مصر تدعو لإصلاح الأمم المتحدة وتمثيل إفريقيا بمجلس الأمن

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال كلمته في "حوار المنامة"، 20 نوفمبر 2021 - twitter/IISS_org
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال كلمته في "حوار المنامة"، 20 نوفمبر 2021 - twitter/IISS_org
المنامة -الشرق

انتقد وزير الخارجية المصري سامح شكري، السبت، ما سماه "عدم منطقية الهيكل الحالي للأمم المتحدة لأنه من دون أي تطوير منذ أربعينيات القرن الماضي"، كما أن "مجلس الأمن لا يعكس التوزيع الجغرافي الحقيقي للنظام العالمي، إذ تعاني القارة الإفريقية بشكل فج من التمثيل غير العادل، كما يستوجب الأمر مراجعة المفهوم الخاص بحق النقض".

وأضاف في كلمة في "حوار المنامة" أن "الحاجة أم الاختراع هو عنوان لتطور الإنسان عبر تاريخه السحيق، ولم تكن نشأت وتطور المنظمات الدولية إلا حلقة في سلسلة هذا التطور، فبعد الحرب العالمية الثانية تأسست الأمم المتحدة بميثاقها، وآلياتها المعروفة فيما تزامن ذلك مع نشأة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية، وصولاً إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن "المنظمات والتجمعات ابنة ظروف نشأتها، وتحديات عالمها المحيط، والحقيقة أن تجارب العمل الدولي، برهنت على جدواها ومحوريتها في مراحل عدة".

وتابع شكري: "من الأمثلة على ذلك أدوار الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن في تسوية النزاعات الدولية والإقليمية، ومساهمات قوات حفظ السلام في مناطق النزاع، ودور منظمات ووكالات الأمم المتحدة في توفير المساعدات الإنسانية والإغاثية".

وأكد شكري أن "جامعة الدول العربية لعبت منذ تأسيسها عام 1945، دوراً محورياً في تعزيز التعاون ودعم الاستقرار الإقليمي ومساندة الدول العربية للاستقلال عن الاستعمار، كما أسهمت في احتواء الأزمات العربية وتسويات الخلافات بين أعضائها".

عقبات المنظمة الأممية

وأشار الوزير المصري إلى أن "المنظمة الأممية واجهت عقبات، ومرّت بإخفاقات غير هينة، كان بعضها جسيماً إلى درجة خيبة الأمل باتجاه العمل متعدد الأطراف برمته، والتشكيك في عدالته ونجاعته، ولعل أهم مثال لنا في منطقتنا هو مسار التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية".

وأشار شكري إلى أن "المنظومة المتعددة الأطراف فشلت في إخلاء العالم من خطر التسلح النووي، ولا تزال عاجزة عن إيجاد فرص حلول عديدة لعدد من الصراعات المسلحة، كما لم تتمكن من تحقيق العدالة الواجبة في توزيع أعباء تغير المناخ، وتوزيع اللقاحات".

وتابع شكري: "تحديات اليوم باتت تختلف عن الأمس وبشكل جذري، فبعدما كانت التهديدات أغلبها عسكرية ومرتبطة بالتعاون من أجل التنمية، أصبحنا اليوم نواجه تصاعداً في المخاطر المرتبطة بالإرهاب متعدد الأوجه والأذرع عبر الحدود، والذي يعمل ليل نهار على تفتيت المجتمعات وهدم مفاهيم الدولة الوطنية، لصالح ترويج أفكار تسعى إلى رد المجتمعات إلى هويات ضيقة وعصبية، وإلى كراهية الآخر وتدمير كل ما من شأنه دفع الإنسانية نحو التقدم".

وتابع شكري: "إن ما يملكه هذا التهديد من أدوات وآليات حديثة ومخادعة وأذرع أخطبوطية للتمويل والتجنيد، وقدرة على التخفي وراء إمكانيات تكنولوجية فائقة، تظهر أهمية تكاتف كل الجهود الدولية بشكل جاد وحازم لتجفيف منابعه وحماية البشرية منه".

وأكد "الحاجة لتطوير أطر العمل الدولي، والإقليمي متعدد لأطراف، سواء من ناحية المفاهيم أو ناحية العمل، ولعل المسؤولية تقتضي إزاء هذه التحديات المتطورة، تقييم منظومة العمل متعددة الأطراف، والاعتراف بالحاجة الملحة بالعودة إلى القيم الأمم المتحدة التي نص عليها ميثاقها".

وشدد على "عدم منطقية الهيكل الحالي للأمم المتحدة، من دون أي تطوير منذ أربعينيات القرن الماضي"، مشيراً إلى أن "مجلس الأمن لا يعكس التوزيع الجغرافي الحقيقي للنظام العالمي، وتعاني فيه القارة الإفريقية بشكل فج من التمثيل غير العادل، كما يستوجب الأمر مراجعة المفهوم الخاص بحق النقض".

الملف الإيراني

في الجلسة ذاتها التي حملت عنوان "تعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول"، تطرق الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، إلى  الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015، مشيراً إلى أن "دول الخليج رحبت بالاتفاق، ولكن الأمر يتطلب تغيير السلوكيات الإيرانية في المنطقة، والتي لم تتغير بين عامي 2015 و2020".

وأضاف: "نحن نطالب باتفاقيات أقوى وأطول أمداً، إذ لدينا مخاوفنا الشرعية حيال مفاوضات فيينا، وبألا تكون المفاوضات محصورة بخطة العمل المشتركة، ويجب أن تشمل سلوكيات إيران في المنطقة، وهذا أمر مهم جداً، والجميع شعر بهذه العدائية من خلال تدخلاتها في سوريا والعراق واليمن، كما أننا نرى اعتداءات يومية، ضد السعودية من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران".

جاء ذلك بعد تحذير المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، على هامش "حوار المنامة"، من أن طهران تقترب من نقطة اللاعودة لإحياء الاتفاق النووي، بعدما عززت مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل استئناف المحادثات، الشهر الجاري.

وأضاف أن إيران تخاطر بأن يكون "من المستحيل" الحصول على أي فائدة من إحياء الاتفاق، الذي بقي معلقاً منذ انسحاب الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب منه في عام 2018.

وتابع: "سيأتي وقت إذا استمرت إيران في هذه الوتيرة من التقدم الذي حققته، يكون من المستحيل، حتى لو كنا سنعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، استعادة المكاسب التي حققها الاتفاق".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات