
دعا وزير الخارجية الصيني، وانج يي، الثلاثاء، "جميع الأطراف المعنية" إلى المشاركة في محادثات السلام الأوكرانية، وتعهد بالعمل مع فرنسا لمواجهة "الهيمنة أحادية القطب"، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وأكد وانج خلال اتصال هاتفي مع إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استعداد الصين للعمل مع أوروبا لمواصلة جهود السلام، وقال: "لقد دعت الصين منذ البداية إلى حل الأزمة عبر الحوار والتفاوض، وترحب بجميع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار".
وأضاف: "يجب أن تحترم هذه العملية إرادة الأطراف المعنية، وألا تُفرض من قِبَل طرف ثالث، وألا تخدم مصالح أي دولة بمفردها".
وتابع وانج: "تدعم الصين التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم، ومقبول من جميع الأطراف المعنية، وتؤمن بضرورة مشاركة جميع الأطراف وأصحاب المصلحة في عملية محادثات السلام في الوقت المناسب".
واتصل المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، بوزير الخارجية الصيني، الثلاثاء، لمناقشة الوضع في أوكرانيا، وهو اليوم نفسه الذي اتفق فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على وقف جزئي لإطلاق النار يوقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وانخرطت الولايات المتحدة في دبلوماسية مكثفة مع روسيا وأوكرانيا خلال الشهر الماضي في محاولة لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
لكن تقارب ترمب مع بوتين، الذي لم يُبدِ أي نية لإنهاء السيطرة على الأراضي الأوكرانية، أثار قلق الكثيرين في أوروبا الذين يشعرون بأنهم مهمشون من المفاوضات التي قد تُقوّض أمن القارة.
ودعت الصين إلى دور أوروبي في عملية السلام، ويعتقد العديد من المحللين أن هذا قد يسمح لبكين بتحسين علاقاتها مع القارة في ظلّ تحالف عبر الأطلسي "هش".
استعداد فرنسي
ووفقاً لوزارة الخارجية الصينية، أبلغ بون، وانج، باستعداد فرنسا لتعزيز التعاون مع الصين بشأن أوكرانيا، مشيرة إلى أن بكين تتطلع إلى لعب "دور مهم في التوصل إلى اتفاق سلام عادل ومستقر ومستدام".
وبرزت الصين كصانعة سلام في حرب أوكرانيا. وقد أرسلت مبعوثاً خاصاً إلى أوروبا، وعملت مع دول الجنوب العالمي لتعزيز محادثات السلام في المحافل الدولية. لكن جهودها غالباً ما قوبلت بالتشكيك؛ نظراً لعلاقاتها القوية مع روسيا طوال فترة الحرب، وفق "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
كما توترت علاقات الصين مع الاتحاد الأوروبي بسبب النزاعات التجارية، حيث فرض التكتل، المكون من 27 دولة، رسوماً جمركية على السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي. وردت بكين بإجراء تحقيقات تجارية في مجموعة من منتجات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرض رسوم جمركية مؤقتة على البراندي الفرنسي.
ودعا وانج إلى إجراء مشاورات لحل النزاعات التجارية مع الاتحاد.
وأكد مستشار ماكرون، أن فرنسا تعارض الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية، وأنها مستعدة لحل الخلافات الاقتصادية والتجارية مع الصين بشكل سليم.
يُجري كلٌّ من الاتحاد الأوروبي وفرنسا مفاوضاتٍ مع الصين بشأن نزاعاتهما التجارية، حيث خفّفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مؤخراً من لهجتها بشأن التوترات التجارية مع الصين، في ظلّ تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد.
وخلال المكالمة مع بون، انتقد وانج "الهيمنة أحادية القطب" في إشارة إلى الولايات المتحدة. وقال وانج: "الصين مستعدة للحفاظ على علاقات وثيقة رفيعة المستوى مع فرنسا... ورفض وضع المصلحة الذاتية لأي دولة فوق المصالح المشتركة لجميع الدول، ومنع العالم من العودة إلى قانون الغاب".
وقال بون، إن فرنسا ستعمل مع الصين لـ"مقاومة المواجهة بين الكتل"، وفقاً لوزارة الخارجية.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" في ديسمبر الماضي، أن ماكرون يُخطط لزيارة الصين هذا العام. وكان الرئيس شي جين بينج زار فرنسا العام الماضي.
وتُخطط الصين والاتحاد الأوروبي لعقد اجتماعات رفيعة المستوى هذا العام، للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج سيسافر إلى بروكسل في وقت لاحق من هذا العام للقاء فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.