البيان الختامي لـG7: تقييد نفط روسيا وإعمار أوكرانيا وممر بحري آمن

time reading iconدقائق القراءة - 11
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في صورة خلال اجتماع قمة قادة مجموعة السبع في بافاريا - 28 يونيو 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في صورة خلال اجتماع قمة قادة مجموعة السبع في بافاريا - 28 يونيو 2022 - REUTERS
قلعة إلماو (ألمانيا) -الشرقوكالات

قال زعماء مجموعة السبع إنهم سينظرون في خيارات منع شامل محتمل لكل الخدمات التي تتيح نقل النفط الروسي المحمول بحراًً إلّا إذا كان النفط يباع بأسعار تحت السقف المتفق عليه مع الشركاء، وفقاً لجزء من البيان الختامي اطّلعت عليه "رويترز".

وأضاف زعماء مجموعة السبع في البيان الذي صدر في اليوم الثالث والأخير للقمة المنعقدة في جنوب ألمانيا: "ندعو جميع الدول التي تشاطرنا الرأي إلى التفكير في الانضمام إلينا في ما نفعله".

ويعني القرار وضع سقف لسعر النفط الروسي، عبر حظر نقل النفط الذي يباع بأعلى من السعر الذي ستقترحه المجموعة.

وأكد زعماء الدول السبع الصناعية الكبرى دعمهم القوي لفتح ممر بحري آمن في البحر لأسود لتصدير الحبوب من أوكرانيا.

نادي مناخي

وقال البيان الختامي للقمة إن زعماء المجموعة يهدفون إلى تأسيس "نادي مناخي" لدعم التطبيق الفعال لاتفاقية باريس للمناخ.

وأعربوا عن دعم الطموح الدولي وتشجيع وتسهيل العمل المناخي لإتاحة منافع اقتصادية واجتماعية للتعاون المناخي ودعم وتعزيز الانتقال العادل للطاقة النظيفة.

وقال البيان إن مجموعة السبع تهدف إلى دعم الطموح والشفافية في سياسات معالجة التغير المناخي.

وأشارت المجموعة إلى القلق من أنه "لا الطموح العالمي ولا التطبيق الفعلي الحالي كاف لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ".

وشددت المجموعة على أنها ستكثف من جهودها لمواجهة الآثار السلبية والمضرة للتغير المناخي على الصعيدين الدولي والإقليمي، بما فيها التأثيرات على أمن الطاقة والغذاء.

وأعلن زعماء المجموعة التزامهم بهدف إبقاء الاحترار العالمي تحت 1.5 درجة مئوية ممكناً.

وتعهد زعماء المجموعة بأنهم "لن يساوموا" على أهدافهم المناخية والتنوع الحيوي بما في ذلك الانتقال إلى الطاقة النظيفة والالتزام بالتخلص من الاعتماد على الطاقة الروسية.

تكاليف اقتصادية على روسيا

وتعهد زعماء المجموعة بمواصلة فرض تكاليف اقتصادية شديدة وفورية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ"حرب العدوان غير المبرر على أوكرانيا".

ورحب زعماء المجموعة بقرار الاتحاد الأوروبي استكشاف طرق بالتعاون مع الشركاء لكبح أسعار الطاقة، بما فيها إمكانية وضع سقف مؤقت لأسعار الطاقة.

وأشار البيان إلى أن المجموعة ستعمل لضمان أن روسيا لا تستغل موقعها كمنتج للطاقة للتربح من عدوانها على حساب الدول الضعيفة. ودعوا الدول التي تشاطرهم الرأي في الانضمام لهم.

وقال البيان إن زعماء المجموعة سيستكشفون وسائل لحظر الخدمات التي تمكن من نقل النفط الروسي المباع فوق سعر معين.

وقال الزعماء إنهم سيواصلون العمل بشكل مكثف لمواجهة الآثار الاجتماعية لارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والتي تفاقمت "بفعل الخيار الروسي غير المبرر في أوكرانيا".

وقالت المجموعة إنها تستكشف بالتعاون مع وكالة الطاقة الدولي إجراءات لخفض ارتفاع الأسعار، وأقروا بالحاجة إلى تحسين الأطر متعددة الأطراف لإعادة هيكلة الديون.

وحثوا الدائنين الدوليين بما فيهم الصين على المساهمة بشكل بناء للمعالجة الضرورية لمسألة الديون.

مواجهة المد السلطوي

وأشار الزعماء إلى أنهم سيعملون جاهدين لمواجهة المد السلطوي والمد الرجعي ضد حقوق النساء والفتيات.

وأعلنوا عن تقديم آلية دائمة لمراقبة التزامات مجموعة السبع والتقدم المحرزة تجاه تحقيق المساواة بين الجنسين.

وشددوا على أن مجموعة السبع تبقى ملتزمة بالتنسيق المتواصل لتقليل آثار الحرب في أوكرانيا عالمياً.

وأعلنوا عن التنسيق بشكل وثيق عبر المجموعة وبالتعاون مع الشركاء لتقوية الديمقراطيات ومؤسسات دول المجموعة ضد حملات التضليل بما فيها التلاعب المعلوماتي الأجنبي.

الأمن السيبراني

وأعرب زعماء المجموعة عن دعمهم لجهود توسيع الوصول العالمي للبنى الصحية ذات الجودة لرعاية الأطفال بما فيها عبر دعم جماعي لصندوق تحفيز رعاية الأطفال بقيمة 79 مليون دولار.

وأعلنوا التزامهم بتقوية الأمن الداخلي لدولهم في ظل التهديدات الأخيرة بما فيها "تلك التي تشكلها روسيا وخاصة في الحقل السيبراني، والتمويل غير المشروع".

وأعرب القادة عن قلقهم من استخدام أشكال من العمل القسري في سلاسل الإمداد العالمي بما في ذلك الذي ترعاه الدول لجماعات وأقليات ضعيفة.

وقالوا إنه "نظراً للغزو الروسي لأوكرانيا فإننا سنتخذ خطوات إضافية لزيادة قوة الأمن السيبراني والبنية التحتية الرقمية عبر دولنا".

إعادة إعمار أوكرانيا

وتعهّدت دول مجموعة السبع، "دعم" إعادة إعمار أوكرانيا من خلال مؤتمر دولي وخطة، بحسب ما جاء في مسودّة البيان الختامي التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

وأفادت الوكالة بأن مجموعة السبع وخمس دول ناشئة بينها الهند أدانت حرب روسيا "غير الشرعية" على أوكرانيا.

وأعلن الزعماء التزامهم بإنهاء الدعم العام لقطاع الوقود الأحفوري بنهاية عام 2022، باستثناء "ظروف محدودة" وفقاً لـ"رويترز".

وقالوا إن الاستثمارات في قطاع الغاز يمكنها أن تكون ملائمة في ظل تلك الظروف الاستثنائية كـ"رد مؤقت". 

كما أعلنوا التزامهم بتحقيق الوصول الكامل أو المهيمن إلى الطاقة غير الكربونية بحلول 2035. وتقليل الاعتماد على الطاقة النووية المدنية والبضائع الآتية من روسيا، بما في ذلك العمل معاً لمساعدة الدول على تنويع مصادر إمداداتها.

4.5 مليار دولار لمكافحة الجوع

وقال الزعماء إن العدوان الروسي على أوكرانيا، ومنعها تصدير الحبوب الأوكرانية، أدّى إلى مفاقمة أزمة الجوع، وتعهدوا بمبلغ 4.5 مليار دولار لمكافحة الجوع العالمي، ودعوا شركائهم إلى تجنب فرض قيود "غير مبررة" على التجارة من شأنها مفاقمة تقلبات الأسواق.

وأعلن الزعماء في البيان الختامي، التزامهم بحزمة مساعدات إضافية بقيمة 4.5 مليار دولار أميركي للفئات الأكثر ضعفاً لحمايتهم من الجوع وسوء التغذية.

وكان مسؤول أميركي قال في وقت سابق إن أكثر من نصف هذا المبلغ سيأتي من الولايات المتحدة.

وشددوا على التزامهم بإبقاء أسواقهم الزراعية والغذائية مفتوحة.

وأعلنوا زيادة جهودهم لمساعدة أوكرانيا على مواصلة إنتاج الحاصلات الزراعية في ضوء موسم الحصاد المقبل، ومساعدة المزارعين الأوكرانيين للتعامل مع أزمة نقص الأسمدة.

ودعت المجموعة شركائها لتفادي القيود غير المبررة على التجارة والتي من شأنها أن تزيد من تقلبات الأسواق وزيادة مخاطر انعدام الأمن الغذائي.

ممر بحري آمن 

وأكد زعماء الدول السبع الصناعية الكبرى دعمهم القوي لفتح ممر بحري آمن في البحر لأسود لتصدير الحبوب من أوكرانيا.

وأعلنوا تعاونهم لتحديد أصل واردات الحبوب، بهدف التعرف على شحنات الحاصلات الزراعية الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد صرح للصحافيين في وقت سابق الثلاثاء، لدى سؤاله عما إذا كان لدى زعماء مجموعة السبع خطة لإخراج الحبوب من أوكرانيا "نحن نعمل على ذلك" وفقاً لما ذكرت "رويترز".

وأكد الزعماء في بيانهم الختامي التزامهم برفع نطاق خدمات التغذية في الدول الأكثر عرضة لأخطار سوء التغذية.

وأشاروا إلى أنهم سيواصلون ضمان ألا تستهدف حزم العقوبات على روسيا الغذاء، والسماح بالتدفق الحر لتجارة الحاصلات الزراعية بما فيها تلك القادمة من روسيا.

ودعا الزعماء شركائهم ممن لديهم مخزونات غذائية كبيرة والقطاع الخاص بأن يجعلوا تلك المخزونات متوفرة دون زعزعة الأسواق.

الكرملين يرد

ورداً على سؤال بشأن تأثير الخطوة المقترحة من مجموعة السبع، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الأولوية الرئيسية لروسيا هي "الوفاء بالالتزامات الاجتماعية كافة" وفقاً لما أوردته "رويترز".

وقال بيسكوف إن شركة "غازبروم" الروسية قد تطلب مراجعة البنود التعاقدية مع عملائها إذا دخل القرار حيز التنفيذ.

وشدد على أن "روسيا ليست على دراية كاملة بمقترح مجموعة السبع"، مضيفاً أنه لا يمكنه التعليق على مدى كلفة الخطوة على روسيا.

قمة رباعية

وأفادت مراسلة "الشرق" الثلاثاء بعقد قمة رباعية بين الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

ومن المنتظر أن يعقب القمة التي تعقد في 12:30 بتوقيت جرينتش وتستمر لمدة ساعة ونصف، مؤتمر صحافي للمستشار الألماني، يليه مؤتمر لرئيس الوزراء البريطاني، وثم رئيس وزراء إيطاليا، ثم آخر لقادة مجموعة السبع الآخرين، ثم مؤتمر للرئيس الفرنسي.

"G7 مع أوكرانيا"

وتعهدت مجموعة السبع (G7) بالوقوف مع أوكرانيا "إلى المدى الذي يتطلبه الأمر"، مقترحة وضع سقف لسعر النفط الروسي في إطار عقوبات جديدة للتأثير على موسكو وفقاً لـ"رويترز".

وقال مسؤولون في مجموعة السبع الثلاثاء إن زعماء المجموعة اتفقوا على بحث تحديد حد أقصى لأسعار الواردات من النفط والغاز الروسيين، في محاولة للحد من قدرة موسكو على تمويل غزوها لأوكرانيا.

وجاء في بند من البيان الختامي للمجموعة أطلعت عليه "رويترز" أن الاتحاد الأوروبي سيبحث مع شركاء دوليين سبل تقييد أسعار الطاقة، بما في ذلك بحث جدوى تطبيق قيود مؤقتة على أسعار الواردات.

وأضاف المسؤولون أن ذلك يتعلق بكل من النفط والغاز.

وكانت مجموعة السبع تناقش وضع حد أقصى لأسعار الطاقة الروسية على مستوى العالم لمنع موسكو من الاستفادة من غزوها لأوكرانيا، الذي تسبب في زيادة أسعار النفط والغاز زيادة حادة.

وقفزت عائدات صادرات النفط الروسية في مايو حتى على الرغم من تقليل حجم صادراتها نتيجة العقوبات الغربية.

وكانت الولايات المتحدة أول من دعا إلى إيجاد آلية لتقييد الأسعار التي تدفعها دول أخرى مقابل الحصول على النفط الروسي.

والفكرة هي ربط الخدمات المالية والتأمين وشحنات النفط بحد أقصى لسعر النفط الروسي. وبالتالي إذا رغبت شركة شحن أو تصدير في الحصول على هذه الخدمات، عليها الالتزام بأن يُباع النفط الروسي بما لا يتجاوز الحد الأقصى للسعر.

وسعت إيطاليا، التي يعتمد اقتصادها على الطاقة الروسية، باتجاه توسيع هذا الإجراء ليشمل سعر الغاز أيضا.

وحذر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الأسبوع الماضي من الحاجة إلى ضبط أسعار الطاقة لاحتواء التضخم. وقال إن اعتراض رفاقه الأوروبيين الرئيسي على تقييد أسعار الغاز سببه المخاوف من أن يدفع ذلك روسيا إلى خفض إمدادات الغاز بدرجة أكبر.

وقالت فرنسا إنه لابد من توسيع آلية تقييد الأسعار لتتجاوز المنتجات الروسية من أجل تخفيض الأسعار بشكل أكبر، بما يشمل دول مجموعة السبع التي تبحث عن مصادر للطاقة من بلدان أخرى.

وقال مسؤول أميركي على هامش قمة السبع: "كانت الأهداف المزدوجة لزعماء مجموعة السبع هي استهداف عائدات بوتين بشكل مباشر، خصوصاً من خلال الطاقة، ولكن أيضاً لتقليل التداعيات والتأثير على اقتصادات دول المجموعة وبقية العالم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات