قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يحمل في جولته القادمة للمنطقة أي خطوات جديدة تجاه فلسطين. محدداً 3 سيناريوهات محتملة للتعامل مع مرحلة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضاف الرجوب في لقاء خاص مع "الشرق"، أن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعات بعد الزيارة لبحث الخطوات اللازمة للمرحلة المقبلة، في ضوء عدم قيام الإدارة الأميركية بأي ضغط على إسرائيل لإيقاف سياسة الاستيطان والاحتلال وتقويض حل الدولتين.
وبيّن الرجوب أن الرئيس محمود عباس أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في لقاءهما الأخير، التزامه بتنفيذ حزمة قرارات اتخذتها المؤسسات الفلسطينية، حال عدم حدوث تحول بالموقف الأميركي، واستمرار إسرائيل في مسار عدم إنهاء الاحتلال.
وأوضح الرجوب أن لدى الفلسطينيين "مسحة عتب" على الدول العربية التسع التي ستعقد قمة مع الرئيس الأميركي أثناء زيارته المقبلة، لمناقشة قضايا المنطقة، دون أن يشمل ذلك فلسطين والقضية الفلسطينية، مشيراً في الوقت نفسه إلى تحمل الفلسطينيين جزءاً من المسؤلية عن "التجاهل" الذي يتعرضون له في الإقليم بسبب "الانقسام وتوقف الانتخابات وغيرها".
ونبّه أن الجانب الفلسطيني قرر "عدم التشويش على زيارة بايدن" بالرغم من كونها "لا تحمل جديداً يخص القضية الفلسطينية".
ماذا بعد محمود عباس؟
وفي ردّه على سؤال بشأن الأخبار والشائعات التي راجت مؤخراً بشأن صحة الرئيس محمود عباس، قال الرجوب إن الرئيس الفلسطيني (87 عاماً) في صحة جيدة، مشدداً على أنه "يمارس مهامه، ويسافر، ولديه جدول أعمال على مدار الساعة".
واستدرك الرجوب: "أتفهم قلق الناس بشأن خلافته"، وحدد ثلاثة سيناريوهات لانتقال السلطة في مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس.
السيناريو الأول
أمين سر اللجنة المركزية لـ"فتح"، قال إن السيناريو الأول "إسرائيلي بامتياز، بمباركة أطراف إقليمية، يكرس الاحتلال، وينطوي على إشاعة الفوضى، والانهيار"، وتقسيم الوطن إلى "حارات" يحكمها من أسماهم "أمراء مستفيدون" يوظفهم الاحتلال.
وأضاف الرجوب، أن هذا السيناريو يجب أن يواجه بالرفض من قبل الشعب الفلسطيني.
السيناريو الثاني
وفقاً لـ"الرجوب"، تتولى إدارته "بعض الأطراف الإقليمية، بمباركة إسرائيلية"، ويقوم على تكريس فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وفق معادلة "صيغة هنا (في الضفة الغربية) وصيغة هناك (في قطاع غزة) لإدارة الصراع"، واصفاً هذا السيناريو بأنه "مدمر".
السيناريو الثالث
ورأى الرجوب أن "السيناريو الثالث"، هو "بناء وحدة وطنية على أسس سياسية، وإعادة بناء النظام السياسي على أسس ديمقراطية"، مشدداً: "لن نسمح بتدخل خارجي في صياغة النظام السياسي، ولن يصل أحد إلى قمة الهرم إلّا من خلال عملية ديمقراطية".
وقال الرجوب إن الرئيس محمود عباس الذي وصفه بأنه "ضرورة وطنية" مُطالب ومعه قيادات "حركة فتح" بتقديم رؤية للشعب الفلسطيني للمرحلة المقبلة.
ودعا الرجوب حركة "حماس" إلى إجراء مراجعة شاملة، وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة بقوة السلاح، مضيفاً أن حركة "فتح" أيضاً مطالبة بإجراء مراجعات، والتقدم برؤية للوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، ومواجهة الاحتلال من خلال المقاومة الشعبية المقبولة دولياً".
"إعلان سيادة"
وعلق أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" على الانتخابات الإسرائيلية القادمة والخيارات الفلسطينية لمواجهة حكومة يمينية جديدة محتملة في إسرائيل، قائلاً إن الجانب الفلسطيني لن ينتظر نتائج هذه الانتخابات، وأن عليه بناء استراتيجيته الوطنية بمعزل عن الانتخابات الاسرائيلية.
واختتم الرجوب أن أحد الافكار المطروحة على القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة هي إعلان ممارسة السيادة على أراضي دولة فلسطين المحتلة، لكنه أشار إلى أن ذلك يتطلب "اتفاقاً وطنياً".