
جدّد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل، الاثنين، إرادتهم في تعزيز دعمهم لأوكرانيا بالمال والسلاح، والمزيد من العقوبات والضغط على موسكو رغم التهديدات بقطع إمدادات الغاز الروسي.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، "إنه اختبار مقاومة لمجتمعاتنا. علينا أن نصمد. ليس لدينا خيار".
ويخشى القادة الأوروبيون من ازدياد عداء الرأي العام للعقوبات وسط ارتفاع أسعار الوقود والغاز والطاقة الكهربائية في أوروبا.
وقالت حجّة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا التي عُيّنت الجمعة، إن الحرب في أوكرانيا لها تداعيات على المواطنين "الذين يواجهون أسعاراً مرتفعة جداً للمواد الأولية والطاقة".
وشدد بوريل على أن الوزراء قرروا بـ"الإجماع" الاثنين، مواصلة مساعدة أوكرانيا.
"لا تراجع"
وأعطى الوزراء موافقتهم على الإجراءات الجديدة التي قدمتها المفوضية، وبينها فرض حظر على شراء الذهب من روسيا.
ووافقوا على الإفراج عن دفعة خامسة بقيمة 500 مليون يورو (507 مليون دولار) من "المرفق الأوروبي للسلام" لتمويل توريد الأسلحة والمعدات العسكرية لأوكرانيا.
وقال بوريل رداً على تصريحات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، إن "بعض القادة الأوروبيين صرّحوا أن العقوبات كانت خطأ. لا أعتقد أنها خطأ، هذا ما ينبغي علينا فعله، وسنواصل فعله".
وحذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا نظراءه الأوروبيين خلال الاجتماع من أي محاولة لتخفيف عقوباتهم على روسيا أو الخضوع لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال: "التراجع أو الخضوع لمطالب (بوتين) لن ينجح. لم ينجح ذلك أبداً. إنه فخّ".
ومن جهته، قال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن لدى وصوله إلى بروكسل للاجتماع بنظرائه الأوروبيين: "لسنا في فترة طبيعية. نحن في حقبة تسود فيها شريعة الغاب".
وأضاف: "سحب العقوبات سيكون قاتلاً. مصداقيتنا على المحكّ".
"الاقتصاد الأوروبي يختنق"
وكان أوربان قد ندد الجمعة، بالعقوبات معتبراً أنها "خطأ" لأنها "لم تحقق أهدافها، وحتى أنها على العكس كانت لها آثار جانبية".
وقال أوربان: "اعتقدتُ بداية أننا أطلقنا فقط رصاصة على قدمنا، لكن الاقتصاد الأوروبي أطلق رصاصة على صدره واختنق".
غير أن بوريل يرى أن "العقوبات تعمل" و"توجه ضربة شديدة لفلاديمير بوتين وشركائه، وستتفاقم آثارها بعد على الاقتصاد الروسي".
وأضاف: "نحن بحاجة لصبر استراتيجي حتى توقف روسيا هجومها وتتمكن أوكرانيا من استعادة سيادتها بالكامل".
وقال دميترو كوليبا: "هدف روسيا الحقيقي هو إفقار أوروبا. بوتين يريد تحريض الرأي العام على الحكومات القائمة على أمل استبدالها بقوى راديكالية قد تكون أكثر ملاءمة لروسيا".
وأغلقت موسكو الموانئ الأوكرانية وبدأت بتقليص إمدادات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي التي يعتمد عليها عدد منها، مثل ألمانيا وإيطاليا.
وقالت الوزيرة الألمانية للشؤون الأوروبية آنا لوهرمان: "تحاول روسيا إضعاف معنوياتنا". وتابعت: "نستعدّ لجميع أنواع السيناريوهات".
وتخشى ألمانيا إغلاق خط أنابيب الغاز نوردستريم الذي يمر عبره مقدار الثلث من 153 مليار متر مكعب من الغاز يشتريها الاتحاد الأوروبي سنوياً. ويخضع خط أنابيب الغاز حالياً للصيانة.
التوجه شرقاً
وفيما يبحث الاتحاد الأوروبي عن مزوّدين آخرين، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاثنين، خلال زيارة إلى أذربيجان، اتفاقاً مع هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في القوقاز، لمضاعفة واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الأذربيجاني "خلال بضعة أعوام".
ومدّت أذربيجان الاتحاد الأوروبي بـ8 مليارات متر مكعب في عام 2021.
وتمنع روسيا أوكرانيا من تصدير نحو 20 مليون طنّ من الحبوب و"تحرق محاصيلها"، حسبما قال وزير خارجية لوكسمبورج.
وتتفاوض تركيا والأمم المتحدة على اتفاق بين الطرفين المتحاربين لتصدير مخزون الحبوب الأوكرانية.
كما أكد الكرملين الاثنين، أن بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيبحثان الموضوع في طهران الثلاثاء.
وشدّد بوريل على أن استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا "مسألة حياة أو موت" بالنسبة لعشرات الملايين من الأشخاص.
ولفت إلى أنه "يأمل" أن يتمّ التوصل إلى اتفاق. لكن الاتحاد الأوروبي "لديه شكوك بشأن حسن نية روسيا"، حسبما قال مسؤول أوروبي كبير.
اقرأ أيضاً: