الكاظمي يكشف كواليس الحوار بين السعودية وإيران: ناقشوا كل الملفات

time reading iconدقائق القراءة - 8
رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي خلال اجتماع سياسي في القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء في بغداد. 5 سبتمبر 2022 - AFP
رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي خلال اجتماع سياسي في القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء في بغداد. 5 سبتمبر 2022 - AFP
دبي-الشرق

قال رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي إن الحوار السعودي الإيراني الذي استضافه العراق تطرق إلى الملفات كافة، بما في ذلك اليمن وموضوع الحوثيين، ولبنان، مشيراً إلى أنه "كان صريحاً وشاملاً مثمراً".

وذكر الكاظمي، في حوار مع رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" غسان شربل، أن الحوار "كان مبنياً على الصراحة والوضوح"، وأوضح أنه "حصل اعتراف بحدوث أخطاء بينها ما حصل للسفارة السعودية في طهران"، مضيفاً: "كان هناك اتفاق على بناء عناصر الثقة بينهما في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى الحوار الدبلوماسي وعودة العلاقات".

وبيّن أن "مؤتمر بغداد"، في عام 2021، أسفر عن الحوار السعودي الإيراني، مضيفاً: "من هنا انطلقت فكرة الحوار، وحصلت جلسات حوار بغداد لدعم هذا الحوار.. هذه كلها إنجازات تُحسب للعراق".

ورأى رئيس الوزراء العراقي السابق أن الحوار بين الرياض وطهران شهد "تقدماً" في العراق، لافتاً إلى أن "أول تقدم أنهم التقوا للمرة الأولى وجهاً لوجه، وتكلموا بكل صراحة"، ونبّه إلى أن "الإيرانيين سمعوا وجهة النظر السعودية، وسمع السعوديون وجهة النظر الإيرانية".

وأوضح أن الحوار السعودي الإيراني كان على مستوى رؤساء الأجهزة، و"تناولت المفاوضات قضايا متعددة وكانت ناجحة جداً، وحققنا تقدماً كبيراً ووصلنا إلى المرحلة النهائية"، لافتاً إلى أنه كان يحضر الجلسات ويديرها داخل "مكان سري في بغداد"، مشدداً على أن الجلسات كانت تستمر أحياناً 5 أو 6 ساعات.

وشدد رئيس الوزراء العراقي السابق على أهمية استمرار الحوار بين البلدين، ورأى أن "نجاح الحوار السعودي الإيراني ساعد على التهدئة في المنطقة"، مرجعاً السبب إلى أن "السعودية دولة مهمة جداً في المنطقة، وإيران دولة مهمة في المنطقة، وهما جارتان مسلمتان، والمصالح المشتركة كثيرة بينهما".

وأكد الكاظمي أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان داعماً للحوار السعودي الإيراني، وكان "يبحث عن مشتركات منذ فترة طويلة".

علاقة الكاظمي بالسعودية

وعن علاقته بالسعودية، قال رئيس الوزراء العراقي: "كنت رئيساً لجهاز المخابرات، ونقلت رسالة من الحكومة العراقية وفيها أن ليس لدينا مشكلة مع مذهب معيّن أو طائفة معيّنة، مشكلتنا مع التكفيريين أو الإرهابيين. وكان جواب الأمير محمد بن سلمان، حقيقة، جواباً ذكياً وقال نحن لا نتعاطى السياسة على أساس المذاهب، بل نتعاطى على أساس المصالح المشتركة وعلى أساس انتماءاتنا الثقافية".

وأضاف الكاظمي: "كان لقاءً صريحاً لمست خلاله اهتمامه بتعميق العلاقات الثنائية فنشأت بيننا صداقة مستمرة. وشاهدت رؤية الأمير محمد، وهي مستقبلية للمملكة العربية السعودية وللمنطقة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. حقيقة رأيت فيه الشاب الطموح المهموم بنهضة وطنه والمنطقة والمؤمن ببناء دولة عصرية تكون جزءاً من العالم المتحضر ولها تأثيرها وبصمتها في بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. كان يبحث عن مشتركات مع الجميع، وعنده لغة تصالحية وتكاملية مع الآخرين. يستحق الأمير محمد بن سلمان الثناء لمثابرته وإخلاصه".

وكان الكاظمي يتحدث إلى "الشرق الأوسط" قبل أيام من صدور البيان الصيني - السعودي - الإيراني، الجمعة، والذي تم الإعلان فيه عن الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.

وأعرب الجانبان السعودي والإيراني عن "تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عُمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022". وأعربا أيضاً عن "تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها".

اتهامات الفساد

استنكر الكاظمي اتهامات الفساد التي يوجهها البعض إلى أعضاء وزارته، مشيراً إلى أن حكومته حظيت بموازنة لمدة 5 أشهر فقط من مجموع 28 شهراً تمثل فترة بقائها.

وقدَّر الأموال المهدرة في العراق خلال الفترة من 2003 حتى منتصف عام 2020 بأكثر من 600 مليار دولار.

وقال إن الأموال المهدرة "ذهبت إلى أطراف حزبية، واستثمار في بناء الدولة العميقة، ومشاريع فاسدة، وإلى زعماء بعض الجماعات خارج إطار الدولة، وبعض الأحزاب، وحروب عبثية خارج العراق"، وأضاف: "لديّ حسابات الحكومات السابقة وما صرفته وما هي المبالغ التي اختفت. بعض الحقائق بهذا الصدد مرعبة وصادمة".

وبيّن أن هذه المبالغ تختفي "في مشاريع وهمية، وتمويل لأعمال عسكرية أسهم بها العراق مع الأسف الشديد، وأموال كانت تذهب إلى أطراف استثمرتها في تأسيس وضع عسكري لجماعات مسلحة في العراق وخارج العراق".

وتابع الكاظمي: "أجزم أنني لم أتورط في أي قضية فساد، ولم أوفر غطاءً لأحد، بل على العكس عندما تورط أحد المعارف في قضايا فساد وحُكم عليه لم أتدخل إطلاقاً رغم كل الضغوطات التي تعرّضت لها. وللمفارقة، تحوّل هذا الشخص المتورط في الفساد هو ومن يتوسط له إلى أعداء، وهم حالياً من يديرون جزءاً كبيراً من حملة الشيطنة وتلفيق الأكاذيب وفبركة الملفات ضدي".

وواصل رئيس الوزراء العراقي السابق: "كشفت فساداً كبيراً في العراق. كشفت قضية الشبكات التي كانت تأخذ عمولات عالية من المواطنين، وكذلك سرقات الدفع الإلكتروني، وكشفت قضايا الضرائب ... طلبت من وزارة المالية وهيئة النزاهة التحقيق في معلومات فيما يخص دفوعات الضرائب للشركات النفطية، والتي تسمى قضية القرن".

وأضاف: "كشفنا قضية فساد المبالغ المسروقة من هيئة التقاعد وفيها مبالغ أكبر من مبلغ (سرقة القرن). قضية فساد الدفع الإلكتروني تورطت فيها أطراف كثيرة وقوية. ولسوء الحظ استطاعت هذه الأطراف، بسبب قوتها ونفوذها، أن تعوق تحقيق العدالة كاملةً".

جثة صدام حسين

وأوضح الكاظمي أنه رأى الرئيس العراقي السابق صدام حسين، في أول جلسة لمحاكمته، قائلاً إنه ذهب لرؤية "اللحظة التاريخية"، مضيفاً: "كانت لحظة تاريخية صعبة جداً ومفصلية في تاريخ العراق".

وعبَّر عن أسفه بسبب الحاضرين من ضحايا الرئيس السابق لجلسات المحاكمة، معتبراً أنهم "لم يكونوا في مستوى المسؤولية، كانوا يتكلمون عما حصلوا عليه من مكاسب شخصية، بيت من هنا وسيارة من هناك، وبذلك صغّروا جرائم صدام حسين".

وقال إن المرة الثانية التي رأى فيها صدام حسين كانت "عندما رموا جثته بين بيتي وبيت السيد نوري المالكي في المنطقة الخضراء بعد إعدامه"، مشدداً على أنه "رفض هذا العمل"، وذكر أنه رأى مجموعة من الحرس "متجمعين"، وطلبت منهم "الابتعاد عن الجثة احتراماً لحرمة الميت".

وأشار إلى أن "المالكي أمر في الليل بتسليمها إلى أحد شيوخ عشيرة الندا، وهي عشيرة صدام حسين، فاستلموها من المنطقة الخضراء".

وأوضح: "دُفن في تكريت. وبعد 2012 عندما سيطر (داعش) على المنطقة، تم نبش القبر ونُقلت الجثة إلى مكان سري لا يعرفه أحد حتى الآن. وتم العبث بقبور أولاده".

* الحوار كاملاً في صحيفة الشرق الأوسط

اقرأ أيضاً:

تصنيفات