إجلاء 300 مهاجر "غير قانوني" من تونس إلى مالي وساحل العاج

time reading iconدقائق القراءة - 4
مواطنون من ساحل العاج ينتظرون خارج سفارة بلادهم في تونس العاصمة. 27 فبراير 2023 - REUTERS
مواطنون من ساحل العاج ينتظرون خارج سفارة بلادهم في تونس العاصمة. 27 فبراير 2023 - REUTERS
تونس-أ ف ب

تنطلق في تونس، السبت، عمليّات إجلاء نحو 300 مهاجر من مالي وساحل العاج إلى بلادهم، وذلك بعد حملات تجاه المهاجرين غير القانونيين من دول جنوب الصحراء أجّجها خطاب الرئيس قيس سعيّد.

وهذه أولى رحلات الإجلاء إلى هذين البلدين منذ خطاب ألقاه سعيّد الأسبوع الماضي، شدّد فيه على وجوب اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفّق المهاجرين غير القانونيين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، مؤكّداً أنّ هذه الظاهرة تؤدّي إلى "عنف وجرائم".

وقال السفير العاجي لدى تونس إبراهيم سي سافاني: "سيغادر 145 شخصاً على متن الخطوط الجوية العاجية السبت في تمام الساعة 7 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، وعدد المسجلين للعودة بلغ 1100 حتى الآن"، إذ يُقدّر عدد الجالية العاجية في تونس بنحو 7 آلاف شخص.

وأفاد دبلوماسي مالي في تونس بأن بلاده "استأجرت طائرة لإعادة ما يقرب من 150 شخصاً بناء على أوامر رئيس المجلس العسكري الذي أعطى تعليمات صارمة للغاية للتعامل مع موضوع عودة الرعايا إلى بلدهم".

وأضاف: "يجب أن يغادر 149 شخصاً، السبت، وسيتم نقلهم على متن حافلات ستغادر السفارة نحو المطار في الساعة 6 صباحاً بعد أن يمضوا الليلة هناك".

وتابع: "تونس أعلنت أنها ستتراجع عن مطالبة المهاجرين غير القانونيين بدفع غرامات مالية مقابل الإقامة بشكل غير قانوني في البلاد والتي تقدر بثمانين ديناراً (نحو 25 يورو) شهرياً".

 تنديد حقوقي

ونددت منظمات حقوقية تونسية ودولية عدة بتصريحات سعيّد واعتبرت خطابه "عنصرياً يدعو إلى الكراهية"، إذ تحدث غينيون عادوا في أول رحلة إجلاء إلى بلدهم، الأربعاء، عن "تصاعد الكراهية" بعد هذا الخطاب وعن "كابوس" عاشوه إثر ذلك في الشارع وفي الأحياء السكنية التي يقطنونها في العاصمة التونسية وفي المحافظات.

وفقد عدد كبير من 21 ألف مهاجر من دول جنوب الصحراء المسجّلين رسمياً في تونس، ومعظمهم في وضع غير قانونيّ، وظائفهم وطردوا من منازلهم بين ليلة وضحاها.

كما أوقِفَ العشرات خلال حملات للشرطة وسُجن بعضهم، وقدّم بعضهم الآخر شهادات لمنظمات حقوقية عن تعرضهم للتعذيب الجسدي، منددين بوجود "ميليشيات" تقف وراء ذلك.

وتسبب هذا الوضع المشحون في تدفق عشرات المهاجرين إلى سفاراتهم، لا سيما لمقر سفارتي ساحل العاج ومالي اللتين سرعان ما استقبلتا مئات الطلبات للمغادرة الفورية من تونس.

في المقابل، توجّه مهاجرون متحدّرون من بلدان ليست لها سفارات في تونس، إلى مقر المنظمة الدولية للهجرة، حيث نصبوا خياماً وتمركزوا أمام المقر لضمان حمايتهم.

ومن بين المهاجرين العائدين طوعاً، عشرات الطلاب المتحدّرين من عائلات ثرية أو المتحصلين على منح دراسية من الدولة والذين التحقوا بجامعات خاصة مرموقة في العاصمة التونسية، حيث ندد "اتحاد الطلاب الأجانب" بأحداث العنف التي وقعت الأحد، مطالباً طلاب دول جنوب الصحراء "البقاء في المنزل والخروج فقط في حالة الحاجة القصوى".

اقر أ أيضاً:

تصنيفات