وثائق مسربة.. مخطط إيراني روسي لطرد القوات الأميركية من سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 7
قوات أميركية خلال دورية في ريف مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا- 20 أبريل 2022 - AFP
قوات أميركية خلال دورية في ريف مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا- 20 أبريل 2022 - AFP
دبي-الشرق

كشفت وثائق استخباراتية أميركية سرية مسربة، أن إيران تسلح ميليشيات في سوريا تمهيداً لمرحلة جديدة من الهجمات على القوات الأميركية هناك، فيما تعمل مع روسيا على استراتيجية أوسع لطرد القوات الأميركية من المنطقة.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التي نشرت محتوى الوثائق المسربة، وهي من بين وثائق البنتاجون التي سربها عنصر في الحرس الوطني الأميركي، واكتشفت في أبريل الماضي، قالت إن الوثائق أظهرت أن إيران وحلفاؤها يؤسسون قوة جديدة ويدربونها على استخدام قنابل خارقة للدروع مصممة لاستهداف المركبات العسكرية الأميركية وقتل جنود أميركيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات كتلك تعد "تصعيداً في حملة إيران الممتدة لاستخدام وكلاء من الميليشات في سوريا لإطلاق صواريخ، وشن هجمات بمسيرات على القوات الأميركية في سوريا".

وكشف مسؤولون استخباراتيون حاليون وسابقون وخبراء في الأسلحة، إن هجمات بطائرات مسيرة تسببت في جرح 6 جنود أميركيين وأودت بحياة متعاقد مع القوات الأميركية، وأن القنابل المتفجرة الجديدة "يمكنها أن تزيد من حصيلة الضحايا الأميركيين، وتهدد بتفجير مواجهة عسكرية أوسع بين الولايات المتحدة وإيران".

قنابل خارقة متفجرة

وذكرت "واشنطن بوست" أن هذا النوع من الأسلحة، والذي يسمى "القنابل الخارقة المتفجرة EFP"، استخدم سابقاً من قبل مدعومين من إيران لشن هجمات قاتلة على القوافل العسكرية الأميركية خلال الاحتلال الأميركي للعراق (2003 - 2011).

وقال مسؤولون أميركيون إن "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" "أشرف على اختبارات تلك الأجهزة المتفجرة التي قال خبراء إنها تقسم دروع الدبابات، وقام بتدريب مستخدميها". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين قولهم إن تلك الاختبارات تمت شرق العاصمة السورية دمشق.

اعتراض مكالمات

وقالت "واشنطن بوست" إن المعلومات التي تضمنتها الوثائق بنيت على اعتراض مكالمات بين مسلحين سوريين ولبنانيين متحالفين مع إيران.

وذكرت أنه تم إحباط واحدة من المحاولات لاستخدام تلك القنابل ضد القوات الأميركية في فبراير الماضي، حين صادرت القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة كمية منها في شمال سوريا.

وقال مايكل نايت وهو خبير في شؤون الميليشيات المدعومة من إيران ومؤسس موقع "ميليشيا سبوتلايت" إن هناك تغييراً كبيراً في مدى استعداد الإيرانيين للمخاطرة بقتل أميركيين في سوريا. وأشار في هذا السياق إلى "الحصيلة المفجعة للضحايا التي أوقعتها تلك القنابل خلال حرب العراق".

وأضاف: "هذه الأشياء ستقتل بلا شك. وهم يفكرون بجدية في كيفية فعل ذلك".

خطة واسعة النطاق

وتصف وثيقة أخرى من الوثائق التي تم تسريبها، جهوداً أوسع لموسكو ودمشق وطهران لطرد القوات الأميركية من سوريا، وهو هدف "لطالما سعى إليه الرئيس السوري بشار الأسد" بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن هذا سيمكنه من استعادة المناطق الشرقية من سوريا والتي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة من واشنطن.

وحافظت آخر 3 إدارات أميركية على وجود مجموعة صغيرة من الجنود في سوريا يبلغ قوامها نحو 900 جندي، يدعمهم مئات من المتعاقدين، لمنع مسلحي تنظيم "داعش" من العودة إلى البلد، و"إحباط الطموحات الإيرانية والروسية في المنطقة، وتوفير دعم لأهداف استراتيجية أخرى".

وبررت الإدارات الأميركية نشر تلك القوات تحت تفويض استخدام القوة في حربي العراق وأفغانستان والذي يعود إلى عام 2001، والذي مرره الكونجرس في صحوة هجمات 11 سبتمبر 2001.

"مركز تنسيق للهجمات"

ورأت "واشنطن بوست" أن الوجود الأميركي في سوريا يخلق أيضاً فرصاً للنزاعات، إذ وصفت وثيقة أخرى كيف تحضر إيران والمسلحين المتحالفين معها للرد على الضربات الإسرائيلية التي تستهدف قواتهم في سوريا عبر ضرب القواعد الأميركية في سوريا.

وتصف الوثائق المسربة، خططاً لحملة واسعة لخصوم الولايات المتحدة تتضمن "التحريض على المقاومة الشعبية، ودعم حملات لشن هجمات على القوات الأميركية في شرق سوريا وشمالها الشرقي".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الوثائق المسربة ذكرت أن مسؤولي استخبارات روس وإيرانيين رفيعي المستوى التقوا في نوفمبر الماضي، واتفقوا على تأسيس "مركز تنسيق" لتوجيه تلك الحملة، وفقاً لتقييم استخباراتي أميركي تم إعداده في يناير.

وقالت "واشنطن بوست" إنه لا توجد إشارات على تورط روسي مباشر في التخطيط لهجمات على القوات الأميركية، ولكن الوثائق أظهرت دوراً نشطاً لروسيا في جهود أوسع ضد المصالح الأميركية.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه في الأشهر التي أعقبت التقارير المسربة، انخرطت روسيا في "استفزازات" ضد القوات الأميركية، بينها خرق اتفاقات تجنب النزاع، والتحليق فوق القواعد الأميركية، ومضايقة الطائرات الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن آرون شتاين، الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" قوله إنه "فيما كان طرد الولايات المتحدة من سوريا هدفاً لروسيا، فإن إنشاء مركز تنسيق لتحقيق هذا الهدف، هو أمر جديد".

إدارة التصعيد ضد واشنطن

وقال شتاين لـ"واشنطن بوست" إنه "في حالة وقوع هجمات تؤدي إلى سقوط جنود أميركيين، فإن إيران وروسيا تعتقدان أن بإمكانهما إدارة التصعيد، لأن الولايات المتحدة ستقوم برد محدود ضد أهداف داخل سوريا، وهو الخيار الذي ذهبت إليه إدارتا بايدن وترمب".

ولكن شتاين حذر من أن غزو روسيا لأوكرانيا، وانهيار الاتفاق النووي لعام 2015، جعلا الوضع أكثر تقلباً، وأصعب توقعاً، خصوصاً وأن ديناميات السياسة الأميركية الداخلية تجعل من الصعب أن يبدو أن أميركا تتراجع أمام روسيا.

وذكرت الصحيفة أن الوثيقة المسربة كشفت أن أحد صناع القنابل الذين يعملون مع "حزب الله اللبناني"، حاول إجراء تجارب على نوع جديد من تلك القنابل الخارقة للدروع في يناير الماضي في سوريا. وكشفت أن حجم جهخاز إطلاقها يبلغ أقل من 5 بوصات، ويمكن إخفاؤها بسهولة.

وأشارت إلى أنه خلال اختبارين، تمكن الجهاز من اختراق دروع دبابات سمكها 3 بوصات من مسافة 75 قدماً، فيما فشل اختبار ثالث.

وقالت الوثيقة إن المسؤولين في فيلق القدس الإيراني، ساعدوا في تصميم القنبلة وقدموا النصح بشأن طرق استخدامها. ولفتت إلى أن القائد في "فيلق القدس" صادق أوميد زاده،أتى على ذكر عربات "همفي" المدرعة الأميركية تحديداً، كهدف لتلك القنابل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات