قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين، إن تركيا ستظل المدافع الرئيسي عن حل النزاع السوري من خلال عملية سياسية على أساس وحدة أراضي سوريا، وذلك في معرض حديثه عن أهداف السياسة الخارجية التركية.
وأضاف فيدان، في كلمة له أمام المؤتمر الرابع عشر للسفراء الأتراك، في المجمع الرئاسي بأنقرة: "سنبذل قصارى جهدنا لإخراج سوريا من كونها ملجأ للتنظيمات الإرهابية وساحة للحروب بالوكالة".
وشدد على أن بلاده "ستسرع جهودها لضمان عودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين".
استقرار العراق
وأكد فيدان أن تركيا ستبقى المدافع الرئيسي عن وحدة الأراضي والاستقرار السياسي لجارها الآخر العراق، مشدداً على أنه لهذا الغرض سنواصل دعم تطهيره من "التنظيمات الإرهابية" وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني، بحسب وصفه.
وخلال السنوات الماضية، نفذت القوات التركية عمليات مكثفة ضد المسلحين الأكراد الذين تدرجهم أنقرة على قوائم الإرهاب، في كل من العراق وسوريا، بحجة هجمات نفذتها عناصر "حزب العمال الكردستاني" الذي تحاربه تركيا على مدار أكثر من 3 عقود داخل البلاد وخارجها.
اتفاق الحبوب
في سياق آخر، نوه وزير الخارجية التركي، إلى أن بلاده بصفتها المنفذة لـ"اتفاقية مونترو" ستعمل على الحفاظ على السلام في البحر الأسود، وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية واستئناف العمل بمبادرة تصدير الحبوب.
وتمنح "اتفاقية مونترو"، الأتراك، حق السيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل، وتنظم عبور السفن الحربية.
وفي 17 يوليو الماضي، رفضت موسكو تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، وقالت إنها "ستمددها حال تنفيذ الجزء الروسي منها".
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دول الغرب بعدم الوفاء بشروط الصفقة رغم جهود الأمم المتحدة.
وفي يوليو 2022، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول اتفاقية لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتاً بعد الحرب الروسية في فبراير العام ذاته، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
وجرى تمديد اتفاق الحبوب 3 مرات، إذ سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد شن موسكو عملياتها العسكرية.
وبحسب المعطيات الرسمية، ساهم الاتفاق في شحن نحو 33 مليون طن من الحبوب بوساطة أكثر من ألف سفينة، منذ تحرك أول سفينة في 1 أغسطس 2022 حتى يوم انتهاء العمل به.
وجرى نقل 40% من الحبوب المشحونة عبر الممر إلى أوروبا، و30% نحو آسيا، و13% إلى تركيا، و12% إلى إفريقيا، و5% للشرق الأوسط.
العلاقات مع اليونان
وفيما يخص العلاقات مع اليونان، قال فيدان إن أنقرة ستحاول الحفاظ على الأجواء التي وصفها بـ"الإيجابية" مع أثينا، وتوقع "نفس الإخلاص" منها.
وأشار إلى أنه "سنستمر في حماية مصالح تركيا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط".
وتسود العلاقات التركية اليونانية، العديد من المشكلات العالقة، منها قضية جزيرة قبرص والنزاع على الحدود البحرية شرق المتوسط وأعمال التنقيب فيها، والمجال الجوي، ومسألة تدفق اللاجئين من الطرف التركي لليونان، وتسليح الجزر غير العسكرية في بحر إيجه، التابعة لليونان والقريبة من تركيا.
ولفت فيدان إلى أن تركيا ستعزز جهودها الرامية لإرساء السلام والأمن في الفترة المقبلة، قائلاً إنها تكثف في هذا الإطار تدابيرها ومبادراتها للحد من الصراعات.
وأكد أن "أنقرة لن تترك التنظيمات الإرهابية والقوى التي خلفها يغمض لها جفن في تركيا والمنطقة"، وفق تعبيره.
وأردف فيدان: "في هذا الإطار، سنواصل نضالنا من خلال زيادة قدراتنا العسكرية والاستخبارية والتكنولوجية في الداخل، مع ضمان التعاون الفاعل مع أصدقائنا في الخارج".
أهداف السياسة الخارجية التركية
وذكر فيدان، أن السنوات الخمس المقبلة ستكون فرصة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية التركية، مشيراً إلى أن بلاده "ستواصل العمل على تعزيز مكانتها في الساحة الدولية كلاعب مستقل يسعى ليكون أحد مؤسسي نظام عالمي جديد"، بحسب تعبيره.
وأوضح: "سنعمل بلا كلل لتعزيز مكانة تركيا كلاعب مستقل تماماً ومؤثر يحدد الأجندة الدولية ويضع عند الضرورة قواعد اللعبة أو يغيرها".
ونوه إلى أن بلاده في مئوية تأسيس الجمهورية والذكرى الـ 500 لوضع أسس سلك الخارجية تخطو نحو "قرن تركيا"، متابعاً: "رؤيتنا، جعل تركيا أحد اللاعبين المؤسسين للنظام (العالمي الجديد) في قرن تركيا".
وكشف الرئيس التركي في أكتوبر الماضي، عن رؤية "قرن تركيا" لحزبه العدالة والتنمية، المتعلقة بالبرامج وأهداف الجمهورية في مئويتها الجديدة.
وأكد فيدان أن "تركيا ستعمل مع الدول الأخرى لإنشاء نظام دولي فعال وشامل ويحتضن الإنسانية، ويقضي على غياب العدالة العالمية، ويعالج التفاوتات الاقتصادية، وينتج السلام والأمن والاستقرار والازدهار"، على حد قوله.
اقرأ أيضاً: