذيفة على منزلنا".

بعد سنوات، مع تجدد الحرب في إثيوبيا عام 1998، عاد "هذا الخوف" عندما جاء دور أطفاله "للاختباء في القبو".

واعترف بأنه شعر "من جديد بنفس الألم" عندما اندلع النزاع في منطقة تيجراي نهاية عام 2020 وهي المنطقة التي يتحدّر منها.

وقال: "أنا لست مجرد طفل حرب، إنها تتبعني في كل مكان"، مشيراً إلى أنه عرف الموت خلال طفولته بوفاة أخ له لعدم حصوله على الأدوية المناسبة.

إثيوبيا والولايات المتحدة

يحظى تيدروس بتقدير كبير، خاصة من قبل الأفارقة، إلا أن الانتقاد الأبرز جاء من بلده إثيوبيا، إذ اتّهمته الحكومة الإثيوبية بـ"استغلال منصبه" إثر تصريحات تطرّق فيها إلى الوضع الإنساني في إقليم تيجراي.

ومنحه وصول الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض والذي أعاد الولايات المتحدة إلى عضوية منظمة الصحة العالمية، دفعاً، في حين أنه تعرض لهجمات مستمرة من الرئيس السابق دونالد ترمب الذي قطع المساعدات عن المنظمة، متهماً إياها بأنها قريبة جداً من الصين، وبسوء إدارة الجائحة.

الانتقاد الأشد من جانب تيدروس، كان تجاه الصين التي اعتبر أنها لم تكن شفافة بما فيه الكفاية بخصوص منشأ الوباء، ما تسبّب له بانتقادات من بكين التي دعمت - على الرغم من ذلك - إعادة ترشيحه.

وكان تيدروس موضع اتهامات علنية من عشرات من الدول الأعضاء بسبب غضبها من تعامله مع فضيحة العنف الجنسي التي طالت موظفين بالمنظمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ اعتبروا رد فعله ضعيفاً وبطيئاً للغاية.

وأظهرت جائحة كورونا أيضاً أن دعواته بقيت في غالب الأحيان من دون صدى كما حدث حين دعا الدول الغنية إلى بذل المزيد من الجهد للحد من عدم المساواة في مكافحة "كوفيد-19" أو فرض تجميد على الجرعات المعززة من اللقاح وتحويلها إلى الدول الفقيرة للاستفادة منها.

وبعد ولاية أولى شهدت ظهور وباء كورونا، وكشفت عن مواطن القصور في عمل منظمة الصحة العالمية، سيكون على تيدروس أن يعزز هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة لتحسين تنسيق الاستجابة لأزمات الصحة العالمية ومنع أوبئة في المستقبل.

ولا يزال يتعين تحديد معالم الإصلاح من قبل البلدان التي لا يرغب بعضها في إعطاء المزيد من السلطة لمنظمة الصحة العالمية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات