أزمة فوكوشيما.. اليابان تشكو حظراً صينياً على صادرات الثروة السمكية

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يتفقد متجراً لبيع مأكولات بحرية من منطقة فوكوشيما أثناء زيارته لسوق "تويوسو" للأسماك في طوكيو. 31 أغسطس 2023  - via REUTERS
رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يتفقد متجراً لبيع مأكولات بحرية من منطقة فوكوشيما أثناء زيارته لسوق "تويوسو" للأسماك في طوكيو. 31 أغسطس 2023 - via REUTERS
طوكيو -رويترز

أبلغت اليابان، منظمة التجارة العالمية، برفض حظر الصين على صادرات الثروة السمكية اليابانية، بعد تصريف مياه معالجة من محطة فوكوشيما النووية، واعتبرته "غير مقبول على الإطلاق"، حسبما قالت الخارجية اليابانية في وقت متأخر، الاثنين.

وفي دعوى مضادة لإخطار الصين للمنظمة في 31 أغسطس، بشأن إجراءاتها لتعليق الواردات من المياه اليابانية الذي بدأ الشهر الماضي، قالت طوكيو إنها ستشرح مواقفها لدى لجان المنظمة ذات الصلة، وحضت الصين على إلغاء الإجراء على الفور.

وأشار بعض المسؤولين اليابانيين، إلى إمكانية تقديم شكوى للمنظمة ضد حظر الصين استيراد المأكولات البحرية، وهو ما قال السفير الأميركي في اليابان الأسبوع الماضي، إنه شيء ستدعمه الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان منفصل، الاثنين، إن اليابان طلبت أيضاً من الصين إجراء مناقشة بشأن حظر الاستيراد المرتبط بفوكوشيما على أساس أحكام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.

وقالت: "اليابان تأمل في أن تجري الصين محادثات مع الجانب الياباني في أقرب وقت ممكن، وأن تراجع إجراءاتها وفقاً لالتزاماتها في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة".

جهود دبلوماسية

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء في اليابان، هيروكازو ماتسونو، للصحافيين، الثلاثاء، إن اليابان ستوضح الأمر بشأن سلامة المياه التي صرفتها في المنتديات الدبلوماسية، بما في ذلك قمة "آسيان" في إندونيسيا، وقمة مجموعة العشرين في الهند هذا الشهر.

وأضاف ماتسونو: "لم يتقرر شيء بشأن اجتماع قادة اليابان والصين". ومن المقرر أن يحضر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ونظيره الصيني لي تشيانج قمتي "آسيان" ومجموعة العشرين، في حين لن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينج كلا المؤتمرين.

ورغم أن المنتجات البحرية تشكل أقل من 1% من تجارة اليابان العالمية التي تهيمن عليها السيارات، صدرت اليابان منتجات بحرية تبلغ قيمتها نحو 600 مليون دولار إلى الصين في عام 2022، ما يجعلها أكبر سوق للصادرات اليابانية، تليها هونج كونج.

ولتخفيف مصاعب فقدان الطلب على المأكولات البحرية، ستنفق اليابان أكثر من 100 مليار ين (682 مليون دولار) لدعم صناعة مصايد الأسماك المحلية.

انتقادات أميركية

والخميس، قال السفير الأميركي في اليابان رام إيمانويل إن رد فعل الصين على تصريف مياه مشعة معالجة من محطة فوكوشيما النووية إلى المحيط "لا يتعلق سوى بالتعنت الاقتصادي والدوافع السياسية".

وأضاف أنه يتوقع من الولايات المتحدة أن تدعم اليابان إذا قررت طوكيو تقديم شكوى ضد الصين في منظمة التجارة العالمية بسبب حظر بكين لواردات المأكولات البحرية اليابانية.

وزار إيمانويل، مدينة سوما في فوكوشيما لإبداء دعمه لقطاع الصيد المحلي بعد بدء تصريف المياه من المحطة النووية المعطلة.

وبدأت اليابان في تصريف المياه من المحطة المعطوبة إلى المحيط الهادي في 24 أغسطس، ما فجر احتجاجات في اليابان والدول المجاورة.

توتر متصاعد 

وخلقت التوترات بين بكين وطوكيو، بيئة معادية لبعض الشركات اليابانية العاملة في الصين. وفرضت بكين، التي تعارض بشدة إطلاق مياه فوكوشيما، حظراً شاملاً على جميع واردات المأكولات البحرية من اليابان.

وأدى تصاعد المشاعر المعادية لليابان، رداً على تصريف المياه في المحيط، إلى إلغاء العديد من الرحلات الجماعية الصينية المقررة إلى اليابان، ودعوات واسعة النطاق عبر الإنترنت لمقاطعة المنتجات اليابانية.

كما تواجه الشركات اليابانية في الصين، مخاطر متزايدة على موظفيها، بعد احتجاز موظف في شركة "أستيلاس فارما" في بكين في مارس للاشتباه في قيامه بـ"التجسس"، إلى جانب سن قانون مكافحة التجسس المعدل في يوليو، مما زاد من تشديد الرقابة في البلاد، بحسب وكالة "كيودو" اليابانية.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في اتحاد الأعمال الياباني، قوله، إن الوفد يأمل في استكشاف مجالات للتعاون المحتمل خلال الرحلة "التي طال انتظارها" إلى الصين. وأضاف أنه "على الرغم من أن العلاقات الثنائية تواجه وضعاً حاداً، فإن (الصين) دولة مهمة بالنسبة لليابان".

قلق خارج الصين

والصين ليست الدولة الوحيدة التي تعرب عن قلقها بشأن تصريف مياه الصرف الصحي (من المحطة النووية) في اليابان. إذ وصف حزب المعارضة الرئيسي في كوريا الجنوبية الخطط اليابانية، بأنها "أسوأ تدمير بيئي"، وأدان الرئيس يون سوك يول بسبب دعم حكومته لليابان.

مع ذلك، قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، الأسبوع الماضي، إن الرئيس تناول المأكولات البحرية على الغداء، وذلك في مسعى لتهدئة مخاوف الكوريين بشأن سلامة منتجات الأسماك المحلية بعدما بدأت اليابان في تصريف مياه مشعة معالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات