ما جديد المساعي الأميركية لإبعاد الصين عن إفريقيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
العلمان الأميركي والصيني يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي  - REUTERS
العلمان الأميركي والصيني يرفرفان خارج مبنى شركة في شنغهاي - REUTERS
دبي- الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تكثّف جهودها لإقناع غينيا الاستوائية برفض محاولة الصين بناء قاعدة عسكرية على ساحلها المطل على المحيط الأطلسي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين، قولهم إن وفداً من كبار المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين الأميركيين يخطط لزيارة غينيا الاستوائية، هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن يناقش الوفد المساعدة الأميركية لمكافحة القرصنة وغيرها من الحوافز التي تهدف إلى إقناع رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج نجويما مباسوجو، برفض خطوة بكين، وفقا للصحيفة.

ويترأس الوفد مولي في، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، والجنرال كينيث إيكمان من القيادة العسكرية في إفريقيا (أفريكوم).

تمدد صيني

وتتزامن الزيارة مع القلق الأميركي المتزايد بشأن التمدد العالمي للصين وسعيها إلى إرساء وجود عسكري دائم في المياه التي تعتبرها الولايات المتحدة َضمن دائرة نفوذها.

وذكرت "وول ستريت جورنال" في ديسمبر الماضي، أن تقارير استخباراتية أميركية سريّة تشير إلى أن الصين تعتزم بناء أول قاعدة لها في المحيط الأطلسي في غينيا الاستوائية، على الأرجح في مدينة باتا.

ولدى مدينة باتا بالفعل ميناء تجاري صيني بمياه عميقة بما يكفي لرسو السفن.

وفي وقت لاحق، كرر رئيس القيادة الأميركية في إفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند، ما أشارت إليه الصحيفة، إذ أخبر إذاعة صوت أميركا في يناير، بأن بكين "عازمة على بناء قاعدة جوية عسكرية أو منشأة بحرية في غينيا الاستوائية".

وتقوم الشركات الصينية المملوكة للدولة ببناء الموانئ والبنية التحتية الأخرى في جميع أنحاء إفريقيا، من الطرق السريعة في كينيا إلى المستشفيات في المناطق النائية بغينيا الاستوائية.

"أهداف تجارية"

ويقول خبراء صينيون إن القاعدة العسكرية في باتا ستلائم النموذج الصيني لدمج الأهداف التجارية والسياسية، لأنها ستمنح الجيش الصيني مكاناً لتجديد وإعادة تسليح السفن الحربية في المحيط الأطلسي وتمنح الشركات الصينية إمكانية الوصول إلى المناطق الداخلية من وسط إفريقيا عبر الطرق السريعة الممتازة في غينيا الاستوائية.

وبحسب الصحيفة، تأمل الولايات المتحدة في إحباط أي اتفاق قبل التوقيع عليه، ويبدو أن قادة غينيا الاستوائية على دراية بالنفوذ المحتمل الذي يتمتعون به الآن.

وفي ديسمبر، كتب نجل الرئيس ونائبه تيودورو نجويما أوبيانج مانجي ، على تويتر: "الصين هي نموذج لدولة صديقة وشريك استراتيجي، لكن في الوقت الحالي، لا يوجد اتفاق".

وفي أكتوبر 2021، زار مسؤول كبير في البيت الأبيض الرئيس أوبيانج وابنه في مالابو، العاصمة الواقعة في جزيرة بيوكو، للتعبير عن اعتراض الولايات المتحدة على خطط إنشاء القاعدة الصينية.

مخاوف دولية

وقال رئيس القيادة الأميركية في إفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند لإذاعة "صوت أميركا": "نحن لا نطلب من غينيا الاستوائية الاختيار بيننا والصين، ما نطلبه منهم هو النظر إلى شركائهم الدوليين الآخرين ومخاوفهم، لأن القاعدة العسكرية الصينية في غينيا الاستوائية هي مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وجميع شركائها الآخرين".

وأشار دبلوماسيون أميركيون إلى أن مخاوف الولايات المتحدة بشأن الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان التي تثيرها واشنطن في غينيا الاستوائية تحد من الأدوات التي تمتلكها إدارة بايدن في التفاوض مع عائلة أوبيانج.

لكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنهم قد يحرزون تقدماً من خلال مساعدة غينيا الاستوائية على تأمين المياه التي ينتشر فيها القراصنة في خليج غينيا.

وتنقسم البلاد بين قسم من البر الرئيسي على الحدود مع الكاميرون والجابون، ومجموعة من الجزر في خليج غينيا، وتدر هذه المياه الجزء الأكبر من دخل البلاد في شكل عائدات من النفط والغاز البحرية.

أنشطة القرصنة

وفي السنوات الأخيرة شهد خليج غينيا تصاعداً في أعمال القرصنة، ما يهدد صناعة النفط وحركة المرور البحرية في مياه غينيا الاستوائية.

وعلى مدار العامين الماضيين، كانت هناك 54 حادثة نجح فيها القراصنة في الصعود على متن سفن تجارية أو خاصة، و4 حوادث أخرى انتهت بإطلاق النار، وفقاً لبيانات جمعتها البحرية البريطانية والفرنسية.

ويربط المسؤولون الأميركيون المساعدة الأمنية البحرية بجهودهم المبذولة لإبعاد غينيا الاستوائية عن الصينيين.

وقال الجنرال تاونسند للصحافيين في وقت سابق من فبراير، إن الولايات المتحدة تدعم إنشاء قوة عمل دولية لمكافحة القرصنة في خليج غينيا، على غرار الجهود التي نجحت على ما يبدو في القضاء على مثل هذه الجرائم على الجانب الآخر من القارة قبالة القرن الإفريقي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات