تحقيق: شركة إسرائيلية تدخلت في 33 حملة انتخابية حول العالم

time reading iconدقائق القراءة - 4
عرض كلمة Pegasus على لوحة مفاتيح في هذا الرسم التوضيحي. 4 مايو 2022 - REUTERS
عرض كلمة Pegasus على لوحة مفاتيح في هذا الرسم التوضيحي. 4 مايو 2022 - REUTERS
باريس-أ ف ب

أفاد تحقيق استقصائي، الخميس، بأن شركة إسرائيلية استخدمت آلية سرّية متخصصة في التلاعب بالانتخابات، لاستهداف 33 حملة انتخابات رئاسية حول العالم، خصوصاً في قارة إفريقيا.

وأطلق مجموعة الصحافيين الاستقصائيين العاملين في مشروع "Forbidden Stories"، على الشركة اسم "فريق خورخي"، نسبةً للاسم المستعار للمسؤول فيها تل حنان (شرق حيفا)، لافتين إلى أن الفريق مؤلف من أعضاء سابقين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وتظاهر ثلاثة صحافيين من مجموعة "Forbidden Stories" بأنهم زبائن محتملين للشركة، من أجل جمع معلومات حول "فريق خورخي" على مدى أشهر عدة. والصحافيون من "إذاعة فرنسا"، وآخر من صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وثالث من صحيفة "ذا ماركر" الإسرائيلية.

وكان خورخي متورطاً في فضيحة شركة "Cambridge Analytica" عام 2018، وهي شركة مختصة في تحليل البيانات لبيع أدوات تأثير استخدمها خصوصاً الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وأثارت "Forbidden Stories"، وهي شبكة صحافيين استقصائيين تأسست في عام 2017، فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي "بيجاسوس" في عام 2021.

تدخل في 33 حملة

وقال خورخي لزبائنه المزيّفين، بحسب "إذاعة فرنسا"، إنه "تدخّل في 33 حملة انتخابية على المستوى الرئاسي"، فيما لفت مسؤول آخر في الشركة إلى أن "ثلثَي الحملات الـ33 كانت في دول إفريقية ناطقة بالإنجليزية والفرنسية. نجحت 27 منها".

وفي أوروبا، تدخّلت الشركة في الاستفتاء الذي نظّمه الانفصاليون في كتالونيا عام 2014، والذي لم تعترف به الحكومة الإسبانية، وفق "إذاعة فرنسا".

وأكّد موقع مشروع "Forbidden Stories"، أن في إفريقيا، "يمكن تأكيد أن خلال صيف 2022، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الكينية، أصبح خورخي مهتماً (على شبكات التواصل الاجتماعي) بالحسابات التابعة للرئيس المستقبلي وليام روتو"، وللعضوَين في فريق حملته دينيس إيتومبي وديفيس تشيرشير.

ولفت الموقع الاستقصائي إلى أن الشركة طوّرت "منذ 6 أعوام منصة رقمية باسم ايمس (Advanced Impact Media Solutions) تسمح لها بخلق حسابات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتشغيلها وتحريكها لتبدو حقيقية".

وبحسب موقع إذاعة فرنسا، فإنه "في بداية العام 2023، كان النظام يشغّل أكثر من 39 ألف حساباً مزيفاً مختلفاً يمكن تصفحها في ما يشبه الفهرس.. وهناك صور رمزية من جميع الأعراق والجنسيات والأجناس، منهم من هو أعزب أو مرتبط.. وجوهها هي صور لأشخاص حقيقيين مستمدة من الإنترنت، وألقابها هي عبارة عن مزيج من آلاف الألقاب والأسماء المخزنة في قاعدة بيانات".

وأشار الصحافيون إلى أن الشركة تلجأ أيضاً إلى التجسس على شخصيات بارزة، من خلال التنصت عليهم أو قرصنة حساباتهم.

اختراق وتأثير

ووفق "Forbidden Stories"، فإن "خورخي يمتلك السيطرة على أنظمة المراسلات للعديد من المسؤولين الأفارقة رفيعي المستوى، من أجل إثبات فعالية إحدى أدواته".

وقال خورخي للصحافيين (الذين تظاهروا أنهم زبائن): نحن داخل الحسابات.. ورأوا حسابَين على Gmail وحساباً على Google Drive وقائمة بجهات الاتصال ومجموعة حسابات على تيلجرام".

وأضاف الموقع الفرنسي: "بمجرد اختراق الأنظمة، يتمكّن خورخي من انتحال شخصية مالك الحساب لإجراء اتصالات مع جهات اتصاله.. وأرسل خورخي رسائل إلى معارف الضحايا من حسابات تيلجرام التي تم اختراقها".

ومثال على ذلك، أوقف الصحافي الفرنسي رشيد مباركي من قناة "BFMTV"، أخيراً، بعدما بثّ أخباراً على الهواء تتعلق بالأثرياء الروس القريبين من السلطة، ومن دون احترام السياسة التحريرية، حسبما ذكر "Forbidden Stories".

وكان أحد هذه الأخبار يتطرّق إلى الصعوبات التي تواجه صناعة اليخوت في موناكو منذ فرض عقوبات دولية على روسيا ومواطنيها، ما قد يلمّح إلى أن الهدف من الخبر هو انتقاد سياسة العقوبات التي تفرضها الدول الأوروبية، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات