هل يفي أردوغان بوعده ويرحل مليون لاجئ سوري؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعرض صورة مخيم للاجئين السوريين في مقرر الأمم المتحدة بنيويورك- 20 سبتمبر 2022 - REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعرض صورة مخيم للاجئين السوريين في مقرر الأمم المتحدة بنيويورك- 20 سبتمبر 2022 - REUTERS
أنقرة-رويترز

أبرز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خططه لإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، في وقت كان يستغل وتراً قومياً ليصل إلى العقد الثالث من حكمه، لكنه قد يواجه صعوبات جمة من أجل الوفاء بوعده مع بقاء الصراع قائماً في سوريا.

وشدّد أردوغان على عودة اللاجئين خلال حملة انتخابية شرسة قبل جولة الإعادة التي جرت الأحد الماضي، أمام كمال كيليجدار أوغلو، الذي اتخذ موقفاً أكثر صرامة بشأن هذه القضية.

وأدى التركيز على عودة اللاجئين قبل الانتخابات، إلى إثارة القلق بين 3.4 مليون سوري تقريباً يعيشون في تركيا، حيث يتزايد شعور الاستياء تجاههم.

إعادة مليون لاجئ في عام

جاء العديد من اللاجئين من أجزاء في سوريا لا تزال تخضع لسيطرة الحكومة، ويقولون إنهم لا يستطيعون العودة إلى بلداتهم وقراهم طالما بقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

وبموجب خطط أردوغان، لن يضطر اللاجئون للعودة إلى مناطق سيطرة الحكومة، إذ يقول إن تركيا تبني مساكن جديدة في شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه جماعات من المعارضة المسلحة، وهي منطقة تنشر فيها أنقرة قوات على الأرض، وأدى وجودها إلى توترات مع دمشق.

وتُشير هذه الخطط إلى مضاعفة التزام تركيا بالمنطقة التي تُسيطر عليها جماعات من المعارضة المسلحة، حيث تزيد من نفوذها منذ سنوات، حتى في الوقت الذي يطالب فيه الأسد بجدول زمني لانسحاب القوات التركية، كشرط للتقدم نحو إعادة بناء العلاقات بين البلدين.

ومع تزايد استياء ناخبين أتراك من الوضع، إذ تستضيف تركيا لاجئين أكثر من أي دولة أخرى، وضعت خطط أردوغان القضية في محور سياسته حيال سوريا، إلى جانب مخاوف بشأن الفصائل الكردية السورية التي أقامت جيوباً على الحدود تعتبرها تركيا تهديداً لأمنها القومي.

وأوضح الرئيس التركي أنه يهدف إلى ضمان عودة مليون لاجئ في غضون عام إلى المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة. وحضر وزير داخليته سليمان صويلو الأسبوع الماضي افتتاح مشروع إسكاني في بلدة جرابلس السورية، يستهدف إيواء بعض من سيعودون لبلادهم.

وقال أردوغان في خطاب النصر، الأحد، إن "من واجبنا تلبية توقعات مواطنينا بشأن هذه القضية، بالطرق والوسائل التي تليق ببلدنا"، لافتاً إلى أن ما يقارب 600 ألف سوري  عادوا بالفعل طواعية إلى مناطق آمنة.

مخاوف أمنية

لكن بالنسبة للعديد من السوريين في تركيا هذا الاحتمال لا يروق لهم. وقال سوري يدعى أحمد (28 عاماً) وهو طالب في جامعة أنقرة: "أود العودة إلى سوريا، لكن ليس إلى جرابلس.. أود العودة إلى مكاني في بلدي.. إلى اللاذقية"، في إشارة إلى المنطقة المطلة على البحر المتوسط والخاضعة لسيطرة الحكومة.

وفي ضوء خضوعها لسيطرة الكثير من الجماعات المسلحة، تُعاني مناطق في شمال غربي سوريا من انعدام القانون أيضاً.

وقال آرون لوند خبير الشؤون السورية في "سنتشري إنترناشونال"، وهي مؤسسة بحثية: "لا تزال الأوضاع في شمال سوريا سيئة للغاية وغير مستقرة، مما يصعب معه ترتيب عودة واسعة النطاق، رغم كل هذه التقارير حول قيام تركيا ببناء مساكن وبنية تحتية".

وأضاف: "يبدو الأمر وكأنه قطرة في محيط، والوضع الاقتصادي العام آخذ في التدهور".

وغيّرت تركيا من نهجها الدبلوماسي الذي تتبعه مع سوريا لأسباب عديدة، منها محاولة تحقيق هدف تأمين عودة اللاجئين. لكن تقارب أنقرة مع دمشق يسير بوتيرة بطيئة.

العودة الطوعية

الكثير من السوريين في تركيا شعروا بالارتياح لهزيمة كمال كيليجدار أوغلو، فخلال حملته ردد زعيم حزب الشعب الجمهوري أكثر من مرة أنه سيناقش خطط عودة اللاجئين مع بشار الأسد، بعد إعادة العلاقات، مؤكداً أن عودتهم جميعاً ستكتمل في غضون عامين، لكن لن تكون عودة قسرية.

وصعّد كمال كيليجدار أوغلو نبرته بعد أن حصل على أصوات أقل من رجب طيب أردوغان في الجولة الأولى، متعهداً بإعادة كل المهاجرين إلى بلادهم.

وفي وقت سابق، الاثنين، قال إبراهيم كالين، كبير مستشاري السياسة الخارجية لأردوغان، إن تركيا تريد عودة آمنة وكريمة وطوعية.

وينص القانون الدولي للاجئين على أن جميع عمليات العودة يجب أن تكون طوعية.

وأضاف كالين في مقابلة مع إذاعة محلية: "نحن نُخطط لتأمين عودة مليون أو 1.5 مليون سوري في المقام الأول".

وقال سمير العبد الله من مركز "حرمون" للدراسات المعاصرة في إسطنبول، وهو مؤسسة بحثية غير ربحية، إنه لا يتوقع الكثير من التغيير الآن بعد انتهاء المعركة الانتخابية.

وأضاف: "السوريون مرتاحون بعد انتصار أردوغان.. لا شيء يُعيب العودة الطوعية. لا نتوقع تغييراً في السياسة المتعلقة بالهجرة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات