
قالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، السبت، في بيان ثلاثي مشترك، إن النص النهائي الذي صاغه الاتحاد الأوروبي بخصوص إحياء الاتفاق النووي مع إيران "شمل تعديلات إضافية بلغنا من خلالها الحد الأقصى للمرونة".
واعتبرت الدول الثلاث التي يطلق عليها "مجموعة E 3"، في البيان المشترك، أن "إيران للأسف اختارت عدم انتهاز فرصة دبلوماسية حاسمة، وواصلت بدلاً من ذلك التصعيد في برنامجها النووي".
وأضافت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في البيان أنه "بينما نقترب من إبرام اتفاق، فتحت إيران مجدداً قضايا منفصلة مرتبطة بتعهداتها الدولية الملزمة، بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي"، مشيرة إلى أن مطالب إيران الأخيرة "أثارت شكوكاً بخصوص نواياها والتزامها بنتيجة ناجحة بخصوص الاتفاق النووي".
وشددت الدول الثلاث على أن موقف إيران "يتعارض مع تعهداتها الملزمة ويهدد فرص إحياء الاتفاق النووي"، وأنه "لا يمكن بأي حال استخدام الاتفاق النووي كوسيلة لتحرير إيران من تعهداتها الملزمة الأساسية للنظام العالمي بشأن حظر الانتشار النووي".
وأوضحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أنّه "في ضوء إخفاق إيران في التوصل لاتفاق على الطاولة سنتشاور مع الشركاء بخصوص السبيل الأمثل للتعامل مع تصعيدها النووي المستمر وعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
كان نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل قال، في وقت سابق لـ" الشرق"، إن الرد الإيراني على مسودة الاتفاق النووي، "لا يقربنا من إحياء الاتفاق"، مشيراً إلى أن "هناك مجموعة معقدة من المشكلات، ونحن نواصل العمل عليها".
وأضاف باتيل في تصريحاته لـ"الشرق"، أن الولايات المتحدة "لا تزال تتفاوض مع إيران".
مخزون إضافي لليورانيوم المخصب
الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت، الأربعاء الماضي، إنها "لا تستطيع ضمان أن البرنامج النووي الإيراني سلمي حصراً"، بسبب عدم ردّ طهران على مسألة المواقع غير المعلنة المشتبه بأنها شهدت أنشطة غير مصرّح بها.
وقال المدير العام للوكالة رافاييل جروسي، في تقرير نُشر قبل أيام من انعقاد مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إنه يشعر بـ"قلق متزايد" في وقت "لم يُحرز أي تقدّم" في ملف آثار اليورانيوم المخصّب التي عُثر عليها في إيران بأماكن مختلفة لم يتم الإعلان عن أنشطة نووية فيها.
وأوضحت الوكالة أن إيران "واصلت في الأشهر الأخيرة تخزين اليورانيوم المخصّب، وبات مخزونها الآن يتجاوز بأكثر من 19 مرة الحدّ المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015".
وجاء في تقرير اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" قبل أيام من انعقاد مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بلغ حتى 21 أغسطس ما يقدّر بـ3 آلاف و940 كيلوجراماً، بزيادة قدرها 131.6 كيلوجراماً مقارنة بالتقرير الفصلي السابق.
وقال جروسي إنه يشعر بالقلق المتزايد من أن إيران "لم تتعامل مع الوكالة بشأن قضايا الضمانات المعلقة والتي لم يحرز أي تقدم بشأن حلها".
وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، إنه أصبح "أقل تفاؤلاً" حيال التوصل إلى اتفاق سريع بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، مقارنة بما كان عليه قبل وقت قصير.
وأضاف في تصريحات للصحافيين في بروكسل: "يؤسفني أن أقول إنني أقل ثقة مما كنت عليه قبل 28 ساعة إزاء احتمالات إبرام الاتفاق الآن".
يأتي ذلك بعدما قدمت طهران طلباتها وملاحظاتها على مسودة الاتفاق النووي التي طرحها الاتحاد الأوروبي، بعد أكثر من عام من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، أقيمت في العاصمة النمساوية فيينا، في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.
اقرأ أيضاً: