مسار ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي يثير "إحباطاً وتحفظات" في البلقان

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظراؤها من دول غرب البلقان الست بالإضافة إلى النمسا وبلغاريا وكرواتيا والتشيك واليونان وسلوفينيا في برلين. 21 أكتوبر 2022 - REUTERS
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظراؤها من دول غرب البلقان الست بالإضافة إلى النمسا وبلغاريا وكرواتيا والتشيك واليونان وسلوفينيا في برلين. 21 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

يشعر بعض قادة دول غرب البلقان بـ"إحباط متزايد"، بسبب "القفزة السريعة" التي حققتها  أوكرانيا في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما يزيد من عرقلة جهودهم المستمرة منذ عقود للانضمام إلى الكتلة، وفق صحيفة "فايننشيال تايمز".
 
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش للصحيفة البريطانية: "ليس لديّ أي موقف ضد الأوكرانيين"، مستدركاً: "لكن مستوى دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، ومنحها وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي في غضون عام من طلبها، واحتمال بدء محادثات العضوية في العام المقبل، "يُظهر لنا أن (مثل هذا الدعم السياسي) لم يكن موجوداً بالنسبة لنا على الإطلاق".
 
وتقدمت كييف بطلب العضوية في فبراير 2022، بعد أيام من الغزو الروسي، وحصلت على وضع مرشح بعد أربعة أشهر. في المقابل، اضطرت بلجراد إلى الانتظار أكثر من أربع سنوات بعد التقدم بطلب لبدء محادثات العضوية في عام 2014.
 
وتتعثر مفاوضات صربيا في الوقت الراهن بسبب عدد من المسائل، أبرزها فشل بلجراد في تطبيع العلاقات مع إقليمها السابق كوسوفو، الذي أعلن استقلاله في عام 2008. وصربيا أيضاً هي الدولة الوحيدة في غرب البلقان التي لم تعتمد عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ما أدى إلى إبطاء وتيرة التقدم في حصولها على العضوية.
 
وكان الاتحاد الأوروبي تعهد بتسريع مسار عضوية ست دول في غرب البلقان، هي: صربيا وكوسوفو، والجبل الأسود، وألبانيا، ومقدونيا الشمالية، والبوسنة والهرسك، إذ قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إن عمليات الانضمام الأولى يجب أن تحدث بحلول عام 2030.







امتيازات الحرب

ولكن خلال فعالية أقيمت مؤخراً في سلوفينيا في أعقاب إعلان ميشيل، شكك رئيس الوزراء الألباني، إدي راما، في الهدف الجديد، وقال ساخراً، إن مثال أوكرانيا "يظهر أن الحرب يمكن أن تسرع العضوية".
 
وقال راما مازحاً لزملائه القادة الذين كانوا معه على المنصة: "من يجب أن يهاجم من في هذا الفريق للحصول على العضوية بشكل أسرع؟ بلغاريا يمكن أن تهاجم مقدونيا الشمالية بسهولة، وكرواتيا يمكن أن تهاجم صربيا، وصربيا يمكن أن تهاجم كوسوفو، والبوسنة يمكن أن تهاجم نفسها.. حتى نتمكن جميعاً من الاستعداد للانضمام إلى القطار مع أوكرانيا".
 
وفي حين أن التقدم السريع الذي أحرزته أوكرانيا يثير حالة إحباط للكثيرين، فإن مقدونيا الشمالية، إحدى دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتي انتظرت 18 عاماً قبل بدء محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي، قالت إنها لا تعتبر الدولة التي مزقتها الحرب "منافسة".
 
وقال وزير خارجية مقدونيا الشمالية، بوجار عثماني، إن "نتيجة الحرب في أوكرانيا ستحدد مصير الاتحاد نفسه. لا ينبغي أن يُنظر إلى أوكرانيا على أنها تحظى بامتيازات؛ لأن أوكرانيا لا تقاتل من أجل نفسها فقط، بل تقاتل من أجل.. مستقبل القارة".





وأدى تفكك يوغوسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي، إلى نشوب حروب بين صربيا وكرواتيا والبوسنة وكوسوفو، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وتشريد الملايين. وقد اندلعت بعض الأعمال العدائية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتشكيل البوسنة ووضع كوسوفو، بشكل متكرر منذ ذلك الحين، الأمر الذي جعل اندماجهما في الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة.

التطبيع شرط الانضمام

وبعد قمة أخرى "غير مثمرة" بين زعماء البلدين، الخميس الماضي، قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "بدون تطبيع، لن يكون هناك مستقبل أوروبي لكوسوفو أو صربيا". 

وتقدمت كوسوفو بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي في ديسمبر الماضي، ولم تحصل بعد على وضع مرشح.
 
مع ذلك، قال فوتشيتش إن التأخير لا يعكس الواقع في بلاده، التي اعتبر أنها "في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه رومانيا وبلغاريا في عام 2007 عندما انضمتا إلى الاتحاد الأوروبي"، كما ألقى باللائمة على تراجع قدرة الاتحاد الأوروبي على استيعاب أعضاء جدد.
 
ومضى قائلاً: "لقد سمعنا عن عام 2025، والآن نحن في عام 2030.. مرت سبع سنوات. من يدري ماذا سيحدث بعد سبع سنوات؟ إن القوة الاستيعابية للاتحاد الأوروبي ليست أكبر مما كانت عليه من قبل. لديك 10 بلدان مساهمة بشكل صافٍ و17 دولة تأخذ أموالها. ولا يرغب أي منهما في قبول المزيد من الأعضاء في قائمة مدفوعاتهما".
 
وفي تعليق على تعهد 2030، قال ميشيل في المؤتمر الذي انعقد في سلوفينيا، إن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى إعادة حسابات، وأحيا توسعة منطقة البلقان بعد عقدين من الجمود، مضيفاً: "هذا أمر طموح ولكنه ضروري. هذا يظهر أننا جادون".
 
مع ذلك، رأى محللون أن هذا الالتزام غير مقنع، بالنظر إلى استمرار سيادة القانون والمخاوف المتعلقة بالفساد وغيرها من المسائل التي تعطلهم منذ سنوات.







اقرأ أيضاً: 

تصنيفات