
رفضت إيران الطلب الأميركي بالالتزام العلني بخفض التصعيد في الشرق الأوسط، مقابل إزالة واشنطن اسم "الحرس الثوري" الإيراني من قائمتها لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، حسبما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري عن مصادر.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم بأن البيت الأبيض "شدد خلال الأيام الأخيرة موقفه بشأن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب"، مشيراً إلى أن واشنطن "قلقة من التداعيات السياسية المحلية للاتفاق المتعلق بالحرس الثوري الإيراني".
وتواجه جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، شكوكاً متزايدة من قبل الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس، وذلك بشأن إمكانية أن يؤدي الاتفاق إلى توجيه مليارات الدولارات إلى موسكو، فيما أعرب الجمهوريون عن غضبهم من إمكانية إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.
كما وصف 3 من كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين بإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في بيان مشترك خطوة إدارة بايدن بأنها "استسلام خطير".
رفض إيراني
وأوضح "أكسيوس" في تقرير أن المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي بحث في الأسابيع الأخيرة بشكل غير مباشر مع الإيرانيين وذلك عن طريق منسق الاتحاد الأوروبي بمحادثات فيينا إنريكي مورا، ملف "الحرس الثوري".
وأوضح "أكسيوس" أن أحد المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة خلال المفاوضات هو أن تقوم إدارة بايدن بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمتها لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية" مقابل التزام علني من إيران بخفض التصعيد في المنطقة.
وذكر مصدران أميركيان للموقع أن "الإيرانيين لم يوافقوا على الطلب الأميركي، لكنهم اقترحوا إعطاء الولايات المتحدة خطاباً جانبياً خاصاً بدلاً من ذلك".
وأفاد الموقع بأن مسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية الأميركية رفض التعليق على الموقف الإيراني، لكنه قال إن بلاده "كررت موقفها من تسمية الحرس الثوري الإيراني للإيرانيين قبل يومين وتنتظر الرد".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قال، الاثنين، إن بلاده "تنتظر حتى ما بعد عطلة عيد النوروز التي تستمر أسبوعين لتحديد ما إذا كانت إيران مستعدة للتحرك بشأن مطالبها" في محادثات فيينا.
المسؤول الأميركي الكبير أكد لاحقاً لـ"أكسيوس"، أن "تعليقات برايس لا تعني أن الولايات المتحدة ستنتظر حتى بعد عطلة النوروز، لكنها تتوقع تلقي الرد الإيراني في غضون أيام".
تطورات الاتفاق النووي
وبعد 11 شهراً من المفاوضات في فيينا، تقول كلا من إيران والولايات المتحدة حالياً إن الكرة في ملعب الطرف الآخر لإحياء الاتفاق، الذي من شأنه كبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الصارمة عن الاقتصاد الإيراني.
من جهته قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، إن بلاده والقوى العالمية أقرب من أي وقت مضى لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ولفت عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي في دمشق برفقة نظيره السوري فيصل المقداد، إلى أنه "إذا تصرفت الولايات المتحدة بشكل عملي، فنحن على استعداد لأن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية".
وتابع: "قدمنا مقترحاتنا الأخيرة إلى الولايات المتحدة من خلال منسق الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق نهائي"، مشيراً إلى أنه ذكر لـ"الأميركيين أننا لن نتجاوز خطوطنا الحمراء".
وفي المقابل قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأربعاء، إن بلاده وحلفاءها "أحرزوا تقدماً في المحادثات النووية"، مؤكداً أن عدد من "القضايا لا تزال قائمة، وليس من الواضح ما إذا كان سيتم حلها".
وأضاف سوليفان للصحفيين: "من غير الواضح ما إذا كان ذلك سينتهي أم لا لكن الحلفاء يحاولون استخدام الدبلوماسية لإعادة برنامج إيران النووي إلى الصندوق مرة أخرى".
وسبق أن طرحت إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة والمعارضة بشدة للاتفاق النووي، مسألة "الحرس الثوري" بشكل رسمي، الجمعة الماضية، من خلال بيان مشترك لرئيس وزرائها نفتالي بينيت ووزير خارجيتها يائير لبيد، حضا فيه على عدم شطب الحرس الثوري من القائمة السوداء، متهمينه بـ"قتل آلالاف" الاشخاص.
وأدرجت إدارة ترمب "الحرس الثوري" على هذه القائمة في العام 2019 بعد زهاء عام من قراره الانسحاب الأحادي من الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015.
وأبدى بايدن الذي خلف ترمب في منصب الرئيس، رغبته في العودة إلى الاتفاق، بشرط عودة طهران للامتثال لكامل التزاماتها التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن.
وهذا الأسبوع أكدت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات النووية لوكالة "فرانس برس"، أن إحدى النقاط المتبقية ضمن أي تفاهم يعيد إحياء الاتفاق، هي إصرار طهران على رفع اسم "الحرس الثوري" من هذه القائمة التي تضم جماعات من قبيل تنظيمي "داعش" و"القاعدة".