الجيش السوداني والدعم السريع يوقعان "اتفاق مبادئ أوّلياً" في جدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" خلال حفل التخرج العسكري للقوات الخاصة في الخرطوم، السودان. 22 سبتمبر 2021 - AFP
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" خلال حفل التخرج العسكري للقوات الخاصة في الخرطوم، السودان. 22 سبتمبر 2021 - AFP
دبي -الشرق

وقّع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مساء الخميس، على إعلان مبادئ إنساني، في مدينة جدة التي استضافت محادثات بين الطرفين منذ السبت الماضي برعاية سعودية أميركية، وذلك دون التوصل حتى الآن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتوصل الجيش السوداني إلى اتفاق مع قوات الدعم السريع، يقضي بالتزامهما بتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني، وأعلنا التزامهما بإعطاء الأولوية للمناقشات الهادفة إلى وقف إطلاق نار قصير المدى لتسهيل توصيل المساعدة الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية، وجدولة المناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.

وينص الاتفاق على أن مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسية، وأكد التزام الطرفين بضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، والسماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه.

وأشار الطرفان في الإعلان الذي وقّع عليه اللواء محجوب بشرى رحمة، نيابة عن الجيش السوداني، والعميد عمر حمدان، نيابة عن قوات الدعم السريع، إلى مسؤوليتهما عن احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والالتزام بالتمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية عرضية والتي تكون مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة.

ونشرت وزارة الخارجية السعودية على "تويتر"، لقطات لمراسم توقيع "إعلان جدة" بحضور نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومساعد وزير الدولة لشؤون الدول الإفريقية السفير الدكتور سامي الصالح، والسفير السعودي لدى السودان علي بن حسن جعفر.

حماية المدنيين

وتعهد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، ما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين.

كما تعهد الجانبان بعدم استخدام المدنيين كدروع بشرية، وضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين والجهات الإنسانية، والسماح لجميع المدنيين بمغادرة مناطق الأعمال العدائية وأي مناطق محاصرة طوعاً وبأمان.

وأعلن الطرفان التزامهما بحماية الاحتياجات والضروريات التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، والتي يمكن أن تشمل المواد الغذائية والمناطق الزراعية والمحاصيل والثروة الحيوانية، كما يحظر السلب والنهب والإتلاف، بحسب الإعلان.

واتفق الجانبان على الالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية، والالتزام باحترام وحماية العاملين في المجال الطبي والمرافق العامة، واحترام وعدم التعدي على حق المدنيين في المرور والسفر على الطرق والجسور داخل وخارج ولاية الخرطوم.

وتعهد الطرفان باتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لجميع الجرحى والمرضى وإجلائهم بمن فيهم المقاتلون دون تمييز، والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بذلك، وعدم عرقلة عمليات الإجلاء الطبي بما في ذلك أثناء الأعمال العدائية الفعلية، والامتناع عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية.

كما اتفق الطرفان على الامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين، والامتناع عن أي شكل من أشكال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بما في ذلك العنف الجنسي بجميع أنواعه، ومعاملة جميع المحرومين من حريتهم بطريقة إنسانية وتمكين المنظمات الإنسانية الرئيسية من الوصول المنتظم إلى الأشخاص المحتجزين.

"هدنة 10 أيام"

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة أن ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وقّعا على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان، والذي يقر بالتزام كلا الجانبين بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في تسهيل العمل الإنساني لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين.

وقالت وزارتا الخارجية السعودية والأميركية في بيانين متطابقين الخميس، إنه "سيوجه إعلان الالتزام نشاط القوتين لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، والسماح بدفن الموتى باحترام".

وجاء في البيان: "عقب التوقيع، ستركز محادثات جدة على التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعال لإطلاق النار لمدة تصل إلى قرابة عشرة أيام، وذلك لتسهيل هذه الأنشطة، وستشمل الإجراءات الأمنية آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة من قبل الولايات المتحدة والسعودية والمجتمع الدولي".

وأضاف: "تماشياً مع النهج التدريجي المعتمد والذي اتفق عليه الطرفان، ستتناول محادثات جدة الترتيبات المقترحة للمحادثات اللاحقة -مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين- بشأن وقف دائم للأعمال العدائية، وبالتشاور مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يتطلع المسؤولون إلى المشاركة في مناقشات مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين في الجولات القادمة من المحادثات".

"ليس وقفاً لإطلاق النار"

وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إن إعلان الالتزام الموقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة ليس وقفاً لإطلاق النار وإنما يهدف إلى توجيه سلوك القوات لتهيئة الظروف المواتية لتدفق المساعدات الإنسانية.

وأضاف المسؤولون، الذين تحدثوا في إفادة للصحافيين طالبين عدم الكشف عن هوياتهم، أن تحقيق الهدف النهائي المتمثل في وقف دائم للأعمال القتالية يتطلب عملية طويلة.

وأبدت المسؤولة الأميركية المطّلعة على المباحثات في جدة، أملاً "حذراً" في أن يسهم توقيع الطرفين على هذا الإعلان "في التأسيس لزخم يرغمهما على توفير مساحة" لإدخال المساعدات الإنسانية، رغم إقرارها بأن مسافة "بعيدة" لا تزال تفصل الطرفين في المباحثات، وفقاً لـ"فرانس برس".

وأشار المسؤولون إلى أن "الاستثمار والتفاعل السعوديين كانا حاسمين في دفع الطرفين السودانيين لإجراء المحادثات في جدة"، وفقاً لرويترز.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أفاد بتعرض مساعدات غذائية تقدّر قيمتها بملايين الدولارات للنهب في الخرطوم.

وعرض مفوّض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث، مقترحات تنص على ضمان الطرفين إقامة ممر آمن للإغاثة الإنسانية، وفق متحدث باسم الهيئة الأممية.

شاهد أيضاً:

تصنيفات