قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي إن هناك "فرصاً ضئيلة جداً" لتحقيق السلام في أوكرانيا، وذلك قبل أسابيع من مرور عام على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكداً في الوقت نفسه دعم الأمم المتحدة لحل الدولتين فيما يتعلق بقضية فلسطين.
وقال كوروشي خلال مقابلة مع "الشرق" بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إنه بينما يرغب في رؤية السلام في أوكرانيا بحلول الذكرى السنوية الأولى للغزو، إلا أن فرص حدوثه "ضئيلة للغاية".
وأضاف أنه "من الواضح أن الجانبين ربما لا يكونا مستعدين بعد لبدء مفاوضات السلام. وربما لا يكونا مستعدين حتى للتوصل إلى هدنة".
وتابع: "الجمعية العامة تحدثت 5 أو 6 مرات بوضوح شديد، وقالت من هو المعتدي ومن هي الدولة التي تعرضت للعدوان. رغبتي (هي) أن أرى نوعاً من العمليات التي يمكن أن تقودنا إلى وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام، والسلام العادل، وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
ورداً على سؤال بشأن إصدار قرارات أممية جديدة تتعلق بالحرب في أوكرانيا، أوضح كوروشي أن ذلك سيعتمد "على الدول الأعضاء، لأنها هي وحدها الجهة التي تقدم القرارات"، مشيراً إلى أنه كانت هناك 6 قرارات بالفعل وربما تكون هناك قرارات جديدة.
حل الدولتين
وفيما يتعلق بالسلام في منطقة الشرق الأوسط، قال رئيس الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "بصفتي، يجب أن أتخذ موقفاً على أساس قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والأسس الحقيقية لهذه الرؤية للمستقبل هي حل الدولتين، والذي لا يعتبر قريباً للغاية من الواقع في الوقت الراهن".
وأضاف كوروشي: "ربما يعتقد البعض أنه يتلاشى. عندما يتلاشى حل الدولتين، من الواضح أن وجهات نظر الجانبين ربما تكون أكثر تشاؤماً مما كانت عليه خلال مفاوضات أوسلو للسلام. أود أن أرى مستقبلاً تكون فيه إسرائيل مسالمة مع فلسطين المسالمة وتعيشان جنباً إلى جنب مع ضمانات متبادلة. لم نصل بعد إلى تلك المرحلة بعد، ولا نتقدم في هذا الاتجاه حالياً".
واستدرك بالقول: "لكن في الوقت الراهن، ما أخشاه بالنسبة لمعظم الأطراف الفاعلة، سواءً كان ذلك في الشرق الأوسط أو خارج الشرق الأوسط، أن الافتقار إلى الرؤية هو الجزء الأكثر إزعاجاً في المستقبل".
سوريا واليمن
ولدى سؤاله عن أهم محاور النقاش خلال لقائه المقرر، الجمعة، مع وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، خاصة فيما يتعلق بأزمة سوريا ومعاناتها بسبب الحرب، أجاب كوروشي: "سأفصل بين المسألتين. اجتماعي مع واحد أو أكثر من الوزراء، لأنه ربما يكون هناك عدد غير قليل من الوزراء يأتون للتشاور".
وحذّر من أنه في سوريا "يوجد أكثر من 13 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة. 13 مليون شخص فقدوا منازلهم بالفعل. إما أنهم غادروا البلاد، أو مشردون داخلياً. إن اقتصاد هذا البلد في وضع صعب للغاية".
وأضاف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي: "على الرغم من أنني كنت آمل بشدة في أن تسفر المشاورات الدستورية في جنيف عن نتائج، في الوقت الراهن، لم تتمخض 12 عاماً عن صورة للمستقبل، ورؤية للمستقبل. كل المشكلات الرئيسية ما زالت قائمة. إنه واحد من الصراعات شبه المجمدة".
وتطرّق إلى أزمة اليمن، بالقول إن الوضع هناك خطير للغاية، فيما يتجه البلد ببطء نحو مرحلة حرجة، عندما يتعلق الأمر بجودة التربة، وبالمياه الصالحة للزراعة والشرب".
وأردف: "الآن لدينا حالة حرب أهلية. تتأثر أحياناً بأطراف خارجية، وثلاثة أرباع سكان البلاد بحاجة ماسة إلى المساعدة. أنا سعيد جداً برؤية مسارات التفاوض في الأزمة، ولكن إذا لم تسفر هذه المسارات عن نتائج في المستقبل القريب جداً، أخشى أننا ربما نواجه كارثة إنسانية".
"الإرهاب في إفريقيا"
وفي تعلّيق على مخاوفه بشأن الإرهاب في إفريقيا، قال المسؤول الأممي: "لدينا أرض خصبة للمنظمات المتطرفة بما في ذلك المنظمات الإرهابية، وهذا ما رأيناه في العامين الماضيين في أجزاء كثيرة من منطقة الساحل، وغرب إفريقيا أيضاً".
وأضاف: "الإرهاب لا يقتصر على غرب إفريقيا، لكن غرب إفريقيا الآن هي أرض خصبة للغاية لهذه المنظمات المتطرفة".
وشدد كوروشي على أنه "بدون تعاون دولي ومساعدة لهذه البلدان، سيكون من الصعب التغلب على الجماعات الإرهابية القوية والمسلحة جيداً نسبياً".
اقرأ أيضاً: