قاعدة عسكرية تثير مخاوف أميركية من لجوء كينيا إلى الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
عوامة تابعة للجيش الأميركي من طراز LCAC- 59 في ماندا باي في بلدة لامو الكينية على المحيط الهندي- 15 يناير 2004  - X00975
عوامة تابعة للجيش الأميركي من طراز LCAC- 59 في ماندا باي في بلدة لامو الكينية على المحيط الهندي- 15 يناير 2004 - X00975
دبي- الشرق

قال مسؤولون أميركيون، إن واشنطن تتخوف من أن تلجأ كينيا إلى الصين، في حال رفضت طلب الدولة الإفريقية، بدفع تكاليف توسيع قاعدة "ماندا باي" المشتركة لمكافحة الإرهاب.

صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن المسؤولين الأميركيين، قولهم إنّ كينيا طلبت من الولايات المتّحدة دفع تكاليف توسيع القاعدة المشتركة، ما أثار مخاوف واشنطن من لجوء الدولة الواقعة شرقي إفريقيا إلى الصين، حال رفضها لذلك الطلب.

ووضع الجيش الكيني خططاً لمدرج جديد طويل بما يكفي للتعامل مع المقاتلات النفاثة في مطار "ماندا باي"، وهو مركز للعمليات الأميركية والكينية ضد حركة "الشباب" التابعة لتنظيم "القاعدة" في الصومال المجاورة.

وتتعلق المخاوف الأميركية بأن تجلب كينيا شركة إنشاءات صينية مملوكة للدولة إلى قاعدة العمليات الخاصة الأميركية، حال اختارت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الخروج من المشروع، الذي قد يكلف نحو 50 مليون دولار، بما في ذلك المباني المساندة.

المنافسة الأميركية- الصينية

من جهتها، قاومت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن طلب كينيا بأن تسدد الولايات المتحدة كلفة توسعة المشروع، لكن لم تتم تسوية المشكلة بعد.

وأشارت الصحيفة إلى إمكانية أن تشكل تطلعات كينيا للمنشأة مناوشات جديدة في المنافسة الأميركية - الصينية على النفوذ في إفريقيا، حيث تستمر واشنطن بتدريب الحلفاء عسكرياً، فيما تمول بكين الموانئ والجسور والطرق.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول عسكري أميركي للصحيفة، إن البنتاجون "لم يقدم" أي طلب إلى الكونجرس للحصول على أموال لتوسيع قدرة ماندا باي عسكرياً، مضيفاً أن "المطار الحالي مناسب بالفعل لاحتياجاتنا".

ورداً على سؤال حول الخطة، قالت قوات الدفاع الكينية، إنها "تواصل التحديث والتعاون مع الدول المتحالفة في هذا المسعى".

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن الصين تسعى إلى بناء أول منشأة بحرية لها في المحيط الأطلسي في غينيا الاستوائية، وسط إفريقيا. 

وأقامت الصين العام 2017، أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي، على طرف شرق إفريقيا، وتطل على طرق التجارة الاستراتيجية التي تربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط، إذ تقع المنشأة على بعد 6 أميال فقط من أكبر قاعدة عسكرية أميركية في القارة، معسكر "ليمونير".

ويعتبر القادة الكينيون ماندا باي استراتيجياً بشكل خاص، نظراً لقربه من غابة بوني، الشاسعة الممتدة على الحدود الكينية الصومالية، والتي تعد ملاذاً لمقاتلي حركة "الشباب"، الذين شنوا هجمات دامية في كينيا خلال السنوات الأخيرة.

وتدعي الوحدة الكينية الأكثر نشاطاً في حركة "الشباب"، أن لديها 400 مقاتل يعملون في غابة بوني، إذ يتحرك المسلحون بسهولة عبر الغابات الكثيفة، ويزرعون الألغام لدوريات الشرطة الكينية على جانبي الطرقات.

وقبل 3 سنوات، أصبح "ماندا باي" نفسه هدفاً، عندما ألقى عشرات من مقاتلي حركة "الشباب" قذائف الهاون على القاعدة، واجتازوا المطار العسكري المجاور، ما أسفر عن سقوط جندي أميركي واثنين من المتعاقدين المدنيين الأميركيين. 

وكان القائد الأعلى للقوات الأميركية في إفريقيا الجنرال في مشاة البحرية مايكل لانجلي، زار "ماندا باي" أغسطس الماضي برفقة السفيرة الأميركية في كينيا ميج ويتمان، فيما امتنع المسؤولون الأميركيون عن الإفصاح عما إذا تمت مناقشة اقتراح التوسيع.

حليف قوي

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومات الإفريقية باتت بارعة في مواجهة واشنطن واللجوء إلى بكين أو موسكو، التي أرسلت مسلحين للقتال من أجل الأنظمة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتعد كينيا حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في واحدة من أطول الحروب في التاريخ الأميركي، وهي الحملة التي استمرت 16 عاماً ضد حركة "الشباب"، والتي يعتبرها الجيش الأميركي أكثر فروع تنظيم "القاعدة" نشاطاً في جميع أنحاء العالم.

وينتمي نحو 3 آلاف جندي كيني إلى قوة قوامها 18 ألف و500 جندي تابعة للاتحاد الإفريقي، تقاتل ضد "الشباب" في الصومال. ولدى الولايات المتحدة 450 من الأفراد العسكريين في الصومال، بما في ذلك القوات الخاصة البحرية وغيرها من قوات النخبة، إذ انتقلت القوات الأميركية في ماندا باي" إلى قواعد في الصومال لتدريب الجنود المحليين وتقديم المشورة لهم. 

وفي نهاية يناير الماضي، نفذت القوات الخاصة الأميركية غارة بطائرة هليكوبتر في شمال الصومال، أسفرت عنها سقوط بلال السوداني، زعيم تنظيم "داعش"، إضافة إلى 10 أعضاء آخرين، حسبما قال مسؤولون أميركيون.

كما شنت الولايات المتحدة 16 غارة على أهداف لحركة "الشباب" العام الماضي واثنتين حتى الآن هذا العام، إذ شنّت في 20 يناير هجوماً جوياً لتعزيز قوات الحكومة الصومالية التي شاركت في قتال بري عنيف مع حوالي 100 من مقاتلي الحركة في جالكاد، وهي بلدة ريفية على بعد 160 ميلاً شمال شرقي مقديشو.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات