"الإدارة الذاتية" الكردية ترحب بالحوار مع دمشق

time reading iconدقائق القراءة - 4
أكراد سوريون يحتفلون بعيد رأس السنة النيروزية في ريف القحطانية في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.21 مارس 2023 - AFP
أكراد سوريون يحتفلون بعيد رأس السنة النيروزية في ريف القحطانية في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.21 مارس 2023 - AFP
القامشلي (سوريا)-أ ف ب

أبدت الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا استعدادها للقاء الحكومة السورية بهدف التوصل الى حلّ للأزمة في البلاد، في خطوة تأتي على وقع انفتاح عربي متسارع تجاه دمشق وتغيرات إقليمية.

وقالت الإدارة الذاتية، في بيان وزعته ليلة الثلاثاء الأربعاء: "نؤكد استعدادنا للقاء الحكومة السورية والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية".

وناشدت "الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري (...) بأن يؤدوا دوراً إيجابياً وفعالاً يسهم في البحث عن حلّ مشترك مع الحكومة السورية".

وأكدت الإدارة الذاتية في بيانها تمسّكها بـ"وحدة الأراضي السورية"، مشددة على أهمية "تأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لا مركزي يحفظ حقوق الجميع دون استثناء".

وفي موقف لافت، طالبت الإدارة الكردية بتوزيع الثروات والموارد الاقتصادية "بشكل عادل" بين المناطق السورية، بما فيها حقول النفط والغاز، التي يقع أبرزها في مناطق سيطرتها.

وقالت: "نؤكد مرة أخرى على ضرورة مشاركة هذه الموارد من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية عبر الحوار والتفاوض"، شأنها شأن الموارد "الموجودة في مناطق أخرى".

اتهام بالخيانة

وفي وقت سابق الشهر الماضي، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو رداً على سؤال بشأن الوحدات الكردية، إن "أي جهة أو فرد يعمل لصالح قوة أجنبية هو خائن وعميل بكل بساطة".

وتصف دمشق انتشار القوات الأميركية في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد بـ"الاحتلال". وتدين تحالفهم (الأكراد) مع واشنطن وتحمل عليهم "نزعتهم الانفصالية"، فيما ينفي المسؤولون الأكراد أي طموحات انفصالية.

وشكّل الأكراد رأس حربة في التصدي لتنظيم "داعش" وتمكنوا من دحره من مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا بدعم أميركي، فيما يكرر الأسد اتهامهم بـ"العمالة" لواشنطن التي تقود تحالفاً دولياً ضد التنظيم المتشدد.

ويخشى الأكراد من خسارة مكتسبات حققوها خلال سنوات النزاع الأولى، بعدما عانوا لعقود سياسات تهميش اتبعتها الحكومات المتعاقبة بحقهم، في حال التوصل الى تسوية سياسية للنزاع تستثنيهم، خصوصاً بعد استبعادهم من جولات تفاوض عدة، أبرزها تلك التي تقودها الأمم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في جنيف.

ويخشى الأكراد كذلك من أي تقارب بين دمشق وأنقرة، التي تعتبر الوحدات الكردية منظمة "إرهابية" وتعمل على إبعادها عن حدودها.

تطورات إقليمية

ويأتي موقف الإدارة الذاتية الكردية، بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق حيث التقى الرئيس بشار الأسد، في أول زيارة منذ القطيعة الدبلوماسية إثر اندلاع النزاع عام 2011.

وبحث الطرفان وفق الخارجية السعودية "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها".

وتضاعف الانفتاح العربي تجاه دمشق، خلال الأسابيع الماضية، في وقت تشهد المنطقة تحرّكات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي منذ اتفاق الرياض وطهران، حليفة دمشق، على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.

وخاضت الإدارة الذاتية منذ عام 2018 جولات محادثات عدّة مع دمشق، من دون إحراز نتائج.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات