مولدوفا تتهم روسيا بالتدخل في شؤونها والسعي لنشر جنود في إقليم انفصالي

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس وزراء مولدوفا دورين ريتشيان خلال مؤتمر صحافي في العاصمة كيشيناو. 2 أبريل 2025 - REUTERS
رئيس وزراء مولدوفا دورين ريتشيان خلال مؤتمر صحافي في العاصمة كيشيناو. 2 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

اتهم رئيس وزراء مولدوفا، دورين ريتشيان، روسيا بالسعي إلى نشر 10 آلاف جندي في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية على الحدود مع أوكرانيا، بهدف "تنصيب حكومة موالية للكرملين في مولدوفا" لتحقيق هذا الهدف، بحسب تعبيره.

وتحتفظ موسكو بعدد محدود من الجنود في ترانسنيستريا، المنطقة التي يسيطر عليها الانفصاليون منذ 33 عاماً في نزاع مجمد. غير أن هذا الجيب المحاصر بين أوكرانيا وحكومة مولدوفية موالية للاتحاد الأوروبي يحول دون قدرة روسيا على إرسال مزيد من القوات إليه.

وقال ريتشيان لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن روسيا تتدخل في الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل، على أمل أن تُسفر عن حكومة أكثر تعاوناً تسمح لها بنشر مزيد من القوات.

وأضاف: "هذا جهد ضخم لتقويض الديمقراطية في مولدوفا"، مشيراً إلى أن الحكومة تركز بالكامل على ملف ترشيح البلاد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتابع: "هم يريدون تعزيز وجودهم العسكري في منطقة ترانسنيستريا".

وأوضح ريتشيان، أن "جهود التدخل الروسي شملت بث دعاية إلكترونية، وتحويل أموال غير قانونية إلى أحزاب وناخبين"، مضيفاً أن روسيا أنفقت في عام 2024 ما يعادل 1% من الناتج المحلي الإجمالي لمولدوفا على حملات التأثير.

وفي أكتوبر الماضي، أُقر استفتاء الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بفارق ضئيل بلغ 0.7% فقط من أصوات الناخبين، وذلك بعد ما وصفته حكومة ريتشيان بـ"حملة تأثير روسية هائلة".

وقال ريتشيان: "يمكنكم تخيل حجم النفوذ والضغط الذي سيُشكله وجود 10 آلاف جندي على الجزء الجنوبي الغربي من أوكرانيا.. وكذلك على مقربة من رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن الكرملين لم يرد على الفور على طلبها التعليق على الأمر.

تراجع الوجود العسكري الروسي

وكانت أعداد كبيرة من جنود روسيا قد انتشرت في ترانسنيستريا بعد عام 1992، حين حشدت موسكو قوات لدعم الإقليم في حربه من أجل الاستقلال عن مولدوفا.

لكن الوجود العسكري الروسي هناك تراجع منذ ذلك الحين، ويُقدر حالياً بنحو 1500 جندي يحملون العلم الروسي، معظمهم من السكان المحليين الذين التحقوا بالقوة، مع عدد قليل من الجنود الروسي.

وقال ريتشيان: "في الوقت الحالي، قواتهم هناك تكاد تكون بلا تأثير، لكن مع زيادة الوجود العسكري في ترانسنيستريا التي يمكن أن تسمح بها حكومة موالية لموسكو، سيتمكنون من تعزيز وجودهم"، مضيفاً أنه استند في تقدير هدف نشر 10 آلاف جندي إلى تقارير استخباراتية.

ويركز عمل معظم القوات الروسية في ترانسنيستريا، على تأمين مستودع كبير للأسلحة المتبقية من الحقبة السوفيتية. وقد طالبت كيشيناو مراراً بسحب هذه القوات، معتبرة أن وجودها يشكل انتهاكاً لسيادة مولدوفا.

وقال ريتشيان: "نحن حذرون للغاية لأن دعاية روسيا وآليات تواصلها قوية للغاية، وهم ينفقون أموالاً كثيرة على ذلك".

وأوضح ريتشيان، أن حرس الحدود المولدوفين ضبطوا مواطنين عائدين من روسيا بحوزتهم ما يصل إلى 1.2 مليون دولار نقداً، بينما تبين أن 130 ألف ناخب في الانتخابات الرئاسية العام الماضي تلقوا أموالاً من مصادر روسية.

وقال: "وعلى هذا الأساس، علينا تعزيز دفاعاتنا أيضاً، لكن علينا في الوقت نفسه الوفاء بأجندتنا". وأضاف أن حكومته ما زالت تركز على "الهدف الاستراتيجي المتمثل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

تصنيفات

قصص قد تهمك