ما يجب أن تعرفه عن هجوم إيران وتوغل إسرائيل البري في لبنان

time reading iconدقائق القراءة - 8
إسرائيليون يحاولون الاحتماء خلف حاجز خرساني في تل أبيب من هجمات صاروخية إيرانية. 1 أكتوبر 2024 - REUTERS
إسرائيليون يحاولون الاحتماء خلف حاجز خرساني في تل أبيب من هجمات صاروخية إيرانية. 1 أكتوبر 2024 - REUTERS
دبي -الشرقوكالات

أطلقت إيران ما لا يقل عن 180 صاروخاً على إسرائيل مساء الثلاثاء، ما تسبب في أضرار وحرائق متفرقة ناجمة عن شظايا متساقطة، لكن السلطات الإسرائيلية قالت إنها لم تحدث أي إصابات.

وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي، بأن معظم الصواريخ تم اعتراضها، رغم أن بعضها تمكن من الوصول إلى أهدافه، فيما مسؤولون إسرائيليون إن إيران ستدفع ثمن الضربة.

يأتي الهجوم الصاروخي بعد أن أعلنت إسرائيل توغل قواتها عبر الحدود في لبنان، فيما وصفه الجيش بأنه "عملية محدودة" للقضاء على مقاتلي جماعة "حزب الله"، والبنية التحتية العسكرية لها.

إحباط تسلل قوة إسرائيلية

وأعلنت جماعة "حزب الله" اللبنانية في بيان، تصديها، فجر الأربعاء، لقوة إسرائيلية تسللت إلى بلدة عديسة، وأجبرتها على التراجع، واشتبكت معها وكبدتها خسائر.

والثلاثاء، قال "حزب الله" إنه لم ير أي مؤشر على وجود قوات إسرائيلية، وإن قواته مستعدة لمواجهتها.

وقالت إسرائيل إن توغلها سيركز على الشريط الضيق من الأرض عبر الحدود مباشرة، لكنها أصدرت أيضاً تحذيرات بالإخلاء تغطي مساحة أوسع من لبنان، ما أثار مخاوف من أن غزواً برياً واسع النطاق كان على وشك الحدوث.

وتأتي العملية في أعقاب غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت كبار قيادات "حزب الله"، بمن في ذلك الأمين العام للجماعة حسن نصر الله الذي اغتيل في بيروت الأسبوع الماضي، ودفعت مئات الآلاف من اللبنانيين إلى النزوح من منازلهم. 

وتقول إسرائيل إن العملية البرية ضرورية الآن لإعادة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال، الذين تعرضوا لقصف صاروخي مستمر من "حزب الله" منذ 8 أكتوبر 2023.

لماذا أطلقت إيران صواريخ باتجاه إسرائيل؟

قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد 180 صاروخاً أطلقت من إيران مساء الثلاثاء، وانطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد، وأُمر الإسرائيليون بالبقاء في مناطق محمية. وقال مسؤول أمني إسرائيلي إنه بالتعاون مع الولايات المتحدة، اعترضت القوات الجوية الإسرائيلية العديد من الصواريخ، على الرغم من أن بعض الضربات المباشرة ألحقت أضراراً بالمباني، وأشعلت بعض الحرائق.

وقال مسؤولون أميركيون وبريطانيون في وقت لاحق، إن إيران أطلقت ما يقرب من 200 صاروخ.

من جانبها، قالت إيران، إن إطلاق الصواريخ جاء رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، إسماعيل هنية، في طهران نهاية يوليو الماضي، والأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، وعباس نيلفوروشان، قائد العمليات في "الحرس الثوري" الإيراني، في غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، وحذرت من أن هذا الهجوم يمثل "موجة أولى" فقط، دون الخوض في التفاصيل.

وقالت إيران لاحقاً إن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى، ما لم تحدث استفزازات أخرى. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في إسرائيل، ووصفت واشنطن هجوم إيران بأنه "غير فعال".

وتعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على طهران؛ مما يصعد المخاوف من حرب أوسع نطاقاً.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، إن الولايات المتحدة تظل على أهبة الاستعداد للدفاع عن أفرادها وحلفائها وشركائها في مواجهة التهديدات الصادرة عن إيران والجماعات المدعومة منها، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".

وأعرب الوزيران، خلال اتصال هاتفي بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، عن تقديرهما المتبادل للتنسيق الدفاعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي أبريل الماضي، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز على إسرائيل، اعترض معظمها خارج إسرائيل، وأصيبت فتاة من الشظايا المتساقطة.

وتعهدت إسرائيل بالرد، ما دفع الخصمين اللدودين إلى الاقتراب من مواجهة مباشرة، والمنطقة إلى الاقتراب من حرب أوسع نطاقاً.

هل دخلت القوات الإسرائيلية لبنان؟

قال الجيش الإسرائيلي إن قواته دخلت لبنان في وقت متأخر الاثنين، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كانت بقيت بالداخل، أو كانت تتحرك داخل وخارج البلاد.

وفي إعلان مفاجئ، قالت إسرائيل، الثلاثاء، إن قواتها البرية كانت تعمل سراً في لبنان خلال العام الماضي، حيث نفذت عشرات العمليات البرية الصغيرة. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري إن الهجوم الحالي توسيع لهذه الأنشطة.

ولم يؤكد الجيش اللبناني، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) المتمركزة في جنوب لبنان، أن القوات الإسرائيلية عبرت الحدود، رغم أن "يونيفيل"، قالت إن الجيش الإسرائيلي أبلغها بنيته تنفيذ توغلات برية محدودة في لبنان.

إلى أي مدى وصلت القوات البرية الإسرائيلية داخل لبنان؟

نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن مسؤول بالجيش الإسرائيلي، قوله إن القوات البرية الإسرائيلية كانت "على مسافة قريبة" من الحدود، تستهدف القرى اللبنانية الصغيرة على بعد مئات الأمتار من الأراضي الإسرائيلية.

وقال الجيش إن مقاتلي "حزب الله" ما زالوا في المنطقة، على الرغم من القصف الإسرائيلي العنيف خلال الأسابيع القليلة الماضية، وإنهم يستخدمون هذه المناطق لشن هجمات على إسرائيل وتخزين أسلحة.

هل وقعت اشتباكات مع مقاتلي "حزب الله"؟

لا توجد أي مؤشرات على قتال بري في جنوب لبنان، وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم كشف هويته، إنه لم تحدث اشتباكات مع "حزب الله".

وفي الوقت نفسه، استمر إطلاق النار عبر الحدود. وقال "حزب الله" إنه استهدف مجموعات من الجنود في العديد من المناطق الحدودية الإسرائيلية بقصف مدفعي وصواريخ. فيما قالت إسرائيل إنه لم يصب أي جندي. وفي الوقت نفسه، قصفت وحدات المدفعية الإسرائيلية أهدافاً في جنوب لبنان، وسُمع صوت الغارات الجوية في جميع أنحاء بيروت.

كما أطلق "حزب الله" وابلاً من الصواريخ باتجاه وسط إسرائيل، الثلاثاء، ما أدى إلى إصابة رجل، وفقاً لما قاله مسعفون إسرائيليون.

ما مدى اتساع العملية الإسرائيلية المخطط لها؟

لم تقدم إسرائيل جدولاً زمنياً للمدة التي سيستغرقها التوغل، ورفضت تحديد المدى الذي ستذهب إليه القوات.

وقال المسؤول العسكري إن التقدم نحو بيروت، كما فعلت إسرائيل في غزوها للبنان عام 1982، "غير مطروح". وفي ذلك الوقت، طُرح الغزو الإسرائيلي أيضاً باعتباره "توغلاً محدوداً" من أجل التصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف المسؤول أن العملية في مراحلها الحالية لا تماثل التوغلات البرية الإسرائيلية في غزة، حيث دخل الجيش الإسرائيلي المدن بقوة بشرية ثقيلة ومدفعية ودبابات.

هذا الأمر قد يتغير، اعتماداً على ما إذا كانت حكومة إسرائيل ستقرر شن عملية برية أوسع نطاقاً شمولاً، إذ حشدت أعداداً كبيرة من القوات، بما في ذلك عشرات الدبابات، على طول الحدود في الأيام الأخيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن القوات التي دخلت لبنان تنتمي إلى الفرقة 98، المسؤولة عن بعض أعنف المعارك داخل غزة، وتضم وحدات النخبة المتخصصة في الهجمات خلف خطوط العدو.

وفي غضون ذلك، توسع إسرائيل نطاق تحذيراتها بالإخلاء في جنوب لبنان، ما أدى إلى فرار مئات الآلاف من اللبنانيين من الجنوب.

والثلاثاء، طلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من السكان الذين يعيشون في القرى الواقعة شمال المنطقة العازلة التي أعلنتها الأمم المتحدة الفرار.

وبموجب قرار الأمم المتحدة 1701، الذي أنهى حرب عام 2006، كان من المفترض أن تكون المنطقة خاضعة لسيطرة قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني.

وأنهى قرار مجلس الأمن 1701 الحرب التي استمرت شهراً في عام 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا إلى انسحاب إسرائيلي كامل من جنوب لبنان، وأن يكون الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة القوة المسلحة الوحيدة جنوبي نهر الليطاني.

تصنيفات

قصص قد تهمك