"الطاقة الذرية": إيران تجري تغييراً غير معلن بمنشأة فوردو النووية

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة بالأقمار الاصطناعية لمنشأة فوردو النووية في إيران - 8 يناير 2020 - AFP
صورة بالأقمار الاصطناعية لمنشأة فوردو النووية في إيران - 8 يناير 2020 - AFP
فيينا -رويترز

انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، إيران لإجرائها تغييراً كبيراً غير معلن في الربط بين سلسلتي أجهزة الطرد المركزي (آي.آر6) لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% في محطة فوردو.

وورد في التقرير الموجه إلى الدول الأعضاء، والذي اطلعت عليه وكالة "رويترز"، أن "(رافائيل جروسي) المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) يشعر بالقلق من أن إيران أجرت تغييراً كبيراً في معلومات تصميم محطة فوردو لتخصيب الوقود، في ما يتعلق بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب من دون إخطار الوكالة مسبقاً".

والثلاثاء، أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه يعتزم زيارة إيران في فبراير الجاري، لإجراء مباحثات "أساسية" تهدف إلى حمل طهران على استئناف التعاون بشأن أنشطتها النووية.

وفي نوفمبر الماضي، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يحض إيران على التعاون "على نحو عاجل" مع تحقيق الوكالة في آثار اليورانيوم، التي عثر عليها في 3 مواقع غير معلنة، وقالت الوكالة إنها غير قادرة على ضمان سلمية برنامج إيران النووي، كما تؤكد طهران دائماً.

وأكدت الوكالة أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم وصولاً لنسبة 60% في محطتها النووية فوردو، متجاوزة إلى حد كبير عتبة 3.67% المحددة بموجب الاتفاق النووي، ومقتربة من عتبة 90% اللازمة لصنع قنبلة ذرية.

وفادت محطة "إس إن إن" التلفزيونية الإيرانية، بأن طهران ستبني أيضاً مجموعة جديدة من أجهزة الطرد المركزي في الموقع، فيما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، أن "طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في رسالة، ببدء تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60% في موقع فوردو".

تعزيز تخصيب اليورانيوم

وفي مطلع يوليو الماضي، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران صعّدت عملية تخصيب اليورانيوم من خلال استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة من نوع IR-6 بمنشأة فوردو الموجودة تحت الأرض، التي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب.

والسلسلة المؤلفة من 166 جهازاً هي ثاني مجموعة من أجهزة "آي.آر-6" يتم تركيبها في فوردو، وهو موقع مدفون داخل جبل، وهي السلسلة الوحيدة التي تحتوي على ما يسمى "الرؤوس الفرعية المعدلة" التي تسهل عملية التخصيب بدرجات نقاء مختلفة.

ويعمل جهاز الطرد المركزي من طراز "آي آر 6"، على تدوير اليورانيوم أسرع 10 مرات من الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي، التي كانت إيران مقيدة باستخدامها في السابق بموجب اتفاقها النووي لعام 2015 مع القوى العالمية. 

ويحذر خبراء حظر انتشار الأسلحة النووية من أن لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهي خطوة فنية تسبق مستويات تصنيع الأسلحة النووية عند نسبة 90%، لصنع سلاح نووي واحد إذا قررت القيام بذلك.

في المقابل تصر طهران على أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية، على الرغم من أن خبراء الأمم المتحدة ووكالات الاستخبارات الغربية يقولون إن إيران كان لديها برنامج نووي عسكري منظم حتى عام 2003.

ولا تزال هذه القضية تمثل عقبة أمام إحراز تقدم في محادثات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، للحد من برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل، في مقابل رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018.

مرحلة جمود

وأبرمت إيران، والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا)، اتفاقاً نووياً في عام 2015، حدّت بموجبه من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018، ومنذ ذلك الحين وسّعت طهران برنامجها النووي.

وشهد الصيف الماضي انفراجة في محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي، لكنها بحلول سبتمبر، وصلت إلى "طريق مسدود"، وفقاً لما ذكره مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل آنذاك، رغم أنها كانت في "الأمتار العشرة الأخيرة" على حد قول بوريل.

ووفقاً للتصريحات الأميركية والأوروبية وحتى الإيرانية، فإن الاتفاق النووي دخل مرحلة الجمود في الوقت الحالي على خلفية خلافات بشأن قضيتين رئيسيتين، إحداهما تتعلق بإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن وجود آثار مواد نووية في المواقع الإيرانية الثلاثة غير المصرح بها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات