هدنة مرتقبة في "آزوف ستال".. وأوكرانيا تدعو لمهلة أطول للإجلاء

time reading iconدقائق القراءة - 13
منظر جوي لحريق في محيط مصنع "آزوف ستال" في ماريوبل، إثر قصفه. 5 مايو 2022 - REUTERS
منظر جوي لحريق في محيط مصنع "آزوف ستال" في ماريوبل، إثر قصفه. 5 مايو 2022 - REUTERS
دبي-الشرقوكالات

يدخل محيط مصنع "آزوف ستال" للصلب، آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبل الساحلية الجنوبية، هدنة أحادية الجانب أعلنتها القوات الروسية، اعتباراً من الخميس ولمدة 3 أيام، فيما تستمر المعارك في بقية مناطق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الأربعاء، إن قواتها "ستفتح ممراً إنسانياً لإجلاء المدنيين من مصنع آزوف ستال للصلب، من الثامنة صباحاً إلى السادسة مساءً بتوقيت موسكو (5 صباحاً- 3 مساءً بتوقيت جرينتش) أيام 5 و6 و7 مايو". 

وأضافت الوزارة: "خلال هذه الفترة ستوقف القوات المسلحة الروسية ووحدات جمهورية دونيتسك الشعبية (الانفصاليون الموالون لروسيا) إطلاق النار والأعمال العدائية من جانب واحد" لإجلاء المدنيين المتحصنين بمصنع "آزوف ستال" إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بحسب وكالة "فرانس برس".

في المقابل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة ألقاها صباح الخميس، إلى "هدنة مطولة لتأمين عمليات الإجلاء"، مشيراً إلى استعداد كييف لتأمين وقف إطلاق نار في ماريوبل، بحسب وكالة رويترز.

وأضاف زيلينسكي: "الأمر ببساطة سيستغرق وقتاً لإخراج الناس من هذه الأقبية ومن هذه الملاجئ تحت الأرض. وفي الظروف الراهنة لا يمكننا استخدام معدات ثقيلة لشق الطريق عبر الحطام. علينا تنفيذ كل هذا يدوياً". 

أقبية "آزوف ستال"

يشكل الاستيلاء على ماريوبل انتصاراً مهماً للروس لأنه سيسمح لهم بتعزيز مكاسبهم في المناطق الساحلية، عبر ربط منطقة دونباس التي يسيطر عليها الموالون لهم جزئياً، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

وبعد فشل روسيا في السيطرة على العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الحرب، كثفت هجماتها على شرق وجنوب أوكرانيا حيث مدينة ماريوبل، المطلة على "بحر آزوف" أحد الأهداف الرئيسية لموسكو التي تسعى إليها لعزل أوكرانيا عن البحر الأسود، المهم لصادرات القمح والمعادن.

وأعلنت روسيا تحقيق النصر في ماريوبل في 21 أبريل بعد أسابيع من الحصار والقصف، ولكن مئات الأشخاص من مقاتلين ومدنيين أوكرانيين لجأوا إلى الأقبية التي بنيت في الحرب العالمية الثانية تحت موقع "آزوف ستال"، الذي قصفته القوات الروسية بكثافة. 

وقال زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو، إنه تم إجلاء 344 شخصاً الأربعاء من ماريوبل والمناطق المحيطة بها إلى مدينة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا على بعد 230 كيلومتراً. لكنه أكد أنه "ما زال هناك مدنيون، ونساء وأطفال".

إجلاء المئات

وأجلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مئات الأشخاص من ماريوبل ومناطق أخرى هذا الأسبوع. لكن مسؤولين أوكرانيين يقولون إن هناك نحو 200 مدني ومقاتلين أوكرانيين ما زالوا محاصرين في ثكنات المصنع تحت الأرض.

ونقلت وكالة "رويترز" عن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أوسنات لوبراني، قولها إنه تم إجلاء أكثر من 300 مدني يوم الأربعاء من ماريوبل ومناطق أخرى في جنوب أوكرانيا ضمن عملية مشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأضافت: "على الرغم من أهمية هذا الإجلاء الثاني للمدنيين من مناطق في ماريوبل وخارجها، فإن هناك حاجة لفعل المزيد لضمان مغادرة جميع المدنيين المحاصرين وسط القتال إلى الاتجاه الذي يرغبون فيه".

ولم يتضح إن كانت الأمم المتحدة تخطط لمزيد من عمليات الإجلاء. ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس الأمن مخصص لأوكرانيا مساء الخميس في نيويورك.

وكان زيلينسكي دعا في اتصال هاتفي الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى المساعدة في "إنقاذ" الجرحى في المرافق المدمرة.

معارك حدودية وفي دونباس وخاركوف

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين الأربعاء، أن واشنطن مدت أوكرانيا بتفاصيل عن موقع المقرات العسكرية الروسية المتنقلة، الأمر الذي ساعد القوات الأوكرانية في قصف هذه الأهداف.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن مسؤولين أوكرانيين قالوا إنهم قتلوا نحو 12 جنرالاً روسياً في مضمار القتال.

ولم يرد البنتاجون ولا البيت الأبيض على طلب من "رويترز" للتعقيب. ولكن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون أخبرت وكالة "فرانس برس" في رسالة بالبريد الإلكتروني بأن "الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية عن ساحة المعركة لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم.. ولكننا لا نقدم معلومات استخباراتية بهدف قتل جنرالات روس".

وميدانيا، واصلت القوات الروسية هجومها في الشرق الأربعاء وقصفت عدداً من الأهداف في الغرب، من لفيف إلى منطقة ترانسكارباتيا الجبلية غير بعيدة عن الحدود المجرية وكانت في منأى عن الحرب حتى الآن.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن مدفعيتها قصفت مواقع ومعاقل أوكرانية عديدة الليلة الماضية مما أسقط 600 مقاتل أوكراني.

وأضافت الوزارة أن "صواريخها دمرت معدات جوية في مطار كاناتوفو في منطقة كيروفوراد بوسط أوكرانيا ومستودعاً كبيراً للذخيرة في مدينة ميكولايف الجنوبية".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، القول إن غارة روسية أودت بحياة شخصين وجرحت 11 آخرين جميعهم مدنيون في قرية شاندريجولوف.

وقالت الإدارة المحلية لمدينة خاركوف إن معارك اندلعت في المدينة الواقعة في شمال شرق البلاد، حيث أودى القصف الروسي بأحد السكان وأصاب صبياً يبلغ من العمر 11 عاماً. كما أفادت السلطات المحلية في ميكولايف بوقوع انفجارات في الجنوب.

وأوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح الخميس "بفضل الإجراءات الناجحة للمدافعين الأوكرانيين، فقد العدو السيطرة على مناطق عدة بالقرب من منطقتي ميكولايف وخيرسون". 

واستهدفت الضربات الصاروخية الروسية في الآونة الأخيرة محطات سكك حديدية في محاولة لوقف شحنات الأسلحة الغربية.

وشنت القوات الروسية هجمات متفرقة على كييف ولفيف في غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا منذ انسحابها من المناطق المحيطة بالعاصمة في مطلع أبريل الماضي.

وعلى الحدود الشمالية بدأت بيلاروسيا حليفة موسكو، الأربعاء، مناورات عسكرية "مفاجئة" لاختبار قدرات رد جيشها، حسبما قالت وزارة الدفاع في هذا البلد.

وأعلنت موسكو مساء الأربعاء أن جيشها أجرى محاكاة إطلاق صواريخ ذات قدرة نووية في جيب كالينينجراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا، وهما دولتان عضوان في الاتحاد الأوروبي. وشارك في هذه التدريبات أكثر من 100 جندي. 

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الوحدات القتالية تدربت أيضاً على "عمليات في ظل ظروف إشعاع وتلوث كيماوي". 

يذكر أن روسيا وضعت قواتها النووية في حالة تأهب قصوى بعد وقت قصير من إرسال قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

حظر النفط الروسي

فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عقوبات واسعة النطاق على موسكو بعد غزوها أوكرانيا، ووفروا في المقابل مساعدات بمليارات الدولارات تشمل أسلحة، تقول كييف إنها تسببت في خسائر روسية فادحة.

وفي محاولة لزيادة الضغط على الاقتصاد الروسي المتضرر بالفعل، اقترح الاتحاد الأوروبي الأربعاء خفض واردات النفط الروسي تدريجياً حتى وقفها تماماً في غضون 6 أشهر، وحظر منتجات التكرير بحلول نهاية العام.

وإذا وافقت جميع حكومات الاتحاد الأوروبي على هذه الخطة فإنها ستأتي في أعقاب حظر بريطاني وأميركي للنفط الروسي.

وقال مصدر إن مندوبي الاتحاد الأوروبي قد يتوصلون إلى اتفاق الخميس أو في غضون أيام بخصوص هذه الخطة التي تستهدف أيضا أهم البنوك الروسية وشبكات البث ومئات الأفراد.

وذكر الكرملين أنه يدرس عدة ردود على خطة الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الإجراءات ستكون باهظة التكلفة للمدنيين الأوروبيين.

وذكر مسؤولون أوروبيون أن مسودة قرار المفوضية تنص على إعفاء مؤقت للمجر وسلوفاكيا وهما دولتان لا تطلان على بحار وتعتمدان كليا على عمليات التسليم عبر خط أنابيب دروجبا. وستتمكنان من مواصلة المشتريات من روسيا في 2023. مع ذلك رفضت بودابست قبول القرار بشكله الحالي ما أثار غضب الحكومة الأوكرانية.

ونقلت "فرانس برس" عن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا القول: "إذا عارضت دولة حظراً على النفط الروسي فهذا يعني شيئاً واحداً: هذا البلد يقف إلى جانب الروس ويشارك في المسؤولية عن كل ما تفعله روسيا في أوكرانيا". 

وارتفعت أسعار النفط متأثرة بمشروع القرار. وارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال، تسليم يوليو، 4.92% منهياً جلسة الأربعاء عند 110.14 دولار، في أعلى مستوى له منذ أسبوعين ونصف. كما ارتفع برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو، 5.27% إلى 107.81 دولار.

حزمة سادسة من العقوبات

وفي حزمته السادسة من العقوبات التي عرضها الأربعاء، اقترح الاتحاد الأوروبي أيضًا استبعاد 3 مصارف روسية إضافية، بما فيها سبيربنك، أكبر مؤسسة روسية، من النظام المالي الدولي سويفت. 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إنه سيناقش هذا الأسبوع مع دول مجموعة السبع الأخرى عقوبات "إضافية" محتملة ضد موسكو. 

وتوصي المفوضية الأوروبية أيضاً بمعاقبة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل الذي ضاعف خطبه الداعمة للتدخل العسكري في أوكرانيا.

وفي كيشيناو عاصمة مولدوفا، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الأوروبيين يخططون "هذا العام لزيادة دعمهم لمولدوفا بشكل كبير عبر تسليم قواتها المسلحة معدات عسكرية إضافية". 

جاء ذلك بعد أيام على هجمات في إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي الموالي لروسيا في مولدوفا، وبعد تصريحات في نهاية أبريل للجنرال الروسي رستم مينكاييف الذي قال إن الاستيلاء على جنوب أوكرانيا سيسمح للروس بالوصول إلى هذه المنطقة بشكل مباشر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات