مجموعة العشرين تتبنى إعلاناً يتجنب التنديد بحرب روسيا في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من قمة مجموعة العشرين في الهند. 9 سبتمبر 2023 - AFP
جانب من قمة مجموعة العشرين في الهند. 9 سبتمبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

تبنى قادة مجموعة العشرين، السبت، إعلاناً توافقياً في اليوم الأول من قمة في نيودلهي تجنب التنديد بحرب روسيا في أوكرانيا لكنه دعا جميع الدول إلى الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة سعياً للاستيلاء على أراض.

وأقر القادة بوجود اختلاف في وجهات النظر بشأن الوضع القائم في أوكرانيا، لكنهم دعوا جميع الدول إلى "الامتناع عن استخدام القوة للاستيلاء على الأرض بما يتنافى مع وحدة أراضي أو سيادة أو استقلال أي دولة".

وجاء في الإعلان المشترك أنه "فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، نعيد التذكير بالمباحثات التي دارت العام الماضي في مدينة بالي الإندونيسية، ونؤكد على المواقف الوطنية والقرارات المتخذة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".

وشدد الإعلان على ضرورة أن "تتصرف جميع الدول بشكل يتسق مع مجمل مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، لافتاً إلى "وجوب أن تمتنع الدول عن التهديد أو استخدام القوة للاستيلاء على الأرض بما يتنافى مع وحدة أراضي أو سيادة أو استقلال أي دولة".

وجاء التوافق مفاجئاً نظراً للانقسام الشديد في المجموعة بشأن الحرب في أوكرانيا إذ سعت بلدان الغرب إلى تنديد قوي بحرب روسيا في الإعلان، بينما طالبت بلدان أخرى بالتركيز على القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقاً.

ووصف الإعلان استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في حرب أوكرانيا بـ"غير المقبول"، مشيراً إلى "وجود اختلاف في الآراء والتقييمات للوضع" القائم في أوكرانيا، لكنه شدد على أن "مجموعة العشرين ليست منصة لحل قضايا جيوسياسية".

ودعا الإعلان كلاً من "روسيا وأوكرانيا إلى ضمان النقل الفوري السلس للحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من البلدين"، مضيفاً أن "عصرنا الحالي لا يجب أن يكون عصر حرب"، لذلك فإن "التسوية السلمية للصراعات، والجهود المبذولة لمعالجة الأزمات، فضلاً عن الدبلوماسية والحوار، كلها أمور مهمة".

وأعرب الإعلان عن "قلقه العميق إزاء التأثير السلبي للصراعات على أمن المدنيين"، مؤكداً أن دول المجموعة "ستتحد من أجل معالجة التأثير السلبي للحرب على الاقتصاد العالمي"، مرحباً بـ"جميع المبادرات البناءة التي تدعم السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا".

وشدد الإعلان على "أهمية الحفاظ على أمني الغذاء والطاقة، والدعوة إلى وقف الدمار العسكري أو غيره من الهجمات على البنية التحتية"، مشيراً إلى "احتمالية ارتفاع مستوى تقلبات سوقي الطاقة والغذاء".

وتعهدت المجموعة بـ"حماية الدول الضعيفة من خلال تعزيز النمو العادل والاستقرار الاقتصادي والمالي"، و"التعجيل بالتنفيذ الكامل والفاعل لخطة التنمية المستدامة 2030"، معلنةً تأييدها لـ"توصيات مجلس الاستقرار المالي الساعية للتنظيم والإشراف والمراقبة على أنشطة العملات المشفرة".

التغير المناخي

وتطرق الإعلان إلى قضايا التغيرات المناخية، حيث أكد على الحاجة إلى "تسريع الجهود الرامية إلى التخلص التدريجي من الطاقة التي تنتج من الفحم، تمشياً مع الظروف" الحالية.

وأفاد بأن دول مجموعة العشرين، "ستعمل على تسهيل التمويل وبتكاليف منخفضة للبلدان النامية بهدف دعم تحولها إلى خفض انبعاثات الكربون"، كما "ستواصل وستشجع جهود رفع إنتاج الطاقة المتجددة إلى 3 أمثاله عالمياً عبر الأهداف والسياسات القائمة بما يتفق مع الظروف المحلية بحلول عام 2030".

وأضاف أن "تقنيات الطاقة النظيفة بحاجة إلى 4 تريليونات دولار سنوياً من أجل الوصول لصافي انبعاثات صفرية بحلول 2050"، مؤكداً على "أهمية الحفاظ على تدفقات الطاقة دون انقطاع من مختلف المصادر والموردين والطرق".

وفي السياق، أعلنت الهند عن إطلاق تحالف عالمي للوقود الحيوي خلال قمة مجموعة العشرين لتعزيز استخدام الوقود النظيف.

ومن شأن التحالف، الذي يضم الولايات المتحدة والبرازيل عضوين مؤسسين، أن يساعد في تسريع الجهود العالمية لتحقيق أهداف خفض صافي الانبعاثات للصفر من خلال تسهيل التجارة في الوقود الحيوي.

توافق كامل

من جهته، ذكر رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن مجموعة العشرين توصلت إلى توافق في الآراء بشأن إعلان الزعماء وكشفت عن تبنيه خلال اليوم الأول من القمة السنوية.

وقال مودي لزعماء المجموعة خلال القمة المنعقدة في نيودلهي: "على خلفية العمل الدؤوب من جانب جميع الفرق، حصلنا على توافق في الآراء بشأن إعلان قمة زعماء مجموعة العشرين".

وأضاف مودي بينما كان على جانبيه وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار ووزيرة المالية نيرمالا سيتارامن "أعلن تبني هذا الإعلان".

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الهندي أن الإعلان يمثل "استجابة للوضع والمخاوف القائمة اليوم"، موضحاً أن "هناك اختلافات في وجهات النظر والمصالح، لكننا قادرون على إيجاد أرضية مشتركة بشأن جميع القضايا".

وأضاف: "كانت الآراء بشأن قضية أوكرانيا قوية، ما دعانا لتخصيص وقت كبير من أجل بحث القضايا الجيوسياسية"، مؤكداً على أن "الصين كانت داعمة للنتائج المختلفة".

وجاء هذا الإعلان بعد أن توصل مفاوضون من أقوى 20 دولة في العالم إلى توافق بشأن اللغة التي يمكن استخدامها للإشارة إلى الحرب في أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" في وقت سابق.

تعليق أوكرانيا

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، السبت، إن الإعلان المشترك لمجموعة العشرين بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا "ليس أمراً يدعو للفخر"، منتقدة النص لعدم ذكر روسيا.

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية أوليج نيكولينكو على فيسبوك: "من الواضح أن مشاركة الجانب الأوكراني (في اجتماع مجموعة العشرين) كانت ستسمح للمشاركين بفهم الوضع بشكل أفضل".

في المقابل، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن إعلان قمة مجموعة العشرين أظهر موقفاً واضحاً حيال الغزو الروسي لأوكرانيا بقوله إنه لا يمكن التشكيك في وحدة أراضي الدول باستخدام العنف.

وأضاف شولتز في تصريحات من مكان انعقاد القمة في نيودلهي "إنه بيان يدعم وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات