تحركات عسكرية صينية جديدة حول تايوان بالتزامن مع تحذير أميركي فيتنامي

أبحر تشكيل بحري صيني بقيادة حاملة الطائرات "شاندونج" على بعد 111 كيلومتراً من جنوب شرقي تايوان، الاثنين، ودخل منطقة غرب المحيط الهادئ لإجراء تدريبات، بحسب بيان وزارة الدفاع التايوانية، وذلك بالتزامن مع تحذير الولايات المتحدة وفيتنام من "التهديد أو استخدام القوة" في بحر الصين الجنوبي الذي يشهد توترات متصاعدة. 

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيم الحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام، نجوين فو ترونج، في بيان مشترك، أورده البيت الأبيض، "دعمهما الراسخ للحل السلمي للخلافات وفق القانون الدولي دون التهديد أو استخدام القوة"، ودعيا إلى "تجارة مشروعة دون عوائق في بحر الصين الجنوبي".

وشدد الجانبان على أهمية "التنفيذ الكامل والفعال" لإعلان أصدرته الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان"، في عام 2002، بشأن سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي.

وأكد البيان الذي لم يحمل إشارة صريحة إلى الصين، على التزام الولايات المتحدة "بمواصلة دعم فيتنام في تنمية قدراتها الدفاعية".

وتتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، لكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الاخيرة.

واعتبر بايدن أمام منتدى اقتصادي، أن علاقات بلاده مع فيتنام "دخلت مرحلة جديدة"، مؤكداً أن الدولتين "توطدان تعاونهما في مجالات الحوسبة السحابية، وأشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي".

استبعاد غزو تايوان

وكان بايدن، استبعد، الأحد، "غزواً صينياً محتملاً" لتايوان بسبب "المشكلات الاقتصادية الصعبة" التي تواجه بكين حالياً، مشيراً إلى أن الصين "تغيّر بعض قواعد اللعبة".

وأضاف بايدن في مؤتمر صحافي في العاصمة الفيتنامية، أن الصين "تواجه مشكلة اقتصادية صعبة في الوقت الحالي، وذلك يعود إلى مجموعة كاملة من الأسباب التي تتعلق بعدم نمو الاقتصاد العالمي، والسياسات التي اتبعتها بكين".

وقال بايدن إن "التباطؤ الاقتصادي الأخير في الصين قد يقلل من أي دوافع لغزو تايوان"، مضيفاً: "ربما يكون العكس، حيث لا تتمتع (الصين) بنفس القدرة التي كانت لديها من قبل".

وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى عزل أو احتواء" الصين، مضيفاً: "لا أريد احتواء الصين، أريد فقط التأكد من أن لدينا علاقة مع الصين".

وتسعى إدارة بايدن إلى إعطاء الأولوية للعلاقات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولا سيما في العديد من البلدان الأقرب إلى الصين.

وشهدت واشنطن وبكين سلسلة من اللحظات المتوترة خلال العام الماضي، حيث أشار بايدن إلى الرئيس شي جين بينج باعتباره "ديكتاتوراً" وأسقطت الولايات المتحدة بالون تجسس صيني مزعوم.

تحرك صيني

جاءت التصريحات الأميركيةوالفيتنامية، بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع التايوانية، رصد 11 طائرة عسكرية صينية منها مقاتلات J-16 في منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي في تايوان، اعتباراً من الساعة 5:40 صباحاً (9:40 مساءً بتوقيت جرينتش)، مشيرة إلى أن قواتها قامت بـ"الرد المناسب".

وشاركت حاملة الطائرات "شاندونج"، التي دخلت الخدمة في عام 2019، في التدريبات العسكرية حول تايوان في أبريل الماضي، وعملت في غرب المحيط الهادئ. كما أبحرت عبر مضيق تايوان في يونيو الماضي.

وأبحرت سفينة حربية أميركية وأخرى كندية عبر مضيق تايوان، السبت الماضي، في ثاني مهمة مشتركة من نوعها منذ يونيو، وتزامن ذلك مع حضور زعيمي البلدين قمة مجموعة العشرين في الهند.

وندد الجيش الصيني بعملية العبور كما هو معتاد في مثل هذه المهام، واتهم السفينتين بالقيام بـ"ضجيج علني" في المضيق.

وكثفت الصين، أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة الخاضعة للحكم الديمقراطي وذلك رداً على ما تسميه "التواطؤ" بين تايوان والولايات المتحدة، فيما ترفض تايوان بشدة مزاعم بكين بشأن سيادة بكين على الجزيرة.

اقرأ أيضاً: