اجتماع وزاري لـ"بريكس" في جنوب إفريقيا.. وتساؤلات بشأن بوتين

time reading iconدقائق القراءة - 8
وزراء خارجية مجموعة بريكس خلال اجتماع في مدينة كيب تاون، بجنوب إفريقيا. 01 يونيو 2023 - AFP
وزراء خارجية مجموعة بريكس خلال اجتماع في مدينة كيب تاون، بجنوب إفريقيا. 01 يونيو 2023 - AFP
كيب تاون/دبي- رويترزالشرق

اجتمع وزراء خارجية دول مجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا، الخميس، تحضيراً لقمة الزعماء المرتقبة في أغسطس المقبل، فيما برزت تساؤلات بشأن مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة المجموعة المؤلفة من 5 دول، بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه من الجنائية الدولية.

وجنوب إفريقيا دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وسيكون متوقّعاً منها نظرياً تنفيذ مذكرة اعتقال بوتين الصادرة عن المحكمة، فيما يتعلق بمزاعم ارتكابه جرائم حرب، في حال حضوره قمة جوهانسبرج.

وواجهت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، وابلاً من الأسئلة عن هذا الأمر بعد وصولها لخوض الجولة الأولى من المحادثات، مع ممثلين من روسيا والصين والهند والبرازيل.

وقالت ناليدي للصحافيين: "حكومتنا تدرس حالياً الخيارات القانونية المتعلقة بهذا الشأن"، لافتاً إلى أن "الجواب هو أن الرئيس (سيريل رامابوسا) سيوضح الموقف النهائي لبلاده.. وواقع الحال أنه تم توجيه دعوة إلى جميع رؤساء دول (بريكس)".

ولم يؤكد بوتين حضوره، واكتفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء الماضي، بقوله إنه "سيتم تمثيل روسيا على النحو الواجب"، لكنه أضاف أن "موسكو تتوقع من شركائها في بريكس ألا يسترشدوا"، بما وصفته بـ"قرارات غير مشروعة" مثل مذكرة الاعتقال.

واتهمت المحكمة الجنائية الدولية، بوتين في مارس الماضي، بارتكاب جريمة حرب بترحيل أطفال قسرياً من الأراضي التي سيطرت موسكو عليها في أوكرانيا، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم.

ويأتي هذا في الوقت الذي منحت فيه الحكومة الجنوب إفريقية حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين يحضرون اجتماعات وزراء خارجية مجموعة "بريكس"، ورؤساء الدول المشاركين في القمة المقررة في أغسطس المقبل.

وبحسب وكالة "رويترز"، رأى البعض هذه الخطوة بأنها تمهيدية لتوفير غطاء قانوني لزيارة بوتين- وهو ما نفته بريتوريا.

وأكدت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا في بيان سابق أن "هذه الحصانات لا تلغي أي مذكرة قد تكون أصدرتها أي محكمة دولية بحق أي شخص سيحضر المؤتمر"، لافتةً إلى أن إصدار الحصانات أمر "اعتيادي" لاستضافة المؤتمرات الدولية.

وكانت جنوب إفريقيا رفضت إدانة موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، مشددة على اتخاذ موقف حيادي لتكون قادرة على "أداء دور في حل النزاعات".

اجتماع وزاري لـ"بريكس"

وحضر وزراء خارجية البرازيل، وروسيا، والهند، اجتماعاً في كيب تاون، الخميس، في حين مثل الصين وكيل وزارة، ولم يتم الإعلان عن أي جدول أعمال رسمي.

وأكد وزراء خارجية "بريكس"، طموح كتلتهم في التنافس مع القوى الغربية، إذ عبروا في تصريحات خلال الجلسة الافتتاحية قبل محادثاتهم الخاصة، عن تطلع الكتلة لعالم متعدد الأقطاب.

ودعا وزراء الخارجية إلى "إعادة توازن" النظام العالمي، إذ قال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في مستهل الاجتماع، إن "العالم المتعدد الأقطاب يعيد توازنه والأساليب القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة".

وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور: "رؤيتنا لمجموعة بريكس هي توفير قيادة عالمية وسط عالم تمزقه المنافسة والتوتر الجيوسياسي وعدم المساواة وتدهور الأمن العالمي".

 أصدقاء "بريكس"

ويشارك في هذه القمة، وزراء خارجية أصدقاء "مجموعة بريكس"، تحت شعار "شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة"

وفي السياق، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان نظيره الروسي سيرجي لافروف على هامش الاجتماع الوزاري.

وجدد الأمير فيصل بن فرحان، وفق بيان للخارجية السعودية: "موقف المملكة الداعم لكافة المساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الروسية - الأوكرانية".

وناقش الوزيران "قضايا دولية وإقليمية منها الأزمة في السودان واليمن وملف تطبيع العلاقات مع سوريا"، كما تناول الجانبان "أبرز الموضوعات المطروحة في الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة بريكس".

وقالت وزارة الخارجية السعودية إنه جرى خلال اللقاء "استعراض أوجه علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بالإضافة إلى مناقشة توطيد العمل الثنائي والمتعدد الأطراف فيما يخص العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك".

وتحولت مجموعة "بريكس" للأسواق الناشئة، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين مع إضافة جنوب إفريقيا التي انضمت عام 2010، من شعار تم ابتكاره كبنك استثماري، إلى منظمة مؤثرة تسيطر أيضاً على بنك تنمية رئيسي.

وأبدت 19 دولة اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة دول "بريكس" التي تستعد لعقد قمة سنوية في جنوب أفريقيا.

وقال أنيل سوكلال سفير جنوب أفريقيا لدى "بريكس" في مقابلة مع "بلومبرغ"، إن المجموعة التي تتألف من دول ناشئة تضم في عضويتها البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا ستعقد قمتها في نفس المدينة يومي 2 و3 يونيو لمناقشة زيادة الأعضاء.

وأشار سوكلال إلى أن السعودية وإيران من بين الدول التي طلبت رسمياً الانضمام إلى التكتل. ومن الدول الأخرى التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام: الأرجنتين، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر، ومصر، والبحرين، وإندونيسيا ، إلى جانب دولتين من شرق أفريقيا وواحدة من غرب أفريقيا، لم يحددهما سوكلال.

وقال محللون لـ"رويترز" إن المجموعة تسعى لتكون قوة مقابلة للغرب في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وإن توسيع نطاقها قد يكون على جدول الأعمال.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات