
اعتبر إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، الذي سيصبح قريباً مالكاً لموقع "تويتر"، أن تجميد الموقع لحساب صحيفة بعد نشرها "خبراً حقيقياً"، كان "أمراً غير لائق بشكل لا يُصدّق".
واعتبرت "بلومبرغ" أن ماسك كان يشير إلى تعامل "تويتر" مع تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية في عام 2020 عن هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي جو بايدن.
وكان هانتر بايدن آنذاك عضواً في مجلس إدارة شركة الغاز الأوكرانية "بوريسما"، وزعم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، أثناء الحملة الانتخابية ضد جو بايدن، وجود تعاملات مشبوهة غير محددة لأسرة بايدن، رغم عدم وجود دليل على ارتكاب أي مخالفات في هذا الصدد، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
"أبرز مؤيد للرقابة"
وكان ماسك يعلّق على تغريدة نشرها مقدّم مشارك لبودكاست حول السياسة الأميركية، وتوصف فيجايا جادي، أبرز المسؤولين القانونيين في "تويتر"، بأنها "أبرز مؤيد للرقابة" في الموقع، علماً أن مؤسس "تسلا" لم يذكر اسم المؤسسة الإعلامية أو موضوع التقرير الذي تسبب بتجميد الحساب، بحسب "بلومبرغ".
وأشارت إلى أن "تويتر" منع المستخدمين في بداية الأمر من مشاركة الخبر الذي نشرته "نيويورك بوست"، ويزعم بأن لهانتر بايدن صلات غير لائقة بمدير تنفيذي لشركة "بوريسما"، قبل أن يتراجع عن قراره في اليوم التالي.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن هانتر كان محامياً، وعمل سابقاً في جماعات ضغط، كما انضم إلى مجلس إدارة "بوريسما" حين كان والده نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، ويساهم في إدارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في أوروبا الشرقية. وأصرّ ترمب وآخرون على أن هانتر بايدن كان يستغل اسم والده، وأثاروا اتهامات بالفساد اعتبرتها الوكالة بلا أساس.
"لم أفعل شيئاً غير أخلاقي"
وتطرّق هانتر بايدن إلى هذا الأمر في كتاب مذكرات أصدره عام 2021، وهو بعنوان "أشياء جميلة"، علماً أن الجمهوريين حاولوا استغلال هذه المسألة خلال انتخابات الرئاسة التي نُظمت في 3 نوفمبر 2020.
وكتب هانتر: "لم أفعل شيئاً غير أخلاقي، ولم أُتهم إطلاقاً بارتكاب مخالفات. في بيئتنا السياسية الحالية، أعتقد أنه لن يحدث أي فرق إذا شغلت هذا المركز أم لا. سأتعرّض لهجوم على أي حال. ما أؤمن به في المناخ الحالي، هو أن ما أفعله أو ما لم أفعله ليس مهماً. لم تكن الهجمات موجهة إليّ، بل كانت تستهدف والدي".
وأضاف: "بعدما علمتُ كل هذا الآن، لن أفعل ذلك مرة أخرى. لن أشغل مقعداً في مجلس إدارة بوريسما. على ترمب البحث في مكان آخر للعثور على إلهاء مناسب لسلوكه الذي يستوجب عزله".
واعتبر هانتر بايدن في مذكراته أن سوء تقديره الوحيد تمثل في أنه لم يرجح، في عام 2014 عندما انضم إلى مجلس إدارة "بوريسما" للمساعدة في الإشراف على ممارساتها، أن ترمب سيكون في البيت الأبيض بعد 3 سنوات.
ترمب وبوتين وهانتر بايدن
في ديسمبر 2020، نفى ترمب "أي علاقة له بالمقاضاة المحتملة لهانتر بايدن أو عائلة بايدن"، مؤكداً أن ما تردد عن هذا الشأن هو "مجرد أخبار زائفة".
جاء ذلك بعدما أعلن هانتر بايدن أنه أُحيط علماً بأن هناك تحقيقاً فيدرالياً في ولاية ديلاوير يتعلق بوضعه الضريبي. وأعرب عن ثقته بأن "مراجعة مهنية وموضوعية ستُظهر أنني أدرت أعمالي بشكل قانوني وسليم، بما في ذلك الاستفادة من مستشاري ضرائب محترفين".
في مطلع الشهر الجاري، قال أبرز موظفي البيت الأبيض، رون كلاين، إن جو بايدن واثق من أن نجله هانتر لم يُبرم أي صفقات تجارية تخالف القانون، كما أوردت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وأشارت إلى فتح تحقيق منذ عام 2020 في التعاملات التجارية لهانتر، مستدركة أن الإجراءات تسارعت في الأسابيع الماضية بعد العثور على جهاز كمبيوتر محمول في ورشة إصلاح في ديلاوير، تم التأكد من أنه يعود إليه.
دعا ترمب في مارس الماضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الكشف عن أي معلومات قد تكون لديه بشأن هانتر. وقال: "زوجة رئيس بلدية موسكو قدمت 3.5 مليون دولار لهانتر بايدن وعائلته. هذا كثير من المال... أعتقد أن بوتين قد يكون لديه رد على هذا الأمر وأعتقد أن عليه كشفه علناً".
أكد الرئيس السابق مراراً أن هانتر تلقى مالاً من إيلينا باتورينا، أرملة الرئيس الراحل لبلدية موسكو يوري لوجكوف، في محاولة لـ"كسب ودّ جو بايدن"، لكن الأخير نفى ذلك.
اقرأ أيضاً: