قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج لـ"الشرق"، إن الولايات المتحدة لن تنتظر الوصول إلى تسوية مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي، لإيجاد حل سياسي في اليمن، في وقت شددت فيه الخارجية اليمنية على أنها لن تقبل تحول النزاع في اليمن إلى "ورقة تفاوضية" في يد إيران.
وتحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ استلامها السلطة مطلع العام الحالي، العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وإنهاء الحرب في اليمن، حيث تدعم إيران جماعة الحوثي اليمنية.
وقال تيم ليندركينج لـ"الشرق"، على هامش مشاركته في قمة "حوار المنامة" في العاصمة البحرينية، إن الولايات المتحدة تكثف مشاوراتها مع دول الخليج وحلفائها في أوروبا بهدف تنسيق المواقف، قبل استنئاف محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا.
ولفت المبعوث الأميركي إلى أنه قام بجولة في الشرق الأوسط برفقة المبعوث الأميركي إلى إيران روب مالي، مضيفاً أن الهدف من الزيارة كان "إجراء محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن إيران، قبل استئناف المحادثات في فيينا، وأمضينا يوماً كاملاً في ذلك في الرياض".
وتابع: "في اليوم الموالي، التقينا أصدقاءنا في المملكة المتحدة وألمانيا، وبعد ذلك مصر والأردن. كل ذلك كان جزءاً من المشاورات التي أراد روب مالي القيام بها مع حلفائنا، قبل التوجه إلى فيينا من أجل استئناف محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران".
"إيران تطيل الحرب في اليمن"
وقال ليندركينج: "شاركت في هذه المشاورات لأنني أشتغل على ملف اليمن، والكل يعلم أن إيران تلعب دوراً في اليمن، وهو دور لا يساعد في إنهاء النزاع، إنما يغذي استمراره".
وأضاف المبعوث الأميركي أن "إيران تنفي إطالتها الحرب في اليمن، لكننا نعلم أنها تقوم بذلك. ونود أن نرى إيران تلعب دوراً بناءً في اليمن، وهو ما يتطلب تغيير سلوكها الحالي".
واعتبر ليندركينج أن "تقدم محادثات فيينا في حال وصول الولايات المتحدة وأوروبا وإيران إلى توافق لإحياء الاتفاق النووي، قد تساعد في تغيير دور إيران في اليمن".
وتابع: "أنا أتطلع لتحقيق تقدم في المحادثات مع إيران، لكن في الوقت ذاته لا يمكننا الانتظار حتى حدوث ذلك، لذلك واشنطن لديها مبعوث خاص إلى اليمن".
وأوضح ليندركينج أن الرئيس جو بايدن "يريد إنهاء النزاع المسلح في اليمن، والعمل على تعزيز العمل الإنساني لمساعدة الشعب اليمني، هذا ما طلبه مني، وهذا هو الهدف الذي أريد الوصول إليه".
واشنطن تدعم السعودية
واستبعد المبعوث الأميركي اللجوء إلى حل عسكري لإنهاء الحرب في اليمن، قائلاً: "بطريقة أو بأخرى، يجب على كل أطراف النزاع إيجاد طريقة للجلوس على طاولة الحوار. لأن هذه هي الطريقة التي ستحل بها الأزمة اليمنية، وليس عن طريق الحرب".
في الوقت ذاته، أضاف ليندركينج أن "الولايات المتحدة تدعم حق المملكة السعودية في الدفاع عن نفسها. فهذا أمر مهم جداً بالنسبة لحماية السعودية والمواطنين السعوديين والجالية الأميركية التي تعيش في المملكة. هذا هو هدفنا".
وتابع ليندركينج: "لكن في آخر المطاف، المفاوضات السياسية هي الطريقة التي ستحل بها الأزمة في اليمن".
"ورقة تفاوضية"
من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك لـ"الشرق"، إن إيران توظف اليمن من أجل "زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط".
وأشار عوض إلى أن إيران وراء تعنت جماعة الحوثي اليمنية، ورفضها التفاوض بشأن حل سلمي، مضيفاً أن الجماعة "ترفض الحوار وتستمر في تصعيدها".
وتابع: "هذا الأمر واضح من خلال مهاجمة الحوثيين للسفارة الأميركية في صنعاء، واحتجاز الموظفين فيها. هذا تصعيد مستمر ورسائل سلبية لم يتوقف الحوثيون عن إرسالها منذ بداية الأزمة".
ولفت رئيس الدبلوماسية اليمني إلى أن بلاده تعتبر أن محادثات القوى الدولية مع إيران، يجب أن تتضمن "ثلاث قضايا أساسية. أولاً برنامجها النووي، وثانياً برنامج صواريخها الباليستية، وأخيراً مخططها التوسعي في المنطقة بإحداث حالات عدم استقرار في اليمن، وفي أماكن أخرى في المنطقة".
لكن في الوقت ذاته، قال عوض: "لا نريد أن تتحول القضية اليمنية إلى ملف تفاوضي مقابل الملف النووي الإيراني. وكنا واضحين في هذه القضية منذ البداية".
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي "أكد لي أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لن تقبل أن تتحول اليمن إلى ورقة تفاوضية بيد إيران أمام ما يمكن أن تحصل عليه في الملفات الأخرى".
"استبعاد سيطرة الحوثيين على مأرب"
وطالب وزير الخارجية اليمني المجتمع الدولي بممارسة ضغوط أكبر على جماعة الحوثي من أجل وقف هجومها على مدينة مأرب، واستبعد في الوقت ذاته نجاح الحوثيين في السيطرة عليها.
وقال إن "مأرب مدينة نفطية، وهي كذلك بوابة لمدن نفطية أخرى، مثل حضرموت وشبوة. تنظيم الحوثي يعتقد أن التقدم نحو مأرب سيعطيه بعض التميز، فمنذ فبراير من العام الماضي وهو يتحدث عن السيطرة على مأرب، ونحن مقتنعون بأن هذا حلم بعيد المنال".
وتابع: "نعتقد أن الضغوط الدولية ليست بحجم ما يحدث في مأرب. فالضغوط التي واجهتها الحكومة اليمنية حينما كان الجيش الوطني يتجه نحو تحرير مدينة الحديدة، أكبر بفارق كبير من الضغوط الدولية التي تمارس على الحوثي الآن في هجومه على مأرب".
وأضاف: "لذلك نطلب مزيداً من تضافر الجهود للضغوط على الحوثي، من خلال العقوبات وأي وسائل أخرى ممكنة لإيقاف العدوان".