لمواجهة نفوذ بكين.. واشنطن توسع وجودها العسكري في أستراليا

time reading iconدقائق القراءة - 7
من اليمين، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الأسترالي ريتشارد مارليس ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في بريزبين بأستراليا. 29 يوليو 2023 - Bloomberg
من اليمين، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الأسترالي ريتشارد مارليس ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في بريزبين بأستراليا. 29 يوليو 2023 - Bloomberg
بكين/ دبي - رويترزالشرق

توصلت الولايات المتحدة وأستراليا إلى اتفاق لتوسيع نطاق التواجد العسكري الأميركي في القارة، في خطوة تستهدف الصين، فيما أشارت بكين إلى أن إرسال دول معينة سفناً وطائرات بصورة متكررة "للتباهي بقوتها العسكرية"، أدى إلى تفاقم التوتر في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

وتأتي هذه التوترات، في وقت تسعى الولايات المتحدة لتوسيع نطاق تواجدها العسكري، وتعزيز علاقاتها الدفاعية بالمنطقة من أجل التصدي لما تسميه "نفوذ بكين"، الذي "يتنامى على نحو متزايد".

توسيع نطاق التواجد الأميركي

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الأسترالي ريتشارد مارليس، السبت، في مدينة بريزبين بولاية كوينزلاند الأسترالية، التوصل إلى اتفاق لتوسيع نطاق التواجد العسكري الأميركي في القارة، حيث يعزز كلا البلدين العلاقات الدفاعية للتصدي لبكين، وفق "بلومبرغ".

وأعلن الوزيران أن الاتفاق يشمل زيارات أكثر تواتراً وأطول للغواصات الأميركية إلى أستراليا، والتناوب الدوري لسفن تابعة للجيش الأميركي، والتعاون في إنتاج صواريخ موجهة.

وقال أوستن، خلال مؤتمر صحافي، إن الولايات المتحدة ستساعد أستراليا في إنتاج أنظمة صاروخية موجهة متعددة الإطلاق بحلول عام 2025.

وأضاف أوستن الذي سافر رفقة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوينزلاند لحضور الحوار الوزاري الأسترالي-الأميركي السنوي مع نظيريهما الأستراليين، أن الولايات المتحدة تخطط لجعل المنطقة موقعاً "للدعم اللوجستي الدائم".

وأكد التزام الولايات المتحدة بتسريع حصول أستراليا على "الذخائر ذات الأولوية" من خلال عملية شراء مبسطة، لافتاً إلى أنه يريد توسيع التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، بما في ذلك التدريبات الخاصة بمقاتلات "F-35".

"أقرب شريك" لأستراليا 

من جانبه، قال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، إن العلاقة بين الولايات المتحدة وأستراليا "لم تكن أبداً في وضع أفضل مما هي عليه الآن"، مستعرضاً قائمة بالجهود المبذولة لتعزيز التعاون.

ووصفت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، الولايات المتحدة بأنها "أقرب شريك استراتيجي" لأستراليا، كما أعلن البلدان عن خطط لمزيد من التعاون في قضايا الفضاء، بالإضافة إلى تكثيف اندماج اليابان في التخطيط العسكري.

وفي إشارة إلى العلاقات المتنامية، من المقرر أن يحضر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ومارليس، الأحد، أكبر نسخة على الإطلاق لمناورات "تاليسمان سيبر"، التي تُجرى كل سنتين قبالة الساحل الشمالي لأستراليا. 

وسيشارك في المناورات أكثر من 30 ألف جندي من أكثر من اثنتي عشرة دولة، بما في ذلك وحدة كبيرة من الولايات المتحدة.

وقالت وزيرة الجيش الأميركي كريستين ورموت، إن حجم تدريبات "تاليسمان سيبر" من المرجح أن يكون لها "تأثير رادع كبير" على الصين، بينما تفكر في إمكانية "أخذ تايوان بالقوة".

وعززت أستراليا والولايات المتحدة علاقاتهما الأمنية بشكل كبير منذ عام 2021 في ظل المنافسة الاستراتيجية المتزايدة بين واشنطن وبكين. 

وعلى الرغم من أن الصين، تعد أكبر شريك تجاري لأستراليا بهامش كبير، فإن واشنطن وكانبيرا لديهما تحالف طويل الأمد يعود تاريخه إلى الحرب العالمية الثانية. وكلا البلدين عضوان في تحالف "العيون الخمس" لتبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب كندا ونيوزيلندا وبريطانيا.

وكثفت الولايات المتحدة وأستراليا أيضاً جهودهما الدبلوماسية في منطقة المحيط الهادئ خلال الاثني عشر شهراً الماضية، بعد الإعلان المفاجئ في أبريل 2022 عن توقيع الحكومة الصينية اتفاقية أمنية مع جزر سليمان.

وإثر ذلك، عزز الدبلوماسيون الأميركيون والأستراليون، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخارجية وونج، من انتظام زياراتهم إلى المنطقة. 

وفي حديثه خلال افتتاح سفارة جديدة في تونجا، الأربعاء، اتهم بلينكن الحكومة الصينية بانتهاج سلوك "إشكالي على نحو متزايد" في المنطقة، بما في ذلك الادعاءات المتعلقة بممارسة "أنشطة اقتصادية ضارية".

وفي طريقه إلى أستراليا، زار أوستن بابوا غينيا الجديدة، ليصبح أول وزير دفاع أميركي يزور الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ.

بكين تحذر من مفاقمة التوتر

وفي بكين، علّق المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كه في، على تقرير دفاعي أصدرته اليابان أشارت فيه إلى تهديدات صينية، قائلاً إن "بعض الإجراءات أدت إلى تفاقم حدة التوتر في المنطقة على نحو خطير، حتى مع استقرار الوضع في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي بوجه عام".

وأضاف أن التقرير الدفاعي السنوي لليابان أظهر "تصوراً خاطئاً" بخصوص الصين و"بالغ عمداً فيما يسمى بالتهديد العسكري الصيني".

وأشار إلى أن الصين قدمت احتجاجات شديدة اللهجة لطوكيو، وعبرت عن رفضها التام لما جاء في التقرير.

واتهم المتحدث اليابان بأنها "تتدخل باستمرار في الشؤون الداخلية للصين، وتنتهك قواعد العلاقات الدولية، وتقوّض أسس العلاقات الصينية اليابانية، وتعمل على تأجيج الوضع في مضيق تايوان".

وأصدرت اليابان تقريرها السنوي الأسبوع الماضي، وقدمت فيه تقييماً سلبياً للتهديد الذي تمثله طموحات الصين في المنطقة، وشراكتها الأمنية مع روسيا وكوريا الشمالية.

وكانت اليابان أعلنت زيادة إنفاقها العسكري إلى المثلين على مدى السنوات الخمس المقبلة، في أكبر تعزيز عسكري لها منذ الحرب العالمية الثانية.

ولفت تان إلى أن "التعاون الصيني الروسي في مجال الدفاع، يقوم على عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة، ويلتزم بالحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، من دون أن يشكل تهديداً لأي دولة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات