روسيا تربط خط المواجهة في أوكرانيا بمدى الأسلحة الغربية لكييف

time reading iconدقائق القراءة - 7
قوات أوكرانية على خط المواجهة في بلدة سوليدار شرقي أوكرانيا - 14 يناير 2023 -  REUTERS
قوات أوكرانية على خط المواجهة في بلدة سوليدار شرقي أوكرانيا - 14 يناير 2023 - REUTERS
دبي- الشرق

توعد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، بدفع القوات الأوكرانية إلى مسافة "آمنة" من حدود روسيا لضمان سلامة أراضيها، في حال تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية بعيدة المدى.

وقال لافروف في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، إنه كلما زاد مدى الأسحة الغربية المقدمة لكييف، "زادت الحاجة إلى إبعاد قوات العدو عن الحدود الروسية".

وأكد وزير الخارجية الروسي على أن تحركات الغرب تلعب دوراً مهماً في "كيفية إدارة العمليات العسكرية الروسية".

وكانت وكالة "رويترز" أفادت الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار لأوكرانيا، من المتوقع أن تشمل لأول مرة سلاحاً بعيد المدى.

ويتعلق الأمر، وفق رويترز، بالقنبلة ذات القطر الصغير المعروفة باسم "جي إل إس دي بي" (GLSDB)، والتي تصنعها شركة "بوينج" بالتعاون مع شركة "SAAB" السويدية. ويبلغ مدى القنبلة 150 كم.

"معركة جيوسياسية"

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن الغرب يريد إلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا حتى لا تستطيع النهوض مجدداً لمدة عقود، مضيفاً: "إننا في أوج معركة جيوسياسية".

وفي السياق، اتهم لافروف الدول الغربية بدعم أوكرانيا لإنهاء "المسألة الروسية"، مسمياً خصوصاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. 

وأشار لافروف إلى تصريحات لفون دير لاين، قائلاً إنها "كانت تقول إن نتيجة الحرب يجب أن تكون هزيمة روسيا، حتى لا تتمكن من استعادة اقتصادها لعقود عديدة".

وأضاف: "ما هذا؟ أليست (هذه التصريحات) عنصرية، أليست نازية؟ أليست محاولة لحل المسألة الروسية؟".

وتابع: "حتى الآن، هناك العديد من الأشخاص المحترمين في ألمانيا الذين لن يسمحوا بإحياء النازية، ولكن هناك أيضاً من لن يعارضها على الإطلاق".

ضغوط على الدول النامية

واتهم لافروف الغرب بمحاولة الضغط على الدول النامية بهدف الانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا، قائلاً إن "الغرب لا يحترم حياد البلدان النامية ويضغط تقريباً يومياً على أولئك الذين لم ينضموا بعد إلى العقوبات ضد روسيا الاتحادية".

وفي السياق، قال لافروف إن الغرب يسعى إلى تحويل جورجيا إلى "مصدر إزعاج لروسيا"، مشيراً إلى أن "تصرفات الغرب الحالية لا تحمل أي ذرة من احترام سيادة الدول".

في الوقت ذاته، أكد وزير الخارجية الروسي أن الدبلوماسية الروسية تعمل بنشاط على تعزيز تواصلها وتوضيح الحقيقة على الساحة الدولية. 

واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "شرح بالتفصيل أهداف وأسباب وحتمية العملية العسكرية الخاصة، ولم يأمر بذلك فجأة، ولكن بعد سنوات عديدة من التوضيح للغرب أنهم يسيرون في الاتجاه الخاطئ ويقوضون كل ما تعهدوا بالالتزام به".

وأضاف أن "جيراننا وحلفائنا يتابعون ألعاب ومحاولات الغرب، ويفهمون جيداً الأهداف التي يسعى لتحقيقها في الفضاء المشترك".

واعتبر أن "الولايات المتحدة وجميع الغربيين الديمقراطيين الكبار، يفهمون الديمقراطية على أنها حقهم في فرض فهمهم لها على الآخرين".

تحالفات روسيا العسكرية

وبشأن إنهاء الحرب اعتبر وزير الخارجية الروسي أن "الوقت ليس هو العامل الرئيسي" لإنهاء الصراع، مشيراً إلى أن "جودة النتائج" هي العامل الأساسي بالنسبة لروسيا. 

وأوضح أنه من غير المرجح أن تلجأ روسيا إلى معاهدة الأمن الجماعي التي تضم دولاً سوفيتية سابقة، للحصول على مساعدات في حرب أوكرانيا، مشيراً إلى أن "موسكو لا ترى حاجة لذلك من حيث تجهيزات قواتها المسلحة".

وقال لافروف: "لم نتقدم إلى أي أحد بمثل هذا الطلب. ننطلق من حقيقة أن لدينا كل ما هو ضروري لحل مهام العملية العسكرية الخاصة، ولإنهاء الحرب".

وفي السياق، نفى لجوء روسيا إلى إيران وكوريا الشمالية من أجل الحصول على مساعدات عسكرية، قائلاً إن "المجمع الصناعي العسكري الروسي يعمل وكل شيء سيكون على ما يرام".

وبخصوص الصين أكد وزير الخارجية الروسي أن العلاقات معها "أعلى جودة من التحالف العسكري وليس لها قيود ولا حدود ولا موضوعات محظورة".

"تصعيد غربي"

من جهة أخرى، اعتبر لافروف أن حديث الغرب عن رفض روسيا  للتفاوض بشأن الحرب في أوكرانيا هو "كذب وغير صحيح"، واتهم الغرب بـ"إجبار الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي على الانسحاب من المفاوضات".

وقال: "لم يحاول أحد إقناع نظام كييف بالحاجة إلى التفاوض، ولم يوبخ أحد زيلينسكي عندما صرح مراراً (بروح معنوية عالية) أنه لا يفهم من يتخذ القرارات في روسيا ومع من يجب أن يتحدث".

واعتبر لافروف أن فرص الوصول إلى حل سياسي كانت قائمة خلال المفاوضات التي جرت في أبريل الماضي. وقال: "لكن لا أحد (في الغرب) يريد من نظام كييف بدء المفاوضات".

ورداً على سؤال ما إذا كان هناك تصعيد في ضوء إمدادات السلاح الغربية لأوكرانيا، قال لافروف: "الغرب لا يستطيع أن يهدأ، وكما هو الحال في القصص الخيالية السيئة السمعة، فإنه مع كل خطوة ينغمس أكثر في المستنقع، وهذا يلعب دوراً مهماً في مسار العملية العسكرية".

واعتبر أن" الولايات المتحدة تحشد الاتحاد الأوروبي لتسليم جميع الأسلحة إلى أوكرانيا بينما تكثف إنتاجها من الأسلحة وتجبر أوروبا على شرائها".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات