أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأربعاء، أن قنوات التواصل بين إيران والولايات المتحدة "موجودة دائماً" رغم وجود خلافات أساسية، فيما أعرب عن تفاؤله بأن تحل زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إلى طهران، الخلافات القائمة، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
وقال عراقجي على هامش اجتماع مجلس الحكومة، إنه بفضل الموقف الإيجابي للمدير العام للوكالة رافائيل جروسي، فإن الظروف مهيأة لتطوير التعاون، مضيفاً: "بهذه الروح الإيجابية سيتم رسم مسار جديد للتعاون بين إيران والوكالة". وفق ما أوردت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية.
واعتبر أن التعاون مع الوكالة، باعتباره "أحد مبادئ دبلوماسية" إيران، يمكن أن يساعد في إدارة التحديات الدولية، وتعزيز أمن الطاقة النووية.
العلاقات الإيرانية الأميركية
وتطرّق عراقجي إلى العلاقات المعقدة بين إيران والولايات المتحدة، موضحاً أن الخلافات بين البلدين "جوهرية وأساسية للغاية".
وأشار إلى أن هذه التحديات قد لا يتم حلها على المدى القصير، أو حتى المتوسط، لكنه أكد ضرورة إدارة هذه الخلافات، مضيفاً: "علينا أن نتصرف بطريقة تقلل التكاليف والتوترات".
ولفت إلى أن تخفيف التوترات يمكن أن يؤدي إلى الحفاظ على المصالح الوطنية وتقليل الضغوط الدولية على إيران.
ونوّه وزير الخارجية الإيراني إلى وجود قنوات اتصال بين إيران والولايات المتحدة، موضحاً أن هذه القنوات تعمل كأداة للحد من سوء التفاهم والتوترات، وقال إن "قنوات الاتصال بين إيران وأميركا كانت موجودة على الدوام".
واعتبر عراقجي هذه الاتصالات، بمثابة منصة مناسبة لتبادل الآراء الدبلوماسية، مشدداً على أنه في الوضع المعقد الحالي، تلعب الاتصالات الدبلوماسية والإدارة الصحيحة للنزاعات دوراً رئيسياً في تأمين المصالح الوطنية والحفاظ على استقلال إيران وسيادتها.
اجتماع منظمة التعاون الإسلامي
كما تطرق وزير الخارجية الإيراني إلى اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في الرياض، قبل يومين، قائلاً: "إن اجتماع منظمة التعاون الإسلامي كان اجتماعاً ناجحاً للغاية، وتبنى رؤساء الدول الإسلامية مواقف قوية ومتماسكة".
وأشار عراقجي إلى الموافقة على قرار يتضمن 38 بنداً قوياً، مضيفاً: "هذا القرار أدان سياسات وأفعال الكيان الصهيوني في كافة المجالات بلهجة حازمة وعنيدة".
وتابع: "هذا القرار يظهر تضامن الدول الإسلامية في مواجهة التهديدات والعدوان ضد المسلمين، ويعلن موقفاً واحداً وحاسماً أمام العالم".
وكان وزير الخارجية الإيراني حذّر من أن "النسخة الثانية من الضغط الأقصى" ستؤدي إلى "النسخة الثانية من الفشل الأقصى" للولايات المتحدة، ونصح المسؤولين الأميركيين باختبار فكرة "العقلانية القصوى"، لأنها تصب في مصلحة الجميع.
وكتب عراقجي على منص "إكس" للتواصل الاجتماعي، الثلاثاء: "هل تريدون دليلاً؟ كمثال واحد فقط، قارنوا بين وضع البرنامج النووي السلمي الإيراني قبل وبعد ما يسمى بسياسة الضغط الأقصى".
بدورها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، الثلاثاء، إن طهران ستسعى لتحقيق كل ما يحقق "مصالحها"، وذلك رداً على سؤال بشأن إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، حسبما نقلت عنها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
وأضافت مهاجراني، أنه يتوجب على ترمب تجنب أي مسار خاطئ قد ينتهك حقوق الشعب الإيراني، وألا يدخل في سياسات خاطئة، معتبرة أن سياسة الضغوط القصوى لترمب، فشلت، وإيران لديها تجارب ناجحة في التصدي لهذه السياسة.
وخلال ولايته الأولى، انسحب دونالد ترمب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران وأمر بقتل أحد أبرز جنرالاتها (قاسم سليماني). وعلى الجانب الآخر، قال المدعون الفيدراليون نهاية الأسبوع الماضي، إن إيران خططت لاغتيال ترمب قبل الانتخابات الرئاسية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التاريخ المشحون، دعا العديد من المسؤولين السابقين والخبراء والافتتاحيات الصحافية في إيران، الحكومة علناً إلى التعامل مع ترمب في الأسبوع الذي تلا إعادة انتخابه، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".