وثيقة سرية تكشف موقف كندا من الإنفاق العسكري لحلف الناتو

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يتحدث في مجلس العموم في مبنى البرلمان في أوتاوا. 19 أبريل 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يتحدث في مجلس العموم في مبنى البرلمان في أوتاوا. 19 أبريل 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

كشف تقييم عسكري أميركي مُسرّب أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أبلغ مسؤولين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل شخصي، بأن كندا "لن تلبي أبداً" هدف الإنفاق الدفاعي المتفق عليه من قبل أعضاء التحالف. وأشار التقييم الأميركي إلى أن "أوجه القصور العسكرية واسعة الانتشار" في كندا تضر بعلاقاتها مع حلفاء وشركاء دفاعيين، وفقاً لما أوردته صحيفة "واشنطن بوست".

جاء ذلك، في وثيقة سرية أصدرتها وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون) تنتقد التأهب العسكري الكندي، اطلعت عليها الصحيفة الأميركية من بين وثائق عدة، يزعم أنها نشرت على الإنترنت من قبل أحد عناصر الحرس الوطني الجوي في ماساتشوستس، والذي اعتقل الأسبوع الماضي.

وتقول "وثيقة البنتاجون"، التي تحمل ختم هيئة الأركان المشتركة الأميركية، إن "أوجه القصور الدفاعي واسع النطاق تعرقل القدرات الكندية. (وفي الوقت ذاته) تمثل مصدر توتر في العلاقات بين الشركاء ومساهمات التحالف".

وتشير الوثيقة إلى نقاط توتر متعددة بين كندا وحلفائها في الناتو، إذ يساور ألمانيا القلق بشأن ما إذا كان بإمكان كندا الاستمرار في مساعدة أوكرانيا أثناء الوفاء بتعهداتها في حلف "الناتو"، وفقاً لـ"واشنطن بوست".

دول أخرى في "الناتو" اشتكت، وفقاً لتقرير الصحيفة، من أن كندا لم تفِ بوعدها بتعزيز وجودها في لاتفيا، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تحديث أسرع لتكنولوجيا الدفاع في القطب الشمالي.

وذكر التقرير أن تركيا كانت "مستاءة" إزاء رفض كندا المساعدة في نقل المساعدات الإنسانية بعد الزلزال المميت في فبراير، بينما تشعر حكومة هايتي "بالإحباط" بسبب إحجام كندا عن قيادة مهمة أمنية متعددة الأطراف هناك.

وعند سؤاله عن التقرير المذكور، الأربعاء، دافع ترودو عن خطط الإنفاق الدفاعي لكندا، الذي قال إنه "ينمو بشكل كبير"، بحسب هيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي".

وذكرت الإذاعة الكندية أن الزيادات المخططة ستساهم في زيادة الإنفاق الدفاعي الكندي بمقدار 15 مليار دولار، أو 40%، في غضون سنوات، كما وعدت أوتاوا بشراء طائرات مقاتلة طراز F-35، وتحديث "قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية (NORAD)‏.

ترودو: كندا شريك موثوق

وقال ترودو للصحافيين: "ما زلت أقول، وسأقول دائماً، إن كندا شريك موثوق لحلف الناتو، شريك موثوق به حول العالم".

وأشارت الإذاعة إلى أن أقل من نصف أعضاء "الناتو" حققوا هدف الحلف المتفق عليه المتمثل في إنفاق 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع.

وتُصنف كندا من بين أقل الدول إنفاقاً داخل "الناتو" من حيث نسبة الناتج المحلي الإجمالي الوطني، بينما تعد من حيث المبالغ الدولارية الفعلية المنفقة، من بين الدول ذات أعلى المعدلات.

ونقلت الإذاعة عن أندرو ليزلي، وهو مسؤول عسكري كندي كبير سابق وعضو ليبرالي سابق في البرلمان، إنه يوافق على التقييم الوارد في الوثيقة المسربة.

وفي مقابلة مع الإذاعة الكندية، قارن ليزلي المساهمات العسكرية الكندية السابقة بما وصفه بالمساهمات الحالية الهزيلة، لافتاً إلى أن ذلك يحدث في وقت تصاعد التوتر والصراع، عندما تتطلع دول أخرى إلى كندا للحصول على المساعدة.

وقال الجنرال المتقاعد: "ليس هناك شك على الإطلاق في أن الولايات المتحدة تزداد انزعاجاً من طرقنا البطيئة والمترددة في إنفاق الأموال على القدرة الدفاعية".

وفي بيان إعلامي، قال دانيال ميندين، المتحدث باسم وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، إن لدى كندا "سادس أكبر ميزانية دفاعية بين أعضاء الحلف".

وأضاف ميندين: "نؤكد التزامنا الراسخ بالأمن الأوروبي الأطلسي والعالمي، ونواصل القيام باستثمارات بارزة لتجهيز قواتنا المسلحة"، مشيراً إلى الشراء المخطط لطائرات F-35 وتحديث NORAD، والجهود المبذولة لتوسيع المجموعة القتالية التابعة للناتو التي تقودها كندا في لاتفيا إلى مستوى اللواء، ومساهمات المساعدات الكندية لأوكرانيا.

وتابع: "ستواصل كندا تنمية قدرتها العسكرية لمواجهة تحديات عالمنا المعاصر. وبشكل عام، زادت سياسة الدفاع الكندية من إنفاقنا الدفاعي بأكثر من 70% بين عامي 2017 و2026. كما أعلنا أيضاً عن إنفاق دفاعي إضافي بقيمة 8 مليارات دولار في موازنة 2022".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات