مصادر لـ"الشرق": اتفاقية دفاع مشترك تركية سورية تبصر النور قريباً

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة. 4 فبراير 2025 - Reuters
الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة. 4 فبراير 2025 - Reuters
دمشق -الشرق

قالت مصادر سورية مطلعة لـ"الشرق"، إن نقاشات "متقدمة" جرت بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل 3 أيام في إسطنبول، تناولت بنود اتفاقية دفاع مشترك هي الأولى بين البلدين، وذلك في أول تحرك استراتيجي معلن منذ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر الماضي.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، زار الشرع إسطنبول وبحث مع أردوغان دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وأحدث التطورات على الساحتين الإقليمية والعالمية.

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق المرتقب يأتي لتمهيد الطريق نحو إنشاء قواعد عسكرية تركية، من خلال مراحل متتالية تبدأ بإنشاء بنية عسكرية لتدريب الجيش السوري الجديد، على أن لا يتم إقامة القواعد التركية عبر إعلان مباشر كما كان يجري الترتيب له سابقاً قبل الضربات الإسرائيلية لمطار الـ "T-4"، و "الشعيرات"، وسط سوريا أوائل أبريل الماضي.

كما يهدف الاتفاق إلى تخفيف التصعيد، وذلك في إطار تفاهمات جرت مؤخراً مع عدة أطراف، وشملت أيضاً تنسيقاً بين أنقرة وموسكو بهذا الخصوص، وفق المصادر.

وكانت تركيا تسعى قبل التطورات الأخيرة إلى إنشاء قواعد عسكرية معلنة، أبرزها في مطار "T-4" وهو أكبر مطار عسكري في البلاد ويبعد حوالي 60 كيلو متراً شرق مدينة تدمر، وأخرى في "قاعدة الشعيرات الجوية شرقي محافظة حمص، والتي شكلت خلال حكم النظام السابق القاعدة الجوية الرئيسية لطائرات سوخوي المقاتلة"، لكن بحسب المصادر ستكون هذه القواعد وفق الاتفاق الجديد المزمع توقيعه تحت عناوين دفاعية وتدريبية.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الشرق"، فإن الاتفاق السوري التركي سيشمل أولاً إنشاء قواعد تدريبية، تهدف لتدريب قوات الجيش السوري الجديد، ثم تفعيل منظومة رادار ودفاع جوي وطائرات مسيرة ستدخل أيضاً ضمن البرامج التدريبية، بحيث يُشكل الاتفاق التدريبي بوابة وغطاء إنشاء القواعد التركية وسط وشمال سوريا.

وأكدت المصادر أن "القواعد التدريبية" التركية لن يتم إنشاؤها بداية وسط سوريا، بل ستقتصر مبدئياً على شمال البلاد فقط، في "مطار منج العسكري" على بعد 6 كيلو مترات قرب مدينة أعزاز في حلب، ثم لاحقاً في رأس العين شمال غرب محافظة الحسكة على الحدود مع تركيا، على أن يتم في مرحلة متقدمة ترتيب استحداث القاعدة التركية الأكبر في وسط البلاد، وذلك وفق توافقات قادمة ترجح المصادر أنها ستقتصر على مطار "T-4" فقط، وأن الاتفاقية ستقدم بصورة طلب سوري إلى تركيا ضمن إطار تعاون دفاعي تقدم من خلاله تركيا دعماً لوجستياً وتقنياً.

وكانت وسائل إعلام تركية، ذكرت أن القوات المسلحة التركية تُخطط لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا، وذلك في إطار ما تصفه بـ"مكافحة الإرهاب"، وعلمت "الشرق"، من مصادر ميدانية في ريف حلب أن القوات التركية بدأت فعلياً تجهيز مطار منج العسكري، الواقع على طريق حلب -أعزاز والمعروف بـ"أوتستراد غازي عنتاب"، ليكون أول قاعدة عسكرية تركية رسمية في سوريا.

وأشارت المصادر إلى أن القوات التركية باشرت تجهيزات لوجستية مكثفة في الموقع، تضمنت بناء سور أسمنتي حول المطار، وتثبيت وجود عسكري دائم، وسط انتشار قوات تركية داخل المطار منذ أيام، تزامناً مع زيارة وفد تركي للموقع ومعاينته ميدانياً.

ويبعد مطار منج حوالي 20 كيلومتراً عن مدينة حلب، ويُعد من المواقع الاستراتيجية شمالي البلاد، إذ كان سابقاً مطاراً عسكرياً قبل أن تسيطر عليه المعارضة السورية عام 2013 و تخرج عن الخدمة.

تصنيفات

قصص قد تهمك