ماكرون يندد بتصريحات سفير الصين ودول البلطيق تستدعي سفراء بكين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة في أوستنده ببلجيكا. 24 أبريل 2023 - AFP
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة في أوستنده ببلجيكا. 24 أبريل 2023 - AFP
لوكسمبورج/دبي- الشرقأ ف برويترز

استدعت دول البلطيق الثلاث لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، الإثنين، سفراء الصين لديها، على خلفية تصريحات لسفير بكين في باريس شككت في سيادة أوكرانيا على شبه جزيرة القرم والدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي السابق، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن حدود تلك الدول "لا يمكن المساس بها".

ووجه ماكرون انتقاداته إلى سفير الصين، وقال للصحافيين على هامش مشاركته في قمة ببلجيكا: "أعتقد أنه لا يجب على دبلوماسي استخدام هذا النوع من العبارات".

كما قال مسؤول فرنسي، إن السفير الصيني في باريس لو شاي سيتلقى تقريراً "صارماً للغاية" في وزارة الخارجية الاثنين. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الاجتماع المقرر عقده مع شاي في باريس، يشكل "فرصة لتوبيخ شديد".

ورداً على سؤال حول رأيه في ما إن كانت شبه جزيرة القرم جزءاً من أوكرانيا، قال السفير الصيني في مقابلة أذاعها التلفزيون الفرنسي، الجمعة، إنها كانت تاريخياً جزءاً من روسيا، وإن الزعيم السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف أعطاها لأوكرانيا.

واعتبر أن الجمهوريات السوفياتية السابقة "لا تتمتع بالسيادة". وأشار إلى أن هذه الدول "ليس لها وضع فعلي في القانون الدولي، لأنه لا يوجد أي اتفاق دولي يكرس وضعها كدول ذات سيادة".

استدعاء السفراء

ورداً على تصريحات السفير، استدعت دول البلطيق الثلاث لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، الاثنين، مبعوثي الصين لديها.

وقال وزير الخارجية الليتواني جابرييليوس لاندسبيرجيس إنه سُيطلب من الدبلوماسيين تقديم تفسير حول ما إذا كان "الموقف الصيني بشأن الاستقلال تغير، ولتذكيرهم بأننا لسنا دولاً سوفياتية سابقة إنما الدول التي كانت محتلة من الاتحاد السوفياتي بشكل غير قانوني".

وذكر وزير الخارجية الإستوني مارجوس تساكنا أنه يريد معرفة "لماذا تتخذ الصين موقفاً أو تدلي بتصريحات كهذه بشأن دول البلطيق؟".

وأضاف تساكنا، متحدثاً في اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج أنه "من الواضح أن دول البلطيق دول مستقلة ذات سيادة، وأعضاء في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي".

وإذ أعرب عن أمله في أن يكون هناك تفسير، قال: "لسنا راضين عن ذلك الإعلان"، في حين كتب وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكيفيكس على تويتر أن آراء شاي: "غير مقبولة بتاتاً".

وذكر الوزير اللاتفي أن "الاتحاد السوفياتي احتل لاتفيا بشكل غير قانوني في عام 1940، ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك واستعدنا استقلالنا عام 1991"، مضيفاً أن "دول البلطيق ليست ولم تكن أبداً دول ما بعد الاتحاد السوفياتي".

"رأي شخصي"

بدورها، قالت السفارة الصينية في فرنسا، الاثنين، في بيان إن "تعليقات سفير الصين في باريس بشأن أوكرانيا كانت تعبيراً عن وجهة نظر شخصية ولا ينبغي المبالغة في تفسيرها"، مشددةً على أنها "لا تمثل موقف بكين الرسمي".

وأشارت إلى أن بكين "تحترم سيادة واستقلال وسلامة أراضي جميع الدول وتتمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، لافتةً إلى أنه "بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، كانت الصين من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدول المعنية".

مساع لاحتواء الجدل

من جهتها، سعت وزارة الخارجية الصينية، الإثنين، إلى تبديد الجدل إذ قالت الناطقة باسمها ماو نينج إن الصين "تحترم وضع الدولة ذات سيادة في كل الجمهوريات المنبثقة عن تفكك الاتحاد السوفياتي".

وأوضحت ماو نينج أن الصين "تحترم سيادة كل الدول واستقلالها وسلامة أراضيها وتدعم أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه"، مبينة أنه "بعد انهيار الاتحاد السوفياتي كانت الصين من بين أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدول المعنية".

وأردفت: "منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، لطالما تمسكت الصين بمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة في تنمية علاقات الصداقة والتعاون الثنائية".

تنديد أوكراني أوروبي

وأثارت تصريحات شاي انتقادات ليس فقط في أوكرانيا التي غزتها روسيا في فبراير 2022، والجمهوريات السوفياتية السابقة التي أصبحت دولاً مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991، بل في أوروبا أيضاً.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، الأحد، إن "كل الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي تتمتّع بوضع سيادي واضح مكرس في القانون الدولي".

واعترض بودولياك على تعليقات شاي بشأن شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا في عام 2014، قائلاً "يعتمد الأمر على طريقة النظر إلى المشكلة. هناك تاريخ. كانت شبه جزيرة القرم في البداية لروسيا".

وأضاف على تويتر: "من الغريب أن نسمع رواية عبثية عن تاريخ القرم من قبل ممثل دولة دقيقة جداً بشأن تاريخها الممتد آلاف السنين".

واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات السفير الصيني "غير مقبولة" قائلاً إن "الكتلة تريد تفسيراً".

وزارة الخارجية الألمانية قالت إنها تتوقع توضيحاً من الصين بشأن موقفها بشأن سيادة الدول السوفيتية السابقة، فيما ردت فرنسا على الصين بإعلان "تضامنها التام" مع جميع الدول الحليفة التي يشملها التصريح والتي قالت عنها باريس إنها نالت استقلالها "بعد عقود من القمع".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات